الهدى – النجف الاشرف ..
تحيي جموع المؤمنين، هذه الليلة، في أرجاء العالم الإسلامي ذكرى جرح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، التي وقعت في مثل هذه الليلة المشؤومة على يد أشقى الأشقياء ابن ملجم المرادي، وذلك بإقامة مراسم العزاء والمواساة في المراقد المقدسة والمساجد والحسينيات.
وفي أجواء ملؤها الحزن والخشوع، تتواصل المراسم العبادية مع إحياء ليلة القدر الأولى، التي تعد محطة روحانية عظيمة يسعى فيها المؤمنون للاستغفار والتضرع إلى الله تعالى.
وتقام في هذه الليلة مجالس الدعاء ورفع المصاحف وتلاوة القرآن الكريم، حيث يتضرع الزائرون إلى الله راجين المغفرة والرحمة والعتق من النار.
وتشهد المراقد المقدسة، وعلى رأسها العتبة العلوية المقدسة في النجف الأشرف، والعتبتان الحسينية والعباسية في كربلاء المقدسة، إضافة إلى مراقد أهل البيت (عليهم السلام) في العالم الإسلامي، أجواء إيمانية مفعمة بالذكر والدعاء، وسط حضور حاشد من الزوار الذين يتوافدون لإحياء هذه المناسبة العظيمة.
ويؤكد العلماء والخطباء في محاضراتهم خلال هذه الليلة على عظمة هذه الذكرى وأهمية الاقتداء بسيرة أمير المؤمنين (عليه السلام)، لا سيما في نشر قيم العدالة والإيمان والتقوى، إلى جانب الحث على اغتنام ليالي القدر المباركة بالدعاء والعبادة، طلبًا للقبول والرحمة الإلهية.
وكانت العتبة العلوية المقدسة قد شهدت، مساء امس الثلاثاء، رفع راية الحزن والحداد، بحضور رسمي و شعبي كبير، استعدادًا لإحياء ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وأقِيمَت مراسم رفع راية الحزن والحداد بحضور الأمين العام للعتبة العلوية، السيد عيسى الخرسان ونائبه، إضافة إلى ممثِّلي مكاتب المراجع العظام، وفضلاء الحوزة العلمية وطلبتها، وأعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة، والخدم، وممثِّلي الدوائر الحكومية، فضلًا عن حضور عدد من وجهاء وأهالي مدينة النجف الأشرف للمشاركة في هذا المصاب العظيم.
وقد استهلَّت الفعَّاليات بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، بصوت قارئ العتبة هاني الموسوي، ثم تبعتها قراءة زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بصوت القارئ محمد عنوز.
ثم جاءت بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة العلوية بهذه المناسبة الأليمة، تلاها عضو مجلس الإدارة حيدر العيساوي، وتناول فيها مكانة الإمام علي (عليه السلام) وفضله على سائر الأمة الإسلامية.
كما أكد على دوره المحوري في نشر العدل والإيمان، ثم رفع تعازيه باسم الأمانة العامة وخدم العتبة العلوية إلى الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) والمراجع العظام وجميع المسلمين بهذه الذكرى الأليمة.
واختتمَت المراسم بإقامة مجلس عزاء مهيب في الصحن الحيدري المطهّر، حيث احتشدت الجموع المعزّية في أجواء مليئة بالحزن والخشوع؛ لاستذكار المآثر العظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ومواقفه المشرِّفة التي خلَّدها التاريخ.
يشار إلى أنَّ الأمانة العامة للعتبة العلوية تقيم مراسم العزاء في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) في كل عام وتستمرُّ أربعة أيام ابتداءً من ليلة 18 من شهر رمضان المبارك ولغاية 22 منه، تأكيدًا منها على مكانة الإمام (عليه السلام) في قلوب محبيه وأتباعه في أرجاء العالم الإسلامي.