مناسبات

ليلة القدر.. ليلة نزول الملائكة

إن افتقار الكينونة البشرية تُحتم على الإنسان بطبيعته أن يبحث عن الأمن والأمان الداخلي وكذلك الأمان الخارجي، إذ أن الإنسان مفتقر بذاته وهو بحاجة إلى من يسدّ هذا الافتقار.

هذه الحالة موجودة وملحوظة عند كل انسان وفي كل ثقافة وهو يستشعرها في أحيان كثيرة عندما يمر في أي ظرف، و أي ألم يلمّ به؛ “إلهي! أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري”؟! من دعاء الامام الحسين، عليه السلام.

لكن ما أن يغفل الإنسان حتى يغرق في غمرات هذه الدنيا “فأهل الدنيا أهل الغفلة”، كما جاء في الروايات، فهو يحتاج إلى أن يخترق حجاب الغفلة عن قلبه.

وليلة القدر تذكر الإنسان وتعيد له ذلك “الاتصال بخدمتك حتى أسرح إليك في ميادين السابقين”، يقول أمير المؤمنين في دعاء كميل.

فالسؤال:

كيف يعود الإنسان ليغذي افتقاره هذا بعد الغفلة وينقلب إلى حالة التوبة.

الجواب في ليلة القدر، و فيوضاتها العجيبة، فهي تعطي ذلك الجو، وهي {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ}، ولا تزال، إذ أن حالة الاستمرارية واضحة في الآية لذلك يسأل الإنسان الله أن يحوز على هذه الليلة العظيمة إذ يقول: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ} وهذه درجة عظيمة أن يكون هدف الإنسان بكله ليلة القدر “فيها يفرق كل أمر حكيم”.

يقول الامام الرضا، عليه السلام، في ذلك: “ليلة القدر يقدّر الله -عز وجل- فيها ما يكون من السنّة الى السنّة، من حياة أو موت، أو خير أو شرّ، أو رزق، فما قدّره في تلك الليلة فهو من المحتوم”.

فلابد أن نغتنم هذه الليلة فهي {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، و أن نلغي جميع الانشغالات لكي يحقق الإنسان فيها الأمن من افتقاره هذا، و لأجل أن يحقق سلاما داخليا.

وفي خاتمة دعاء أبي حمزة الثمالي، إشارة إلى ختام هذا الشهر الفضيل بليلة القدر العظيمة فيقول: “اسألك إيمانا تباشر به قلبي ويقينا حتى اعلم انه لن يصيبني الا ما كتبت لي ورضني من العيش بما قسمت لي”.

عن المؤلف

كرار الياسري

اترك تعليقا