واحدة من اهم مسؤوليات الابوين في الحياة هي تربية الابناء وصقلهم وتقديمهم الى الحياة ليمارسوا ادوراهم فيها بكل بعناية وفهم لما يقومون به من دون تخبط، فتُبذل في سبيل ذلك كل الجهود، والتركيز يكون في العادة على الجانب التربوي والاخلاقي وهذا امر حسن، لكن هناك تقصير لدى الكثير من الاباء في جزئية تربية الابناء تربية إسلامية، سيما ونحن مسلمون ولابد لنا من ان نكون ذوي سمات وخصائص اسلامية، فماهي مردودات التربية الاسلامية على الابناء؟
لاننا في شهر الله شهر رمضان المبارك وجدنا من المهم التذكير بأهمية التربية الاسلامية للابناء لكي تبقى الاجيال محافظة على الموروث الاسلامي الرصين، بعد ان اتجه العالَم صوب المادية والمعلوماتية اللادينية، فعلى الرغم من اهمية المعلوماتية في حياة الانسان غير أننا لا نريد لها ان تتسلق على تربيتنا الاخلاقية والإسلامية، فما يصح لمجتمعات اخرى لا يصح لمجتمعنا ومن هذا النقطة التحديد وجب التذكير لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
للاسف أقول: حتى مادة التربية الاسلامية التي تدّرس في مدارسنا هي قاصرة في موضوعاتها وجزيئياتها عن اداء دور الموجه والمرشد نحو ما يجب ان يتصف به المسلم المعاصر، فما بين عدم فاعلية المادة نفسها وما بين قصور الكثير من معلمي ومدرسي مادة الإسلامية، يضيع الكثير مما يجب ان يصل الى طالب المدرسة، فتبقى مادة كأية مادة غير تحفظ وتكتب في اوراق الامتحان من دون جدوى او انها قليلة الجدوى والاثر.
وحتى الجهات الاخرى التي يجب ان تعمل على تأصيل جذور التربية السلامية في نفوس ابنائنا ومنها بعض المفوهين قصروا هم الاخرين عن رزع الكثير من القيم الاسلامية الانسانية في نفوس الناشئة، كما ان بعض الشرائع التي ننهل منها تربيتنا الاسلامية اصبحت مشوهة بقصد اضعاف هذا الدِين والنيل من قيمه، وبالتالي إحلال ما يراد إحلاله عبر الحرب الناعمة التي تقودها القوى الامبريالية العظمى.
ماهي التربية الاسلامية؟
اهمية تربية الطفل على التربية الاسلامية تأتي من كونها تكون الاساس الذي يستند عليه الانسان فيما بعد، والذي يمثل الهوية الدينية له بعد ان اضاع الناس هويتهم قبالة هويات أُخر مشوهة، إذ ان الطفل الذي يتربى على التربية الاسلامية يكون صلدا، لا تغيره الرياح التي تهب من هنا وهناك، ومهما تجول في بيئات اجتماعية اخرى فهو محافظ على هوية ومتعز بها، اما الذين ليس لهم اساس ديني فقد تنال مهم الرياح وحينها يصبحون عديمي الهوية واللون.
تربية الطفل على التربية الاسلامية تعني ان يلتزم بالقيام بالسلوكيات التي تنفع المجتمع وتخدم مصالحه والابتعاد عن السلوكيات التي تسبب له الأذى
كما ان التربية الاسلامية للطفل تعني بالضرورة ان يؤدي العبادات الاسلامية من صلاة وصوم وزكاة وخمس وحج، وغيرها من العبادات الفرعية التي يستعيد بها طاقته المفقودة نتجية الارهاق والتعب الذي يصيب الانسان والاجهاد الذي يلم به، فالكثير من الدراسات تشير الى دور العامل الديني في خفض التوتر والقلق والرهاب الذي يعاني من غالبية البشر سيما في عصرنا الحالي.
وتربية الطفل على التربية الاسلامية تعني ان يلتزم بالقيام بالسلوكيات التي تنفع المجتمع وتخدم مصالحه والابتعاد عن السلوكيات التي تسبب له الاذى، فالفرد المسلم الحقيقي لن يقبل ان يقوم بما يؤدي اخيه الانسان باي شكل من الاشكال، والمسلم يأمر الناس بالمعروف وينهى عن المنكر وبالتالي هو يحقق الامن النفسي والاجتماعي للمجتمع الذي يحيا فيه.
في الختام سيدي القارئ الكريم: لابد من ان نربي ابنائنا على التربية الاسلامية النقية للظفر بالعائدات التي أسلفنا ذكرها، فبدون هذه التربية ستبقى شخصيات اطفالنا ينقصها الكثير وهو ما يجعلها عرضة للمشكلات السلوكية والاجتماعية والدينية التي لا يحمد عقباها.