الأخبار

في ديوانية العمل الرسالي؛ الراشد: ما يلفت النظر بثورة البحرين الثبات على المطالب

الهدى – قم المقدسة ..

أقامت ديوانية العمل الرسالي يوم السبت الماضي ليلة الأحد ١٦ شعبان ١٤٤٦هـ الموافق 2025/2/15م جلستها الأسبوعية المفتوحة في مدينة قم المقدسة، والتي يتم التطرق فيها للرؤية والموقف الرسالي حول قضايا الساحة البحرانية وقضايا الأمة.
افتتحت الديوانية بتلاوة آيات مباركة من القرآن الكريم، ثمّ تحدّث فيها ضيف الديوانية، الدكتور راشد الراشد، مبيّناً الموقف والرؤية حول الاوضاع الراهنة.
واستهل محاضرته بالتطرق الى الذكرى السنوية السادسة والأربعين لانتصار الثورة في الجمهورية الاسلامية في ايران، لافتا الى ان احتفالات الثورة شهدت حضورا مدهشا بعد مرور ٤٦ عاماً من قبل هذا الشعب، رغم الحصار والضغوطات الاقتصادية والحرب الإعلامية الموجهة لكسر إرادته وتحطيمها.
وبين انه في كلّ عام نتفاجأ بهذا الحضور الكبير المدهش في معظم المحافظات في الجمهورية، واليوم وصلت الضغوطات على الجمهورية الإسلامية لمستويات قياسية، وكانت هذه الضغوطات تراهن على كسر إرادة الشعب وتحطيم ثقته بالنظام والدولة، ولكن ما شاهدناه – بالذات في العاصمة طهران – من حضور استثنائي يوجه رسائل قوية تدل على إرادة هذا الشعب لاحتضان النظام واستعداده للمضي لنهاية الشوط في ما يتطلبه أمر الحفاظ على هذه الثورة رغم كل الأجواء المحبطة والسلبية التي يحاول الأعداء من خلال وسائل الإعلام ضخّها.
وحول الذكرى السنوية الـ ١٤ لانطلاق ثورة البحرينن قال الدكتور الراشد “دشنت قوى المعارضة السياسية في البحرين لإحياء فعاليات هذه الذكرى شعار (واثقون بالله)، ورغم مرور هذه السنوات وحجم ما تعرض له الشعب من حملات قمع وقتل واعتقال واضطهاد منظم إلّا أنّه لا زال ثابتاً صامداً.
وأضاف ان “الأحداث كان لها تداعيات كبيرة على المنطقة خصوصاً في الخليج، وقد تحولت البحرين لقاعدة عسكرية ضخمة للتواجد الأمريكي والبريطاني والصهيوني خصوصاً بعد توقيع اتفاقيات التطبيع والتعاون العسكري والأمني والاستراتيجي مع الكيان الصهيوني”.
واشار الى انه “مما يلفت النظر في ثورة البحرين هو ثبات وإصرار الشعب والقوى السياسية والقيادات على المطالب التي خرجوا من أجلها وقدموا التضحيات، فهناك مئات الشهداء وآلاف المعتقلين وعشرات المساجد المهدمة وغير ذلك من الانتهاكات التي كان يهدف النظام من خلالها لإيقاف حركة المطالبة بالحقوق”.
وقال ان “المجتمع الدولي مع الأسف بدل أن يقف مع الشعب المطالب بحقوقه العادلة بسلمية وقف مع النظام الجائر المستبد الذي واجه الناس بالسلاح، وإلى اليوم تصر المعارضة ورموزها – خصوصاً من هم داخل السجن – على ذات المطالب باعتبارها استحقاقات وطنية، ولذلك رفضت القيادات الخروج من السجن مقابل التنازل عن هذه المطالب رغم قسوة الإجراءات القمعية”.
ولفت الى ان “بعض الأخبار المنتشرة تشير إلى ترحيل أكثر من ٤ آلاف مجنّس تم تجنيسهم لأجل تخريب التركيبة الديموغرافية في البحرين، والتجنيس السياسي هو أحد أهم الأسباب الذي ساهم في انفجار الثورة والأوضاع في البحرين، وهو قنبلة موقوتة لها انعكاسات سلبية كثيرة وكبيرة على الجميع في البلد”.
وعن التطورات في لبنان وفلسطين، أوضح الدكتور راشد الراشد، انه “في كل يوم هناك تطور على مستوى الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية، فالانتهاكات المستمرة للكيان الصهيوني بعد توقيع اتفاق الهدنة وعدم وجود رد من المقاومة على هذه الانتهاكات”، مبينا ان “لبنان يمر بمرحلة صعبة جداً كما أنّ منع هبوط الطيران الإيراني في لبنان يعتبر من التطورات الخطيرة”.
وبين سبب عدم ردّ حزب الله بسببين، الأول: تمرير قضية أن هذه الانتهاكات يجب أن ترد عليها الدولة والجيش اللبناني، ولذلك صرّح الحزب في أكثر من بيان أنّ الدفاع عن السيادة هو دور الجيش اللبناني، و الثاني ان الحزب يريد تمرير موعد تشييع سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، فبعد تأخّر دفن السيد لأكثر من خمسة شهور يريد أن يمر دون تفجير الأوضاع العسكرية والأمنية.
وقال عن الملف الفلسطيني: تابعنا التعقيدات في الملف الفلسطيني واتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، وكيف أن الكيان الصهيوني لم يمتثل للاتفاق، والأغرب من ذلك إعلان ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن بطريقة لا تخلو من الإهانة، وهذا يأتي من دولة تدعي احترام سيادة الشعوب وحماية الحقوق والديموقراطية.
وفي معرض الاجابة عن سؤال: هل يمكن تنفيذ مشروع ترامب؟، اوضح الدكتور الراشد، هو بالاستحالة ، فالمقاومة بعد ٧٠ سنة من الاحتلال لا تزال تزداد صلابة وقوة، وهذه الفكرة تكشف عن حقيقة نظام الغطرسة والاستكبار عتد الولايات المتحدة الأمريكية بالنظر لقضايانا كشعوب وأمم.
هذا وقد حضر الى ديوانية العمل الرسالي جمع من المؤمنين والعلماء وشاركوا بمداخلات مختلفة حول الأحداث التي تجري في المنطقة.
وضمن المداخلات قال سماحة الشيخ حبيب الجمري: ان الإمام المهدي أمل يتجدد، ومن المهم أن نذكّر أنفسنا وأهلنا أن لدينا عهداً في عنقنا مع الإمام المهدي كإمام مفترض الطاعة بأن نقرأ دعاء العهد، والمؤمن لا يمكن أن ينكسر مهما كانت الظروف لقوة إيمانه بالله واعتقاده بوجود الإمام والقائد والراعي، والمؤمن بالتجائه إلى الله وتوكله عليه يمكن أن يحوّل العقبات والمحن والابتلاءات إلى فرص يتقدم بها.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا