أدب

حوار مع الشاعر علي الصفار

حاوره – كفاح وتوت

للشباب جذوة تتوهج في سماء الإبداع فترسم بإشعاعها الجمال والقيم والمثل العليا لغرسها في نفوس الآخرين، وفي أجواء مدينة كربلاء المقدسة، نشأ ضيفنا محباً للشعر مؤمنا بدوره وأهميته في المجتمع متأثرا ببيئته وما يدور حوله من مواقف وأحداث متعلما من الشعراء القدماء ومن أبيه الشاعر محمد طاهر الصفار.

إنه الشاعر الشاب علي محمد طاهر محمد من مواليد 2000 كربلاء المقدسة، حاصل على شهادة الدبلوم في الصيدلة معهد الكوفة التقني، عضو اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء المقدسة.

شارك في العديد من الأمسيات الثقافية، والبرامج التلفزيونية على قنوات الصراط، كما شارك في مهرجان بذار الشعر في النجف الاشرف وغيره، حصل على المركز الثاني في مهرجان جامعة الفرات الأوسط التقنية لسنة 2020، و على الجائزة التقديرية في مسابقة (شاعر الحسين) في البحرين، كما حصل على المركز الثالث في مسابقة كوثر العصمة الثقافي الدولي.

له مجموعتان شعريتان : – أوراق من أسطورة ذاتية  – الحانٌ من وتر الروح .

نشر العديد من القصائد في المواقع الإلكترونية والصحف والمجلات ومنها: موقع العتبة الحسينية المقدسة، ومجلة نخيل العراق، وصحيفة صباح كربلاء ومجلة الاحرار، وقد وجهت اليه عددا من الأسئلة فأجاب عنها كما يلي: 

كيف كانت بدايتك في كتابة الشعر؟ وما الذي حفزك على كتابته؟

  – لقد كانت بدايتي الشعرية من خلال التأثر بالشعراء الكبار كالمتنبي والجواهري؛ من ثم تعلم الأوزان ومحاولة الكتابة عليها؛ حيث بدا الأمر صعبا في البداية ثم تطوَّعت القوافي تدريجيا بممارسة الكتابة واستمرارها متأثرا أيضاً بوالدي الشاعر ودعمه وتشجيعه لي للوصول الى ما يمكن الوصول اليه من الوعي والالتزام بالقيم والمبادئ السامية. 

* يقول النبي الأكرم: إنَّ من الشعر لحكمة.. ما الذي تريد أن توصله للآخرين من خلال القصيدة؟

  – إن صوت الشعر له وقع كبير ومؤثر تتأثر به المجتمعات ويحفزها على النهوض ويوقد عندها الوعي والثورة والتغيير، فالشعر يحمل الكثير من الحكمة و القيم الجمالية والمفاهيم الإنسانية والمواقف المبدئية وهي تمثل رسائل موجهه للآخرين لبناء الانسان والمجتمع بالفكر السليم وبالأخلاق العالية وغرز المثل وإدامة الوعي وكشف المظاهر و الأفات التي تنخر بالمجتمعات.

* كان اهل البيت عليهم السلام يهتمون بالشعراء ويكرمونهم بسخاء.. ما السبب في رأيك؟

– كان اهل البيت يثمنون الشعر ويكرمون الشعراء الملتزمين بقضايا الدين الحنيف لكون الشعر صاحب تأثير كبير في البلدان العربية منذ الأزل ويعد هو الوسيلة الاعلامية على مدى العصور لنقل الحقائق والاشارة الى السلبيات والى الظلم الذي يتعرض له الإنسان في كل الأزمان.

* ما هو رأيك في قصيدة النثر. وهل لها فعل قوي كالقصيدة العمودية؟

– للنثر حضوره وجمهوره ومريدوه كما للعمود، ولكل منهما مزاياه وخصائصه وتقاناته.

* هل تهمك شخصية الشاعر. ام ما يكتبه من نصوص؟

– يهمني ما يكتبه الشاعر من نص بغض النظر عن شخصيته

   كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال.

