يخسر الانسان خلال مسيرة حياته الكثير من الأشياء المحببة اليه، كالأموال والصحة وبعض الأقارب والاهل او لعمل، جميعها تدخل الحزن على قلبه حين يفقدها، لكن هناك من يخسر ليربح فكيف يكون ذلك؟
عند سماع كلمة (الخسارة) نفهم بشكل مباشر انه فقدان جزء او شيئا مهما، يسبب الإحباط والخذلان والندم بصورة مؤلمة، فهل كل خسارة تحمل تلك المفاهيم؟
ليس بالضرورة ان تكون الخسارة فقدان شيء ثمين، فهناك خسارة مربحة! يستغرب الكثير منا وجود هكذا فكرة، لكن كما يقال في الامثال (إذا عرف السبب بطل العجب)، فما هي تلك الخسارة التي نربح منها؟
وماذا عسانا نربح؟
حين يصبح ارتقاء السلم معضلة، وتسارع دقات القلب بشكل مفرط عند القيام بأي مجهود ولو كان بسيطا، والتكاسل عن أداء المهام اليومية، والتعرض للتنمر والاستهزاء، كل ذلك بسبب الزيادة المفرطة في الوزن، في هذه الحالة تكون خسارة بضع كيلوغرامات ربحا كبيرا ينعش رصيد صحة من يعاني من تلك المشكلة.
فالتمتع بلياقة بدنية عالية، والتخلص من الامراض التي تسببها السمنة والحصول على قوام ممشوق، هي بالتأكيد أرباح لن يستطيع ان يجنيها الا من قدم خسارة جيدة من رصيد وزنه، ولا يتم ذلك إلا من خلال اتباع القواعد الصحية السليمة، والاستمرار بالتواصل مع ذوي الاختصاص.
وعلينا ان لا نستثني الأطفال من تلك الخسارة المربحة، فمهما تكسبهم السمنة من شكل محبب وبريء، يدخل البهجة الى قلوبنا، حين نشاهد انتفاخ وتدلي وجناتهم، فعلا هو منظر لطيف ينسينا بشاعة ذاك الداء وما يسببه من مضاعفات مستقبلية خطيرة على صحتهم، وبحسب المختصين فإن الطفل البدين اكثر عرضة للإصابة بالكسور ومقاومة الانسولين والاثار النفسية وضغط الدم المفرط وهو من العلامات المبكرة لأمراض القلب والاوعية الدموية.
الباحث (روبين داندو) وهو عالم طعام في جامعة كورونيل في نيويورك، اثبت في دراسة، ان السمنة تؤثر على حاسة التذوق، فبعد ان أجرى تجارب على الفئران، وجد انها فقدت 25% من براعم التذوق، وتعتقد نتائج الدراسة ان زيادة الوزن ليس فقط تغير من الشهية، بل يمكن ان تغير من طريقة إدراك التذوق، وعند التعرف على النظام الغذائي المخصص لتلك الفئران في هذه التجربة، تبين انه غني بالدهون الذي سبب زيادة وزنهم الى نحو الثلث.
وهناك العديد من الحلول لتحسين الهضم وتقليل الشهية يمكن اتباعها كبرنامج للقضاء على السمنة منها:
1-تناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضروات والبروتين والدهون الصحية، وتجنب الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون غير الصحية والسكريات المضافة.
2- شرب الماء بالمعدل المطلوب.
3- تناول الوجبات بانتظام.
4- ممارسة التمارين الرياضية.
5 – ممارسة التأمل والاسترخاء لتحسين الصحة النفسية وتقليل التوتر.
6- النوم الجيد.
7- تجنب التدخين.
8- تجنب الجلوس لفترات طويلة.
9- استخدام تطبيقات التغذية التي تساعد على متابعة السعرات الحرارية وتقديم نصائح غذائية.
10-استخدام التحفيز المالي كنوع من التشجيع.
وكذلك يعد شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية لا تقدر بثمن، ومحطة مهمة لتفعيل برنامج خسارة الوزن وربح الصحة المنشودة، والذي يساعدنا في تحقيق التوازن المطلوب في تناول الطعام والشراب، ومن المؤسف حقا عدم استثماره بشكل صحيح في هذا الجانب، لان من بركاته ايضا الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.
اذن خسارة الوزن، هو ليس مفتاح سحري يتم الحصول عليه بخوض مغامرة اسطورية، هو بكل بساطة روتين غذائي صحي مع جهد عضلي بشكل منتظم، واصرار وارادة على احداث تغيير جذري في كتلة الجسم، تلك الأساسيات تعد عوامل أساسية ومهمة لمن يود فعلا خوض السباق في هذا المضمار، ليحصد ميدالية فاخرة من نوع آخر تتمثل بصحة جيدة وحياة سعيدة له ولأطفاله وعلى المدى البعيد، ترى هل نملك الارادة الحقيقية للاشتراك في هذا السباق؟ فلنجرّب.