أدب

المصيدة

لازالت تتخبط في شباك العنكبوت، كلما زادت حركتها زاد بذلك التصاقها أكثر وأكثر، هي لم تعلم ان هذه الشبكة الملعونة، نسجت بهندسة شيطانية للايقاع بها، اجنحتها تمزقت، وخارت قواها، والعيون المفترسة تراقب بحذر حركات يأسها البطيئة، لم تسعفها تلك الاجنحة البراقة بالألوان في الخلاص منها.

توقفت عن الحركة واغمضت عينيها، ليس استسلاما، بل تسترجع ذكرياتها المركونة في قلبها، وجدت صورة مبروزة بعنوان (حرية)، هذه الكلمة هي المصيدة التي وقعت فيها، تألمت كثيرا لغباء تصديقها، ذرفت دموع الندم بندم مضاعف.

لقد كانت في غفلة عن امر ربها، فأصبحت قاب قوسين او أدنى من لقاء حتفها، وقبل الاستسلام النهائي، لمحت في اعماق قلبها، صور طفولتها البريئة، شاهدت صورة يشع منها بريق فتح أبواب الامل على مصارعيها امامها، للانسلاخ من عالمها الرمادي، انها صورة تكليفها الشرعي، همست بنبرة لوعة المشتاق: إلهي كيف نسيت أنك أقرب الي من حبل الوريد!

خرجت صرخة مكبوتة من روحها المحطمة: رباه من لي غيرك، استعين به على ظلمات نفسي الامارة بالسوء، إلهي إني ضعيفة فانتصر.

صرخة الامل تلك حررت جناحيها الملتصقين بشباك الاوهام، رفرفت عاليا في هذا الفضاء الفسيح، لتعود من جديد الى زهرة ايمانيها الندية، تستنشق منها عطر الامان والستر والعفاف، نعم هكذا عادت من جديد الروح الضائعة الى ربوع رحمة ربها، وهنيئا لمن وجد طريق العودة بعد صراع عسير في طرق الضلال.

عن المؤلف

زينب علي عمران

اترك تعليقا