الهدى – كربلاء المقدسة ..
أصدر صحفيون من محافظة كربلاء المقدسة بيانا، مساء أمس الجمعة، للرد على ما وصفوه بـ”سياسة تكميم الافواه في مدينة سيد الاحرار عليه السلام”، معلنين في بيانهم رفضهم لقمع الحريات الصحفية وتغييب صوت المواطن.
وجاء في البيان الذي تابعت مجلة الهدى، “تابعنا باهتمام اللقاء الذي أجراه أحد المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي مع السيد محافظ كربلاء المقدسة، والذي وجه خلاله نقدًا لاذعا للمؤسسات الإعلامية ينسحب على العاملين فيها على مستوى المحافظة، مدعياً مظلومية كربلاء إعلامياً، ومتهما وسائل الإعلام والصحافة الكربلائية بتعمد إغفال الإنجازات وعدم تسليط الضوء على المشاريع الإيجابية في المحافظة، وإستغربنا تجاهل السيد المحافظ لما قدمته المؤسسات الإعلامية وصحفيي المحافظة من جهود طيلة الأعوام السابقة بينها سنوات وجوده في الحكومة المحلية”.
واوضح البيان، “إن الصحافة الكربلائية كانت وستبقى نموذجا للعمل المهني الذي كفله الدستور والقانون، وهي متصدرة المشهد في إسناد العمل الحكومي بمختلف قطاعاته وتخصصاته الذي يعمل دون شخصنة أو تمييز لخدمة المواطن، وإن لصحفيي كربلاء ما لا يعد من التقارير والتغطيات الصحفية التي ساندت خطط المشاريع والخدمات ومواكبة جهود خدمة المواطن، قبال عدم إغفالها لدورها الحق والمهني في تسليط الضوء على مكامن الخلل في الأداء الحكومي بكل حيادية من أجل التصويب والتقويم حتماً”.
وأشار البيان الى “إن صحافة كربلاء بأفرادها ومؤسساتها … الإعلامية المسموعة والمقروءة كافة تتميز على مستوى العراق في إسناد المؤسسة الحكومية الأمنية والخدمية، في تنفيذ الخطط الخاصة بالزيارات الدينية المليونية، وإن جل صحفي المحافظة يتواجدون في الميدان لأيام طويلة ويتحملون كل الظروف ومنها الإعتداءات التي تصدر بحقهم، من أجل التغطيات الإعلامية ودعم الجهود التي تبذل لخدمة الزائرين، ورغم حدوث الإخفاقات المتكررة في خدمات الزيارات الدينية من قبل المؤسسة الحكومية بكل عام، إلا أن سمعة المدينة وأهمية الزيارة كانت وتبقى هي الأولى، وهذا ما لا يمكن لأحد تناسيه أو بخسه”.
وتابع البيان “إن اتهام المؤسسات الإعلامية والصحافة الكربلائية بالابتعاد عن المهنية وتجاهل المصلحة العامة، هو نهج واضح الأهداف لتكميم الأفواه وتقييد الحريات وإقصاء الأصوات الحرة التي لم ترضخ للمغريات والضغوط، وإن تسليط الضوء على الإخفاق بالعمل الحكومي، لا يعني بأي حال من الأحوال الإساءة لقدسية كربلاء، فهناك فرق واضح بين صفة “المحافظ” كشخصية إدارية معرضة للنقد، و “المحافظة” التي تمثل هوية وطنية ومقدسة لا يمكن السماح بالمساس بها، وإن الخلط بين هذين المفهومين، ومحاولة الإيهام بأن الإعلام يستهدف قدسية المدينة، هو اتهام باطل يعكس وجود خلل في الأداء الحكومي ومحاولة لصرف الأنظار عن ذلك، مع التأكيد إن كربلاء تاجها وقائدها الإمام الثائر الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) ومطلقاً؛ لن يُختزل إسمها بآخر بهدف جعل نقد أدائه إساءة للمدينة”.
واضاف “إن كان السيد المحافظ محارب سياسياً فهذا شأنه مع خصومه، والصحافة الكربلائية ليست طرفاً في تلك الصراعات، وإن كانت هناك مؤسسة إعلامية معينة تمارس الإبتزاز أو التسقيط بحق السيد المحافظ، فالأحرى أن يشخصها بشكل صريح ويتخذ الإجراء القانوني تجاهها ما دامت على باطل كما يعتقد هو ، لا أن يتم التصريح بشكل مبهم وإثارة الشكوك تجاه الجميع”.
وبين “إن مهمة المؤسسات الإعلامية والصحفيين هي العمل المهني بتناول القضايا الإيجابية والسلبية بكل حياد، ونقل معاناة المواطن قبال التغطية الإعلامية للمنجز الحكومي، فالصحافة المستقلة غير تابعة للمسؤول الحكومي، وليس عليها أن تنقل الإيجاب فقط، لكون ذلك يشكل خللاً في إستقلالياتها وإنحرافاً بعملها، وإن كان السيد المحافظ يشعر بالظلم الإعلامي فهذا ينعكس على مكاتبه المختصة بهذا الشأن، فهي المعنية بنقل الإيجابيات دون السلبيات وإظهاره كيفما يرغب”.
وشدد بيان صحفيو كربلاء على “إن حبر الأقلام الصحفية الحرة لن ينضب، وجعبة الأحرار مليئة، ولن يمنعهم شيء عن الكتابة ونقل الحقيقة كما هي، وهم لا يخشون الحديث عن أي إخفاق أو شبهة تستجد بالعمل الحكومي وفي خدمة الوطن والمواطن، وهذا ما ينبغي تقبله من قبل المسؤول الحكومي، وألا ينسى إن حرية الصحافة مكفولة دستورياً وقانونياً، وإن هذه هي الحالة الديمقراطية التي لا يمكن التنازل عنها بعد أن تخلصنا من حكم الدكتاتورية المقبور”.
وقال: “إن الإتهامات التي توجه جزافاً تجاه الصحافة الحرة، تعد دعاية انتخابية غير موفقة، إذ أن من يمتلك منجزاً حقيقياً لا يحتاج إلى تسقيط الآخرين لكسب الجمهور، وإن الصحافة الحرة والمسؤولة ستبقى صوت المواطن و سند الحقيقة، ولن تثنيها أي ضغوط عن أداء دورها الوطني والمهني بكل نزاهة وحيادية”.
وختم البيان بالتأكيد على “إننا كصحفيين نحتفظ بحقنا القانوني الشخصي أزاء ما صدر من إتهامات لنا ولمؤسساتنا الإعلامية من قبل السيد محافظ كربلاء المقدسة، ونطالب نقابة الصحفيين العراقيين بأن يكون لها موقفاً حازماً بهذا الشأن”.
وكان محافظ كربلاء المقدسة، نصيف الخطابي، قد وجه نقد لاذع للمؤسسات الاعلامية العاملة في كربلاء، خلال مقابلة أجراها معه الاعلامي الدكتور مظفر قاسم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشمل الخطابي، بنقده العاملين في الحقل الإعلامي داخل المحافظة حصراً، حيث أشار الى أن كربلاء تعاني مما اسماه بـ(المظلومية الإعلامية)، وقال: انه (بالرغم من الأهمية الكبيرة لكربلاء المقدسة، إلا أنها تعاني من ظلم إعلامي كبير.)
وفي جانب آخر من اللقاء، بين محافظ كربلاء، “أن بعض الإعلاميين أبلغوه بوجود توجيهات من إداراتهم بعدم تسليط الضوء على أي إنجازات إيجابية تخص المدينة”.