   ولدينا من الشعراء ممن كتبوا قصائد قوية خالدة كالجواهري مثلا ربما لدينا مؤاخذات عليه في بعض الأمور ولكنه ترك لنا قصيدة في قمة الشعر لها تأثير كبير وهو يبحر في عالم الامام الحسين عليه السلام الا وهي قصيدة (آمنت بالحسين)، وغيرها من القصائد الكبيرة.

* ما الذي تمثل لك المسابقات الشعرية؟

– المسابقات الشعرية فرصة لإظهار أفضل النصوص الشعرية وبث روح التنافس بين الشعراء والاطلاع على جودة الشعر في كافة أنحاء العالم.

 * لقد كتبت العديد من القصائد في حق أهل البيت عليهم السلام أتحفنا بقصيدة تحبها؟

– قصيدتي الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة كوثر العصمة التي أقامتها العتبة الحسينية المقدسة

وهي بعنوان (سر باب الله)

 إلى الحوراء الإِنسية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام..

مِنْ كوثَرِ الآلِ شَعَّ النورُ واكتَمَلا

ففيضُ نبراسِها  بالهَدي قَدْ نَزَلا

زهراءُ قُدسيَّةُ الأنوارِ؛ مَنهجُها

ما أيَّدَ اللهُ مِنْ إحسانِهِ الرُسُلا

فَفَاطِمٌ سِرُّ بابِ اللهِ؛ مَقصَدُهُ

مِنْ فَيضِ وَهجِ سَناها نَهتدي السُبُلا

وَفَاطِمٌ بَضعَةُ المُختارِ؛ نشأتُهُ

آلآؤها استَكملتْ ما للأنامِ تلا

من أَودعَ اللهُ فيها سِرَّهُ وإِلى

كُلِّ البريّةِ كانتْ آيةَ مَثَلا

فأظهَرتْ للورى حقاَ ندينُ لهُ

وأبطلتْ من إِباها الزورَ والدَجَلا

ربُّ الأَنامِ اصطفاها؛ مَنْ إذا رَضِيَتْ

لِعُظْمِ قَدْرِ رِضَاها يَرفعُ العَمَلا

مِنْ نُورِ مِحرابِها نستلهِمُ الأملا

ومِنْ نَدى رُوحِها تروي الذي ذَبُلا

للهِ درُ عطاءٍ أَينَعَتهُ إلى ال

كونِ الجديب؛ فأَضحى رَونَقاَ خَضِلا

طُوبى لِعبدٍ هَدَاهُ حُبُّها؛ فَبِها

لا يَختشي في المَعادِ الخَوفَ والوَجَلا

مُستحكمٌ في رؤاها القلبُ حِينَ سَلا

مُؤمِلٌ مِنْ نَداها وَابِلاَ هَطِلا

أمُّ لِطه ويَكفي ذاكَ مَنقَبَةَ

فَسَيِّدُ الخَلَقِ طُرّاَ يَستريحُ إلى

ظِلٍ مِنْ الدفئِ لِلألطافِ قَد شَمِلا

يُزيحُ عنْ كاهِلَيهِ الثقلَ والكَلَلا

مَنْ أزهَرَتْ لِعَلِيِ المُرتضى بأسى ال

دَهرِ الجحودِ؛ فأمسى مُورقاَ جَذِلا

مَنْ في ظُلامَتها بالصَبرِ قدْ حَمَلَت

إِلى السمواتِ جُرحاَ قَطُّ ما اندَمَلا

تُجْلَى القلوبُ بِذِكرٍ سَنَّ مِحنَتَها

سُبحَانَهُ مَنْ بِها ذنبَ القلوبِ جَلا

أسدى الزمانُ لها هضماَ وسوءَ بَلا

مِنْ عَبرَةٍ حَرَّةٍ أو مَدْمَعٍ هَمُلا

خيرُ البيانِ؛ بِتَمحِيضِ الوَلاءِ لَها

طولَ الزمانِ؛ إذا ما عاذلٌ عَذَلا

وذا قريضي لهُ في الحبِّ قافيةٌ

لم تحتمل في القريضِ الزلَّ والزَلَلا

عُذراً إذا قُطِّعت في الشطرِ أوردتي

عظيمةُ القَدْرِ تُعيي الشاعرَ الجَزِلا

عن المؤلف

كفاح وتوت

اترك تعليقا