الأخبار

السيد هادي المدرسي في محاضرته الرمضانية يحذر من التأويل الخاطئ لآيات القرآن

الهدى – قم المقدسة ..

القى سماحة آية الله السيد هادي المدرسي، حفظه الله، المحاضرة الرمضانية التاسعة ضمن دروس تفسير سورة الإنسان في حسينية الإمام الحسن (عليه السلام) في مدينة قم المقدسة.
وتناول سماحته في محاضرته التي شهدت حضوراً واسعاً من المهتمين بعلم التفسير والباحثين في القضايا الدينية، الآيتان الرابعة والخامسة من سورة الإنسان، مركّزاً على ضرورة الفهم الصحيح للقرآن الكريم بعيداً عن الهوى والتفسير بالرأي.

التحذير من تأويل آيات القرآن بما يتناسب مع الهوى
وبدأ السيد المدرسي محاضرته بالتأكيد على أن تفسير القرآن يجب أن يتم وفقاً لظاهره، وأنه لا يجوز التأويل بما يتناقض مع معاني الآيات الصريحة.
وأوضح أن بعض الجماعات التي حاولت تأويل الآيات لتتناسب مع مواقفهم كانت مخطئة، مشيراً إلى أن البشر قد أخطأوا حينما حملوا آيات الكتاب ما لا تحتمل، وفسروها بما يتناقض مع ظاهر الآيات.
واستعرض سماحته بعض الأمثلة التي وقع فيها البعض في تأويل خاطئ لآيات القرآن، مثل تفسير آيات العذاب على أنها مجرد معان رمزية أو معنوية، أو ادعاء أن فرعون كان مؤمناً بالله بعد قوله “آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل”، رغم أنه قتل وسجن المسلمين وواجه نبي الله موسىن مؤكدا على أن هذا النوع من التأويل لا يصح ويخالف النصوص القرآنية.
وأضاف سماحته أن أهل البيت (عليهم السلام) هم الأعرف بباطن القرآن وتأويله، وهم الذين فسروا القرآن كما أنزل، لذا يجب على المسلمين الرجوع إليهم في فهم القرآن وتفسيره، لأنهم هم العارفون بتأويله الصحيح والذين لا يمكن أن يخطئوا في فهم معانيه.

العدالة الإلهية و التوازن بين العذاب والثواب
وتناول السيد المدرسي موضوع العدالة الإلهية في القرآن الكريم، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم من عباده، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك ظلم من الله في جزاء عباده، مؤكدا على أن الحديث عن جهنم في القرآن ليس بداعي التهديد فحسب، بل لأنه جزء من موازنة العدالة بين الثواب والعقاب.
كما تحدث عن أهمية التوازن بين الحديث عن النار والجنة في القرآن الكريم، لافتا الى أن القرآن يعرض الاثنين معاً ليوازن بين الخوف من العقاب والرجاء في رحمة الله.
كما ذكر أن القرآن لم يركز على العذاب فقط، بل ضمنه إشارات إلى الثواب ونعيم الجنة.

حقيقة النار والجنة في القرآن:
وأكد السيد المدرسي على أن النار في القرآن ليست مجرد استعارة، بل هي حقيقة كما هي الجنة، مبينا أن الآيات التي تتحدث عن العذاب الجسدي والروحي في النار، مثل “سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً”، هي جزء من الحقيقة التي يجب أن نصدقها ونعمل على تجنبها، بينما الجنة هي جزاء الأبرار الذين يسعون لطاعة الله.
وشدد سماحته على أن القرآن ليس مجرد كتاب تهديد ووعيد، بل هو كتاب هداية يتضمن موازنة بين الترغيب والترهيب.
وبين أن القرآن يوضح للإنسان من خلال آياته كيف يعيش في الدنيا مستعداً للآخرة، مشيرا إلى أن من خلال هذه السورة المباركة يمكن للإنسان أن يتعرف على أهم الحقائق المتعلقة بوجوده، مثل حقيقة الخلق والموت والاختبار في الحياة.
وتناول السيد المدرسي مفهوم الحرية الاختيارية التي منحها الله للإنسان، وأنه رغم وجود نوازع شريرة في النفس البشرية، إلا أن الإنسان مسؤول عن اختياراته وعليه أن يتحلى بالحكمة لتجنب الوقوع في المعاصين لافتا الى أن هناك امتحاناً خاصاً لكل فرد، حيث يتم اختبار الإنسان في مواقف حياتية معينة ليُظهر صدق إيمانه.
وختم آية الله السيد هادي المدرسي محاضرته، بتناول موضوع الأبرار الذين ورد ذكرهم في الآية الكريمة “إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا”، موضحاً أنهم نماذج يحتذى بها في الحياة، ومبيناً أن الأبرار هم الذين يعيشون حياتهم وفقاً لشرع الله، ويعملون على البر بالوالدين والطاعة، وينأون بأنفسهم عن حب الدنيا والشهوات.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا