الأخبار

في عصر الذكاء الاصطناعي؛ طالبان تفرض على الأفغان الأساليب التقليدية للتعليم

فرضت جماعة طالبان بعد أن أعادت سيطرتها على أفغانستان عام 2021، قيودا واسعة على أنشطة المؤسسات التعليمية والتعليم في البلاد؛ وتلك القيود منعت الملايين من الأطفال والأحداث من تلقي التعليم بسهولة.
وأقرت وزارة معارف طالبان في أحدث إجراء لها، لائحة ألزمت فيها التلامذة الفتيان والمعلمين الرجال، ارتداء الملابس التقليدية في المدارس ومراكز التعليم.
وجاء في هذه اللائحة، أن التلامذة الصبيان من الصف الأول حتى الصف التاسع “يجب أن يرتدوا قميصا وسروالا” باللون الأزرق السماوي وقلنسوة بيضاء أو “عمامة”.
وأضافت اللائحة أن التلامذة في الصفوف العاشر حتى الثاني عشر “يجب أن يرتدوا قميصا وسروالا” باللون الأبيض ويضعون عمامة على رؤوسهم.
وقالت وزارة معارف طالبان في اللائحة أن معلمي المدارس يجب أن يرتدوا قميصا وسروالا وعمامة أو قلنسوة على الأقل، ووفقا للائحة يتعين على معلمي “دوائر التعليمات الاسلامية” ارتداء قميص وسروال وعمامة.
كما جاء في اللائحة أن ملابس التلامذة والمعلمين يجب ألا تكون أقصر أو أطول وأضيق وألصق وأقل سمكا من المواصفات الموضوعة.
وأعتبرت وزارة معارف طالبان أن الهدف من تغيير زي التلامذة والمعلمين في المدارس الأفغانية هو “إقرار النظام والانضباط، وتعزيز معنويات التعليم والطاعة لدى التلامذة وإيجاد الشعور المشترك بين التلامذة المنتمين للأسر الميسورة والاخرين المنتمين للأسر الفقيرة وكذلك التمييز بين التلامذة وسائر أفراد المجتمع وتعزيز ثقافة اللباس الاسلامي.”
وكانت هذه اللائحة التي أقرها زعيم جماعة طالبان، هبة الله أخوند زادة، أيضا، قد نُشرت قبل هذا بعنوان “اللباس الشرعي”، وفي نسختها النهائية، أزيلت مفردة “الشرعي” منها بيد أنه أُعلن أن هدفها العام يتمثل في “تعزيز ثقافة اللباس الاسلامي.”
لكن الكثير من المواطنين الأفغان أبدوا ردة فعل تجاه هذه اللائحة واعتبروها ترويجا لـ “للباس وثقافة القبيلة.”
ويرى المواطنون الأفغان أن اللباس الذي حددته طالبان للتلامذة والمعلمين، هو لباس تقليدي ترتديه العشائر والقرويون البشتون في مناطق جنوبي أفغانستان، ولا يتناسب إطلاقا مع لباس وثقافة جميع أبناء الشعب الأفغاني فضلا عن أفغانستان هي بلاد تتسم بالتنوع الثقافي والعرقي.
وأشار المواطن الأفغاني محمد موسى عسكري، إلى التنوع الثقافي لارتداء اللباس للأهالي في مختلف الولايات الأفغانية قائلا أن طالبان يجب ألا تفرض “قلنسوتها القندهارية” على الناس على الأقل.
وأضاف أنه إن كان مقررا وضع لباس تقليدي للتلامذة والمعلمين، فليسمحوا لتلامذة كل ولاية أن يرتدوا ما يروه مناسبا لثقالتهم، لا أن يتم فرض “ثقافة عرقية ما” و “منطقة ما” على الجميع.
ويضرب هذا المواطن الأفغاني مثلا ويقول أن أهالي ولايتي بدخشان وكابل، يختلفون مع باقي سكان ولايات الجنوب، من حيث الملبس وثقافة اللباس، وليس صحيحا أن يُفرض لباس مناطق الجنوب على سكان المناطق الأخرى.
ويقول محمد داود وهو مواطن أفغاني آخر، أن أفغانستان هي بلاد متعددة الأعراق، وكل عرقية ومنطقة فيها، لها ثقافتها الخاصة في الملبس، ولا يجب “فرض” ثقافة عرقية ما على الجميع.
ويقول المواطن الأفغاني عبد الرحمن كامل أنهم منعوا في مناطق جنوب البلاد، الناس من الذهاب إلى المدارس، لكنهم يريدون الان فرض ثقافة لباس مناطق الجنوب على جميع الشعب؛ أن هكذا تصرف يمثل جزء من “اضطهاد” الأعراق والثقافات العديدة للشعب الأفغاني.
ويذهب عدد آخر من المواطنين الأفغاني إلى أن فرض طالبان للزي التقليدي على التلامذة والمعلمين في “عصر الذكاء الاصطناعي” وجهود الانسان للحياة على المريخ، هو أشبه بـ “الارتداد إلى الوراء”.
ويقول المواطن أميد سروري: “إن فرض الزي التقليدي على التلامذ والأساتذة، لا يؤشر إلى الهوية والتقدم، بل هو بمنزلة أداة لقمع واضطهاد الحريات وترسيخ الفكر الرجعي.”
وتابع: “إن التعليم بحاجة إلى العلم والحرية والتفكير النقدي، لا التجمد في التقاليد التي لا علاقة لها بالمستقبل. إن طالبان وبدلا من إصلاح نظام التعليم، جعلته ضحية إيديولوجيتها، بيد أن التاريخ أظهر أن الجهل لن ينتصر أبدا على الوعي.”
ويؤكد المواطنون الأفغان أن البلاد ولتحقيق التنمية والتقدم بحاجة إلى أساليب حديثة للتعليم، لكن ومع فرض الأساليب التقليدية التي أكل الدهر عليها وشرب، لا يتحقق التقدم فحسب بل أنها تتراجع وتتقهقر يوما بعد يوم.
ويرون أن أساليب تعليم طالبان بدء من فرض اللباس وصولا إلى طرق التعليم، تشكل جزء من خطة للترويج للتطرف في أفغانستان ويحذرون بالتالي من تداعياتها.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا