فکر و تنمیة

قواعد تحويل المراهق الى قائد المستقبل

ينشغل المراهقون في أشياء يمكن وضعها في خانة المضيعة للوقت، ينامون ويستيقظون في ساعات متأخرة من النهار، وكأنهم غير ملزمين بأي شيء وهم بهذه المرحلة العمرية، فلا يبادرون لإنجاز او إتمام أي عمل سواء على الصعيد الشخصي او الاُسري، حيث يتحولون من طاقة مفيدة الى معقدة.

يجهل اغلب المراهقين أهمية مرحلة المراهقة وما يمكن ان تعكسه على الشخصية الفردية فيما بعد، فالمراهق لا يمكن ان نراه كما الافراد الآخرين، فهو طاقة كامنة يمكن الاستفادة منها بشكل عظيم، كتلة من العطاء إذا حَسُن استخدام هذه الطاقة المهدورة دون التفات او عناية من قبل الجهات المسؤولة او الداعمة.

ومن المؤشرات السلبية على حياة المراهقين في الوقت الحاضر، هي عدم النظر بجدية الى الحياة العامة، لا يعيرون أهمية (نتحدث عن نسبة منهم) الى ضرورة اكتساب العلم، ولا يعرفون أهمية الوقت الذي يمر أسرع من السحاب، ولا يشعرون الا والسنون تمضي وهم في أماكنهم دون تقدم على الصعيد المهني والتعليمي.

عزيزي الاب وعزيزتي الام لكي يكون ابنكم المراهق بعيدا عن الممارسات السلبية التي لا تعود عليه بفائدة، عليكم اتباع جملة من الخطوات او الأنشطة المفيدة، ومن بينها كأن يكون تعليم مهنة الاب، في الوقت السابق يحرص الآباء على اصطحاب أبنائهم الى محال عملهم، لاكتساب مهارات تمكنهم مع مرور الوقت من شق طريقهم المهني بصورة منفردة.

بالتأكيد لهذا الاصطحاب الكثير من الآثار السلبية الى جانب جنبة إيجابية، فكثيرا ما يترك المراهقون اهتمامهم بدراستهم، وينحصر الاهتمام بالعمل خصوصا بعد معرفة المردود المالي لهذه المهن المتوارثة عن الأجداد والآباء، وهنا الحديث عن المراهقين من الذكور، اما الجنبة الإيجابية اذ تعد هذه الأنشطة الى جانب الآباء، ضمن التدريبات العملية المستمرة لصقل موهبة المراهق الذي سلك الطريق المهني مجددا.

لتحقيق أعظم درجات الفائدة للمراهق على الاهل مراعاة أهمية اللقاءات الدورية او اليومية مع الأصدقاء، والقيام ببعض النشاطات المشتركة، فمثل هذه النشاطات الجماعية تنمي لدى المراهق روح الانتماء الى الجماعة

ومن فوائد هذا الاصطحاب أيضا تعلّم المراهق طبيعة ومجرى العلاقات المهنية، وكيف يكون العمل في الواقع، وبعد ذلك يمكن للمراهق أن يبدع في هذه المهنة ويحقق فيها نجاحات كبيرة، يفوق النجاحات الكبيرة التي حققها الاب في نفس المضمار، ولذلك نقول إن المراهق عبارة عن كتلة من العطاء المتوقف على طريقة اخراج هذه الطاقة.

ولعل هنالك من يتساءل عن أهمية التأكيد على هذه المرحلة العمرية، فالإجابة تأتي من باب ان المراهقين بنسبة كبيرة يكونون على قدر كبير من الفطنة وأكثر استعدادا لتلقي المعلومة واكتساب المهارة على العكس من الأشخاص الذين تقدم فيهم العمر فهم في العادة يكون تعلمهم بصورة ابطئ.

ولا نريد التركيز هنا على الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ للانخراط في المقاعد الدراسية، وعليه سيكون الحديث أيضا عن المراهقين الذين يمارسون حياتهم العلمية والدراسية، فمن المؤكد ان يكون لهذا الاهتمام بهم أثر في المستقبل القريب، فعلى سبيل المثال عندما يقوم الاهل متابعة أبنائهم والاهتمام بتحصيلهم الدراسي عبر التأكيد على أداء الواجبات اليومية، فإن ذلك يكون من ناحية تصويب هذه المرحلة العمرية.

وعلى الاهل والابن فتح قنوات التعاون فيما بينهم، كأن يكون تحديد وقت لمراجعة الواجبات المنزلية والمناقشة في الشؤون الحياتية، وعلى أساس ذلك يكون هنالك فهم أكثر للحياة بجميع تفاصيلها، ووفق ذلك يكون النجاح أقرب ما يكون من هذه الشخصية الملتزمة بهذه الإجراءات.

ومن أوجه الاهتمام بالمراهقين وتقويم حياتهم، تعليمهم قيادة العجلات مثلا، فالتعليم بهذه المرحلة العمرية، له الكثير من الإيجابيات، منها ان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وعلى الاهل أن يستثمروا شغف الأبناء في تعلم السياقة التي يحبها كل المراهقين تقريباً وتثير متعتهم وحماسهم، وتعطيهم ثقة بالنفس وسعادة كبيرة، وإذا كان المراهق في سن ووعي مناسب، يمكن البدء بتعليمه قيادة السيارة، شريطة التقيد بقواعد السلامة والأمان.

ومن واجبات الاهل تجاه أبنائهم المراهقين مراقبة اهتماماتهم ومعرفة امكاناتهم الفردية، فإذا كان المراهق لديه ميل وشغف نحو نشاط فني في جانب ما، رسم أو كتابة أو رياضة، عليهم اتاحة الفرصة له من اجل التدريب على النشاط الفني الذي يميل إليه وتنمية مهارته باتجاه التمييز والاحترافية.

ولتحقيق أعظم درجات الفائدة للمراهق على الاهل مراعاة أهمية اللقاءات الدورية او اليومية مع الأصدقاء، والقيام ببعض النشاطات المشتركة، فمثل هذه النشاطات الجماعية تنمي لدى المراهق روح الانتماء الى الجماعة فضلا عن تقوية أواصر العلاقة مع الأصدقاء.

وضروري جدا ان يكون للأهل المساهمة الأكثر في تقوية شخصية المراهق ومضاعفة اعتماده على نفسه واشعاره بمكانته وحيزه المنزلي، ومن بين هذه المهام هو المشاركة في الفعاليات الاجتماعية، ففي كل مجتمع يوجد فعاليات اجتماعية مفيدة ومتاحة لجميع الناس، وبعضها يستهدف فئة المراهقين تحديداً، مثل الفعاليات الخيرية والتطوعية، أو دورات التنمية الشخصية، أو المراكز الثقافية، ومشاركة المراهق بهذه الفعاليات من الأنشطة المفيدة جداً في تنمية المراهق اجتماعياً.

ضروري جدا ان يكون للأهل المساهمة الأكثر في تقوية شخصية المراهق ومضاعفة اعتماده على نفسه واشعاره بمكانته وحيزه المنزلي، ومن بين هذه المهام هو المشاركة في الفعاليات الاجتماعية

وكذلك تحمل الجلسات والحوارات الأسرية أهمية قصوى، فالجلوس بشكل يومي والحوار مع أفراد العائلة وطرح الآراء والأفكار والأسئلة بين أفراد الأسرة، ينمي علاقات أفراد الأسرة مع بعضهم، ويفيد المراهق في الحصول على الكثير من المعلومات العامة من مصدر موثوق، وهذا يسهم بدوره في تنمية شخصية ذكية لديه معارف متنوعة وقدرة على الحوار والتواصل.

ولا يقل ضرورة سماع أفكار المراهق وأنشطته، إذ يمكن أن يكون لدى المراهق الكثير من الأفكار والمواهب الفريدة، والتي يحتاج لمن يسمعها ويشجعه عليها حتى يكتسب ثقة بنفسه واحترام لذاته، وسماع أفكار المراهق من قبل الأهل أو شخص خبير يساعده أكثر في تنظيم أفكاره ويلفت نظره لجوانب معينة لم تخطر في باله، حيث يسهم ذلك في مضاعفة قدرته على إدراك التفاصيل الصغيرة.

الخلاصة؛ المراهقة من المراحل العمرية الخطيرة بالنسبة للفرد، ويترتب عليها البناء النفسي والاجتماعي والأخلاقي للشخص، وهنا يكون الاهل امام مسؤولية مضاعفة من اجل خلق شخصية متزنة ومتصالحة الى حد ما مع نفسها، بعيدة عن العقد التي تكونها الظروف الاجتماعية السائدة في المجتمع، لتجعل من المراهق شخصية قيادية في المستقبل.

عن المؤلف

سُرى فاضل

اترك تعليقا