مناسبات

المهدي شمس القيادة الربانية

يجتهد أئمة الضلال وملوك الجور وامبراطوريات الشر في مواجهة نور الله، ويعقدون المؤتمرات ويحيكون المؤامرات ويبذلون المليارات من الاموال من أجل هدف واحد وهو اطفاء نور الله.

نور الله المتمثل في امتداد القيادة الربانية والسلالة المحمدية، والبقية الباقية في عصرنا الحاضر هو حجة الله على خلقه ووجهه ويده و نوره المهدي المنتظر ارواحنا له الفداء.

وبطبيعة الحال فإن شيعته المنتظرون ظهوره المبارك هم الفئة القليلة البارزة والمبارزة في ميادين الصراع بين الحق والباطل في كل صولاته و جولاته.

لهذا فان جبهة الشر الشيطانية توجه كل طاقاتها للقضاء على نور الله المهدي وشيعته المنتظرين له، و يأبى الله إلا أن يُتم نوره و لو كره الكافرون و الظالمون و المنافقون .

و في خضم هذه الملاحم توجه سهام الحرب المسمومة ضد الامام المهدي و شيعته بالمواجهة المباشرة او التشويه المتعمد للعقيدة المهدوية أو بالتشكيك في مفردات المشروع الرباني المهدوي .

ومن هذه التشكيكات هو السؤال الذي يتبادر لأذهان البعض وهو: ما فائدة غيبة الامام المهدي طوال هذه السنوات المديدة؟

ويأتي الجواب بأنه كالشمس حقيقة موجودة وإن اخفاها السحاب، اذن سيظل الإمام المهدي (عليه السلام) كالشمس المشرقة التي تضيء بنورها آفاق الوجود وتملأ القلوب بالطمأنينة و الإيمان و إن غابت عن ابصار الناظرين لكنها حقيقة عين اليقين عن المستبصرين.

إن الإمام المهدي، عليه السلام، هو شمس مشرقة في سماء الإيمان، نوره لا يغيب، وحجته لا تزول، هو النور الذي يضيء دروب الإنسانية، ويملأ القلوب بالطمأنينة والأمل

النور الإلهي

عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله عز وجل على نبيه، محمد صلى الله عليه وآله: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، قلت: “يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: “هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين (من) بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان”.

نور الشمس الغائب

قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟

 فقال عليه السلام: أي والذي بعثني بالنبوة، إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب. يا جابر، هذا من مكنون سر الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلا عن أهله.

القيم الروحية والرسالة السماوية

هذا الحديث الشريف يأخذنا إلى أعماق الفكر الإسلامي الشيعي، ليكشف لنا عن السر الإلهي المخبوء في قلب الإمام المهدي، عليه السلام، أن غيبته ليست غياباً للنور، بل هو نور مشرق كالشمس التي قد يخفيها السحاب، لكنها لا تفقد قدرتها على الإشراق والإنارة.

إنه الحجة الغائبة، الذي تستضيء بنوره قلوب المؤمنين ويملأها بأمل الانتطار ويقين الانتصار فتسكن ارواحهم حقائق اليقين بلا تغيير ولا تبديل.

القيادة الربانية

الإمام المهدي، عليه السلام، يمثل الامتداد الحقيقي للرسالة السماوية، والقيادة الربانية التي تقود البشرية نحو اقامة دولة العدل الإلهي، فهو الإمام الذي أعده الله ليكون نوراً يهدي البشرية، ورمزاً للحق والعدل.

إن غيبته ليست إلا اختباراً لإيمان العابدين، واختياراً للمخلصين الذين يمتحن الله قلوبهم ليكونوا من أصحاب الإيمان الحقيقي فيلتحقون بالقيام المهدوي لحظة الظهور المبارك.

الأمل المتجدد

في كل يوم، ومع كل شروق شمس، يتجدّد الأمل في قلوب المؤمنين بظهور الإمام المهدي، عليه السلام، إنهم يعلمون أنه سيأتي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، هذا الأمل هو ما يدفعهم للثبات والصبر، وتحمّل جميع صنوف البلاء والعذاب جيلا بعد جيل، والعمل على نشر قيم الحق والعدل في كل مكان، ومعارف الوحي التي جاء بها محمد، صلى الله عليه و آله، عبر آيات القرآن و روايات العترة الطاهرة، منتظرين ذلك اليوم الموعود.

إن غيبته ليست إلا اختباراً لإيمان العابدين، واختياراً للمخلصين الذين يمتحن الله قلوبهم ليكونوا من أصحاب الإيمان الحقيقي فيلتحقون بالقيام المهدوي لحظة الظهور المبارك

الخلاصة

إن الإمام المهدي، عليه السلام، هو شمس مشرقة في سماء الإيمان، نوره لا يغيب، وحجته لا تزول، هو النور الذي يضيء دروب الإنسانية، ويملأ القلوب بالطمأنينة والأمل. في غيبته، يظل نوره مشعاً كالشمس، ينتفع به كل من يطلب الهداية والنور. إنه الحجة الخفية التي لولاه لساخت الارض بأهلها وسيظهر يوماً ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً وتشرق الأرض بنور ربها.

 فيا له من وعد كريم، ويا له من أمل يضيء ظلمات الدنيا فهنيئا للمهدويين الرساليين الذين يتحملون كل البلايا ويخوضون الصراع من اجل نشر معارف الوحي الالهي وبشارات الخلاص المهدوي.

عن المؤلف

الشيخ حبيب الجمري / عالم دِين من البحرين

اترك تعليقا