مناسبات

أفضل الأعمال في شهر رمضان

نحن نعلم أن هناك مستحبات ثوابها عظيم، مثل صلاة الليل وقراءة القرآن وما شابه من الاعمال، ولكن هناك عملٌ أفضل من هذه العبادات، وربما تتسأل ما هو العمل؟

الجواب: قال النبي، صلى الله عليه وآله، لأمير المؤمنين، عليه السلام: “يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ‏ عَنْ‏ مَحَارِمِ‏ اللَّهِ‏ عَزَّ وَجَل”.

يعني إن اجتناب ما حرم الله سبحانه أفضل من قراءة القرآن وصلاة الليل…، لأن ترك المحرمات يجعل الصائم متقياً وهذه غاية الصوم، فعَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وآله قَالَ: “لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْأَوْتَارِ وَصُمْتُمْ‏ حَتَّى‏ تَكُونُوا كَالْحَنَايَا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْكُمْ إِلَّا بِوَرَع‏”، و “ركعتان من رجل ورع أفضل من‏ ألف‏ ركعة من‏ مخلط” يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) والمخلط هو الذي اختلط حلاله بحرامه.

والورع عند الإنسان على قدر دِينه، فمن الناس من يترك النظر إلى الحرام، ولكنه يغتاب الآخرين، أو ربما يصلي ولكنه يكذب، وهناك أفراد كاملي الإيمان مثل أهل البيت، عليهم السلام، فلا يعملون إلا ما يرضي الله سبحانه، ويشير أمير المؤمنين، عليه السلام، لهذا المعنى فيقول: “وَرَعُ‏ الرَّجُلِ‏ عَلَى‏ قَدْرِ دِينِهِ‏”.

لذلك من لا يتورع عما حرم الله سبحانه؛ سوف يَفسُد دينه، يقول الإمام عليّ، عليه السلام، “أَفْسَدَ دِينَهُ‏ مَنْ‏ تَعَرَّى‏ عَنِ‏ الْوَرَع‏”، وليس هذا فقط، بل إن الموالي لأهل البيت، عليهم السلام، يعرف من خلال ورعه، فعَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عليه السلام، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ لِأُوَدِّعَهُ فَقَالَ: “أَبْلِغْ مَوَالِيَنَا السَّلَامَ عَنَّا وَأَوْصِهِمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَأَعْلِمْهُمْ يَا خَيْثَمَةُ أَنَّا لَا نُغْنِي‏ عَنْهُمْ‏ مِنَ‏ اللَّهِ‏ شَيْئاً إِلَّا بِعَمَلٍ‏ وَلَنْ يَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلَّا بِوَرَع‏”.

وبما أن شهر رمضان تتضاعف فيه الأعمال، فلنتورع عما حرم الله سبحانه، فنحفظ أعيننا وآذاننا وألسنتنا وجميع جوارحنا عن حرمات الله عزّ وجل.

ونحن لا نستطيع لأنفسنا نفعاً ولا ضراً، انطلاقاً من قوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، ولكن هناك استثناء وهو {إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي}، فنفوسنا تأمر بالحرام، والذي يتخلص من نفسه الأمارة بالسوء هو من يرحمه الله سبحانه ويعينه على نفسه.

لذلك فلابدّ أن ندعو الله سبحانه لينجينا من أنفسنا، وكأن لسان حالنا كما يقول الإمام زين العابدين، عليه السلام، في دعاء ابي حمزة الثمالي: “وَأَلْحِقْنِي بِصَالِحِ مَنْ مَضَى وَاجْعَلْنِي مِنْ صَالِحٍ مَنْ بَقِيَ وَاخْتِمْ لِي عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَخُذْ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ وَأَعِنِّي‏ عَلَى‏ نَفْسِي‏ بِمَا تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَا تَرُدَّنِي فِي شَرٍّ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِين”.

عن المؤلف

سجاد أحمد كاظم

اترك تعليقا