مناسبات

صور الابتهاج الثقافي في شهر رمضان

من المشاهِد التي تسرُّ القلب والبصر، ما رأيناه في شهر رمضان الكريم الذي نعيش أيامه الآن، هي تلك النشاطات والفعاليات التثقيفية المتميزة والمتواصلة على مدى أيام هذا الشهر الكريم، وقد تنوعت هذه النشاطات التثقيفية الدينية والفكرية والأدبية مما جعلها ذات طابع متعدد ومتنوع يشمل مختلف حقول الثقافة والمعرفة والآداب.

ولعل الهدف الأفضل والأجمل في هذه الفعاليات، هو الجمهور المستهدَف من هذه النشاطات، والذي شارك فيها بجدية وتفاعل شديد، وهذا يتضح لنا من خلال ما رأيناه من فعاليات وأنشطة مهمة ومتنوعة، لاسيما تلك التي تحدث في الأمسيات الرمضانية فيما بعد الإفطار.

فمثلا شاهدنا حلقات نقاشية تتعلق بالثقافة القرآنية، منها في مجال التفسير القرآني، ومنها في تلاوة القرآن الكريم، ومنها أسئلة ونقاشات دينية وعقائدية، والشيء المثير في هذه النشاطات ذلك الاندفاع الرائع للشباب من حيث المشاركة، والاستفسارات والتفاعلات التي توضّح لنا بأن الشباب الذي يحضرون فيها لديهم رغبة كبيرة جدا في تطوير أنفسهم في الثقافة الدينية، وفي المجال العقائدي، وحتى في المعلومات الثقافية والأدبية.

كذلك لاحظنا ذلك الإقبال من الشباب على إحياء هذه البرامج والمشاركة فيها، لتحقيق الفائدة الفعلية منها، لأن نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب لم يحصلوا على فرص مناسبة للتثقيف أو التعليم، لذلك يوجد لديهم شغف كبير وتعطّش للمعرفة، في مجالات الدين والثقافة القرآنية والاطلاع على العقائد في مضامينها الحقيقية التي تحمي الشباب من الانزلاق في مسارات الانحراف التي تعرضها الحياة عليهم في كل المجالات، لهذا يحتاج الشباب لمثل هذه الحماية العقائدية، عبر التواصل في حضور مثل هذه الفعاليات والنشاطات المهمة.

ومن البرامج والفعاليات التي تسرّ الصائم والمتابع والشباب بشكل عام، تلك البرامج التي تعرضها بعض القنوات، والتي تتيح الفرصة في شهر رمضان للشباب بمجال التنافس في تلاوة القرآن الكريم، مع وجود لجنة تقييم متمكنة للفرز بين المتبارين، ولا تكتفي هذه اللجنة بوضع الدرجات للمشاركين، وإنما الجانب الرائع والجيد فيها تصحيح ما يقع فيه المتسابق أثناء التلاوة، سواء في نطق الكلمات ومخارج الحروف والمدّ والتوقف والإدغام وغير ذلك مما تستدعيه التلاوة القرآنية.

بالطبع مثل هذه البرامج تقدم خدمات كبيرة وواسعة للشباب، ولعموم المتابعين والمشاهدين من الفئات العمرية المتباينة، فالكل يشاهد ويتابع ويتعلم التلاوة الصحيحة حتى وإن لم تسنح له الفرصة في الوصول الفعلي إلى هذه الفعاليات، بل تكفي المتابعة الجادة عن بعد في نقل التجارب الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم لكل من يرغب في إتقانها وتعلّمها.

شاهدنا حلقات نقاشية تتعلق بالثقافة القرآنية، منها في مجال التفسير القرآني، ومنها في تلاوة القرآن الكريم، ومنها أسئلة ونقاشات دينية وعقائدية، والشيء المثير في هذه النشاطات ذلك الاندفاع الرائع للشباب من حيث المشاركة

بالإضافة إلى تنوع وتعدد هذه النشاطات، والفوائد الكبيرة التي تقدمها لكل المتابعين وخصوصا فئة الشباب منهم، هنالك أجواء مصاحبة لهذه النشاطات تشيع حالة من الابتهاج والتفاؤل سواء بين المشاركين فعليا فيها، أو عند المتابعين لها عن بعد، حيث يشعر هؤلاء المتابعون بحالة ابتهاج وتفاؤل بمثل هذه الأنشطة التثقيفية التعليمية المتميزة.

وعندما تابعنا هذه الأنشطة سواء بالحضور الفعلي أثناء زيارة المراقد المقدسة، أو من خلال متابعة القنوات الدينية التي تعرض هذه الفعاليات، عرفنا ما هي الأسباب التي تقف وراء حالة الابتهاج التي تعم المشاركين والمتابعين في نفس الوقت، فما يشاركون فيه هي مجموعة برامج تثقيفية وتطويرية في مجالات عدة، وأبرزها على سبيل المثال تعليم أصول وقواعد التلاوة القرآنية للشباب، فيكون أداءهم وتلاوتهم في غاية الإتقان، ولا يتوقف الأمر عندهم بل ينقلون ما يتعلمونه إلى أناس آخرين وهذه نقطة ممتازة.

كذلك هناك جلسات حوارية حول العقائد الصحيحة، وهناك بعض المؤسسات تعقد ندوات وحلقات نقاشية، تكون حصتها الأكبر تلك القضايا التي تتعلق بهذا الشهر الفضيل، ويشارك فيها شخصيات مختلفة التوجهات، ومنهم أصحاب مؤلَّفات ومنجزات معروفة، فيما يشاركهم مجموعة من الشباب من الأعمار الأقل لكي يتعلموا من الكثير من هذه الندوات.

هذه الأنشطة والفعاليات ترافق الأجواء الرمضانية بشكل مكثّف، خصوصا بعد الإفطار، والشيء الرائع أن نسبة واضحة من الشباب يشاركون بحضور مكثف في هذه الأنشطة، وكما ذكرنا يرافقها نوع من السعادة والابتهاج لأنها تقدم للمشاركين فوائد واضحة وكبيرة، لاسيما ما تضيفه للشباب من معلومات جديدة ومهمة، تطورهم أكثر، وتزيد من خزينهم الثقافي والديني والعقائدي بشكل فعّال ومستمر.      

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا