ينجح بعض الافراد نجاحات باهرة وعلى مختلف الأصعدة، في التجارة وفي التعليم وفي الدراسة وفي الحياة الاجتماعية وهكذا بقية المجالات، وعند السؤال عن سر هذه النجاحات تكون الإجابة في المرتبة الأولى، هو التوفيق الإلهي ومن بعدها وجود شخصية كانت بمثابة القدوة لهذه الشخصية الناجحة التي حققت نجاحا كبيرا في المجتمع.
من الأركان الأساسية لتحقيق النجاح يأتي الاتكال على الله عز وجل، فهو الذي يجعل الشخص من الأشخاص الموفقين والناجحين والمؤثرين في المجتمع، وبالتأكيد هنالك جملة من القضايا والاعمال تؤدي في النهاية الى هذا التوفيق الذي يشار اليه من قبل الجميع.
ومن الاعمال التي تساعد على التوفيق والنجاح هي الاهتمام بالشؤون الخيرية لأبناء المجتمع؛ كأن يكون العمل على تزويج الشباب او المساهمة في الحمالات الخيرية، وإعطاء المحتاج وغيرها بما يصب في خدمة الافراد، ومع ذلك يأتي من يرجح النجاح الى عامل غاية في الأهمية وهو الاقتداء بالغير.
طبعا المقصود هنا هو الاقتداء الإيجابي بالتأكيد والحديث سيدور عن الأشخاص الملهمين الذي يحبون الحياة ويتبعون مسارا حياتيا قابلا للتطبيق، لا يعرفون أي نوع من أنواع اليأس، متفائلون الى أبعد الحدود، لا يعترفون بالصعوبات، ولا يخافون من مواجهة المشكلات، ومثل هؤلاء جدير بان يكونوا ملهمين وقدوة للآخرين.
فالقدوة عادة ما يكون أداة من أدوات جذب الأشخاص اليه، وهذا الانجذاب يكون عن طريق السلوكيات الحميدة التي تؤثر بشكل او بآخر على حياة الآخرين الذين ينظرون الى القدوة ويعملون على توثيق الصلة مع الفرد الداعم والمحفز لهم على إكمال حياتهم بالصورة الإيجابية.
لكي تكون شخصا ملهما او مُقلدا تقع عليك الكثير من المسؤوليات والمهام، فعليك أولا ان تراعي هذه المكانة وعدم التفريط بها مهما مرت عليك من ظروف قاسية او أجواء غير مشجعة للاستمرار بهذا النجاح الباهر
عادة ما يتأثر الشباب بالقدوة الحسنة، فهم الأكثر تقبلا للأفكار المحفزة والايجابية التي تلعب دورا أساسيا على النمو الاجتماعي، فالشباب هم القوة العظمى المؤثرة في المجتمعات الإنسانية، وعليه فهم بحاجة الى القدوة الذي يصوب وجهات نظرهم ويبعدهم قدر الإمكان عن الإخفاقات المتوقعة، فالإخفاق ليس امرا صعبا نظرا لقلة التجارب العملية لهذه الشريحة الواسعة من شرائح المجتمع.
ولا يشترط بالقدوة أن يكون ممن لديه أموالا طائلة او قصور فاخرة، او القابا علمية رنانة، فقد يكون الشخص القدوة عامل نظافة او مدرس متواضع او صاحب صنعة في السوق، استطاع ان يكوّن ومن خلال اعماله جمهوراً يتابعه ويحتذي فيه، بحيث يأتي الاحتذاء عن طريق امانته في التعامل، او اخلاصه في العمل، وحبه للخير في جميع المواقف.
وقد يكون القدوة او الملهم هو موظف في دائرة حكومية او القطاع الخاص، حريص على اكمال مهامه في الوقت المحدد، لا يتغيب ولا يتقاعس عن أي مهمة مهما كانت صغيرة او كبيرة، متعبة او مريحة، المهم في الامر الإنجاز، بينما يوجد من يعرقل الاعمال ويؤثر بقرارته على حياة الناس، فالتأخير في المعاملة يؤثر من ناحية الحياة الاجتماعية.
