جرب ان تنشر مقطعا فيديوا يحتوي على معاني لقيم انسانية عظيمة يحتاجها الانسان والمجتمع ليحيا حياة انسانية خالية من الادران والتلوث في أحد وسائل التواصل الاجتماعي او على قناتك الخاصة على اليويتوب، حتماً سيكون هنالك تفاعل ولكن ليس بقيمة المقطع ولا بقيمة الجهد الذي يبذل من اجل انتاجه بالمقارنه مع نشر اي مقطع يحتوي على فضحية لهذا الفرد او ذاك، فلماذا يميل البعض لنشر الرذائل ومنها المقاطع المخلة بالشرف؟
وكيف يمكن ايقاف مثل هذا التصرفات الرعناء غير المتزنة في اوساط المسلمين؟
الملاحظ لاغلب مواقع التواصل يجد انها تضج بين الفينة والاخرى بمقاطع فيديو او صور او روابط وهمية تحمل عناوين فضحية الشاعر فلان، فضحية الشيخ فلان، واللاعب فلان وغيرهم الكثير والكثير، وحين تجد مثل هذا المنشور ستجد الاف وربما مئات الاعجابات والتعليقات التي تسخر من الشخصية المستهدفة تارة، والتي تطالب صاحب المنشور بارسال الفيديو او الصورة المعنية فلن تخلو فترة زمنية من مثل هذا السلوكيات وهو ميثير غرابة سيما بين اوساط المتعقلين من الناس.
اشارة:
من الجيد الاشارة الى امر هام ان طبيعة بعض البشر الساعية الى نشر الرذائل تستقي ذلك من طبيعتها الاجتماعية والنفسية التي تنمي مثل هذه الامور، فقد كانت ولا تزال بعض المجالس لا تخلو من الغيبة والنميمة ونشر الفضائح بصورة فجّة، وحين توافرت وسائل التواصل الاجتماعي أصبح نشر الفضائح بصورة أسرع وأكثر انتشاراً، وما اود قوله ان الذنب ليس لمواقع التواصل بل ذنب البشر ذوي النفوس المريضة.
المصيبة أن بعض ما يُروج له غير صحيح وهو مجرد محاولات لتسقيط من يريدون تسقطيه للنيل من نجاحه او تميزه، وكثير ما يتم تسقيط أحد من أحد يجمعهم مهنة واحدة تفوق أحدهما عل الثاني فراح يسقطه بهذه الطريقة، او ان ذلك الذي اراد التقرب من فتاة ولم يستطع فراح ينشر صور لها او عمل مقطع فيديو بالذكاء الصناعي ونشره وما أسهل ذلك في عصر عبثت فيه التكنولوجيا غير المنضبطة بمقدرات الناس واراواحهم.
من الجيد الاشارة الى امر هام ان طبيعة بعض البشر الساعية الى نشر الرذائل تستقي ذلك من طبيعتها الاجتماعية والنفسية التي تنمي مثل هذه الامور، فقد كانت ولا تزال بعض المجالس لا تخلو من الغيبة والنميمة ونشر الفضائح بصورة فجّة
جراء ذلك التشهير سواء كان المشهر به ارتكب الفعل ام لا يرتكب سيدفع الكثير من الناس امنهم الاجتماعي فقد يُلاحقون قضائياً او يتشفى بهم المجتمع، سيما الذي يغيظه ما هم عليه من مكانة او غيرها، والامر الاكثر مرارة هو ان بعض النساء يتم قتلهن بداعي غسل العار كما يسمى في الاعراف العشائرية التي في اغلبها لا تحقق في حدوث مثل هذه الامور وتدفعها العصبية صوب القتل الاجرامي للاسف.
لماذا يُشهر بعضنا ببعض؟
يشهر بعضنا ببعض لعدة دواعي جلها نفسي، ومن اهمها مايلي:
الاحتمالية الاولى لمن يشهر بالناس انه مارس اتباع لا واعي تحت تأثير العقل الجمعي الذي يحاول ان يعاقب المشهر به لكونه خالف القيم الدينية والاجتماعية وهم يرون ان نشره وتناوله هو جزء من عقوبة له، مما يعزز شعور الانتصار لدى الآخرين الملتزمين بالقواعد، وحين تسأل الكثير من المشهرين عن سبب تشهيرهم باي أحد فلن يجيبك اجابة منطقية.
والاحتمالية الثانية هو ان يكون المحرك لهذا السلوك هو الفضول، أو حتى لمجرد الإلهاء عن مشاكل الحياة اليومية، أو الأحداث الروتينية المملة، إضافة إلى بعض التفسيرات الفسيولوجية المتعلقة بتركيب أدمغة البشر بخصوص الرغبة في تشارك الأخبار الاكثر تداولاً والتي يريد عبرها المشهّر ان يقول: انه على اطلاع كبير بما يجري وهذا هو نقص نفسي كبير يقبع تحت تأثيره الكثير من الناس للاسف.
كيف نوقف التشهير؟
ما يجب ان يكون لإيقاف خطر التشهير الذي شوّه وجه الانسانية هو فهم حقيقة ان الجميع معرضون للقيام ببعض السلوكيات غير الصحيحة، لكن الفرق ان المشهَر به فُضح، والاخر لا زال مستوراً وقد يفتضح سره في يوم ما، فهل يحب ان يُعامل بذات الطريقة ان يعرف الناس على سلوكية مشينة قام بها؟
الجواب حتماً لا يحبذ ذلك وبالتالي يحاول كل فرد منا مغادرة سلوكيات الفضائح والعمل على ستر الناس فهي أحد الفضائل الانسانية الكبيرة التي يجهلها الناس.
ما يجب ان يكون لإيقاف خطر التشهير الذي شوّه وجه الانسانية هو فهم حقيقة ان الجميع معرضون للقيام ببعض السلوكيات غير الصحيحة، لكن الفرق ان المشهَر به فُضح، والاخر لا زال مستوراً وقد يفتضح سره في يوم ما
كما يجب ان يعي الانسان المشهِّر عاقبة ما قام به؛ فقد يُقتل أحد بسببه، او يغادر أحد بلده، او تشوه سمعته بين الناس فلا يود لقاء أحد وهو ما يجعله يدخل في دوامة نفسية مؤذية، والاحرى ان يتسر بعضنا بعض وان تأكدنا من صحة الخبر عن هذا وذاك فالله تعالى يريد من الانسان الستر لتعمه رحمته وتبقى الانسانية سيدة الموقف، فالتساتر نوع من انواع التراحم ونحن في شهر الله المليئ بالرحمة.