فالعامل يؤخر عمله لغرض المراجعة لدائرة ما، وبمثل هذه الحالة يكون شديد الحرص على إنجاز العمل بأسرع وقت او في الوقت الطبيعي، واي تأخير يضر بمصلحة هذا الانسان المعتمد على عمله في توفير احتياجاته المالية، وبذلك تبرز الحاجة الى الموظف القدوة الذي يشجع ويعطي الحافز لغيره على مواصلة العمل وعدم التأخير، لذلك نقول ان القدوة لها الكثير من الفوائد على هذا المستوى.
الإلهام ربما يأتي أيضا عن طريق طفل تصرف برفق مع الحيوان، او عن طريق التعامل مع طفل آخر، وهكذا لا ينحصر موضوع القدوة بشخص معين او رجل محدد، كثيرة هي القدوات، وعلى كل شخص ان يبحث عن قدوته الذي يراه مناسبا او قريبا عليه من حيث الأفكار والوظيفة، فعادة ما يكون الاقتداء مع الأشخاص المتقاربين في صفات كثيرة.
وربما يأتي الاقتداء بعالم دِين لديه القدرة على تحويل انظار العالمين اليه، وكثيرة هي الشواهد على هذا النوع من الشخصيات، فالقدوة عادة ما يكون هو الشخص الذي يرغب الكثير بمحاكاة أفكاره ومحاولة لتطبيقها والسير على نفس الطريقة، فكثيرا ما يتأثر الشباب او غيرهم بصاحب فكرة تجارية او عمل ناجح، وغالبا ما ينجح رواد الاعمال بأن يقلَدون من قبل الآخرين الذين يبحثون عن ملهم وقدوة للنجاح.
ولكي تكون شخصا ملهما او مُقلدا تقع عليك الكثير من المسؤوليات والمهام، فعليك أولا ان تراعي هذه المكانة وعدم التفريط بها مهما مرت عليك من ظروف قاسية او أجواء غير مشجعة للاستمرار بهذا النجاح الباهر، فقد يتعرض هذا القدوة الى نوع من الصدمات الداخلية والضربات الموجعة، وربما يقل تأثيره او يتلاشى بعض الشيء، لكن عليه ان يعرض محطات الإخفاق هذه امام الآخرين.
لماذا اشتراط هذا العرض امام الآخرين؟
لان أي مرحلة او خطوة او تحدي يمر على الإنسان القدوة واستطاع تجاوزه فهو يعطي الدافع للآخرين على التعامل بنفس الطريقة لعبور المراحل العصيبة، ولهذا ينصح باستعراض مثل هذه المطبات لتعطي دافعا آخرا الى الشخص المتردد او الذي يواجه مشكلة مشابهة لمثل هذه المشكلات.
عادة ما يتأثر الشباب بالقدوة الحسنة، فهم الأكثر تقبلا للأفكار المحفزة والايجابية التي تلعب دورا أساسيا على النمو الاجتماعي، فالشباب هم القوة العظمى المؤثرة في المجتمعات الإنسانية
وفي الوقت الحالي أصبح من السهل جدا متابعة او الحصول على شخصية ملهمة، فعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يمكنك العثور على شخصيا ملهمة على مستوى العالم، لديها قصص نجاح كبيرة وكثيرة، ويمكن الاستفادة منها واستخدامها للتأثيرات الإيجابية.
ومن عوامل تحول شخص من المجتمع الى شخصية ملهمة هو المسك بالواقعية وعدم الانجرار وراء المغريات او التشجيع على تبني أفكار منطقية وقابلة للتطبيق وفق المتوافر في المجتمع بعيدا عن الطفرات غير الواقعية او الحالمة، وبذلك يكون الشخص إما قليل التأثير او غير مرحب فيه في الأوساط الاجتماعية.
الخُلاصة: على الانسان ان يبحث عن طريقة يكون بموجبها شخصا مؤثرا ومفيدا في المجتمع المحيط، ويأتي الى جانب ذلك عدم سماع ما يقوله الناس عنك، واجعل ما يقال الوقود الذي يجعلك تواصل مسيرك لكون شخصا مؤثرا وملهما ناجحا، لتأخذ مكانك في الحياة وترك اثرا بعد الممات.