مناسبات

مزايا الانتظار الإيجابي في المشروع المهدوي

يهدف المشروع المهدوي إلى إنقاذ الإنسان من الازمات والمشكلات التي آلت إليها مسيرة البشر في هذه الدنيا، حيث ظهرت في هذه المسيرة صفات وسلوكيات لا تليق بالإنسان، مثل الظلم، القهر، القمع، الغدر، الخداع، أكل حقوق الآخرين من الناس عديمي القوة كالأيتام مثلا، وهذه السلوكيات الخطيرة لا تقتصر على الأفراد والمجموعات الصغيرة، بل تمتد إلى المجتمعات الكبيرة والدول بمختلف مسمياتها.

لماذا أصبح البشر اليوم أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى المشروع المهدوي، والمساهمة في هذا المشروع، والتعجيل في قضية ظهور الإمام الحجة المنتظر، عجل الله تعالى فرجه الشريف، لقد تحوّل الناس عبر العالم، الدول والمجتمعات، إلى العصر التكنولوجي المادي المتضخّم، وهذا أدّى بتغليب النزعة المادية الاستهلاكية على كل شيء، وقد استثمرت الشركات والقوى المسيطرة على التكنولوجيا وسائل الإعلام المختلفة والإنترنيت ومنصات الترويج الإلكتروني لكي تروّج لظاهرة الاستهلاك العشوائي.

الاستهلاك العشوائي حالة تهيمن على الإنسان بعد أن يُصاب بتيارات الترويج المادي بعد أن اصبح العالم كله مفتوح الأبواب للجميع، فكل الثقافات والتيارات الفكرية والمؤثرات الشكلية تعرض نفسها في وسائل التواصل الاجتماعي، وتسعى الثقافات المادية للتسلل إلى عقول الشباب والناس بشكل عام، فيكون هناك تأثير ثقافي فكري حياتي خطير يستهدف هؤلاء ويجعلهم في حالة من التذبذب الفكري والعقائدي.

هذا الوضع الخطير يحتاج إلى مواجهة فكرية دينية عقائدية، لغرض تفادي الحملات المغرضة التي تستهدف عقول الشباب والناس الآخرين، وهذا يحتم علينا جميعا اللجوء إلى الحماية العقائدية، حيث يتطلب الأمر معرفة الشباب لتفاصيل المشروع المهدوي بدقة.

من نشاطات وفعاليات الانتظار الايجابي أيضا، تقديم المعلومات والمعرفة عن المشروع المهدوي وتفاصيله لمن لا يعرفه من الشباب، فهناك أشخاص لا يقرأون، وربما لم يطلعوا على سيرة الإمام الحجة، عجل الله فرجه الشريف

ومن أهم تفاصيل هذا المشروع هو (الانتظار) على أمل ظهور الإمام الحجة، عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتصحيح مسارات العالم أجمع، ونشر العدل بين الجميع، والانتصار على الطغاة وصناع القمع والظلم والفساد، وهذا هو الذي ينتظره مئات الملايين من البشر المظلومين إن لم نقل المليارات منهم.

ولكن هناك حالة من التمهيد يجب أن تسبق ظهور الإمام، خصوصا من قبل الشباب المؤمن حيث يستوجب الأمر الانتظار الإيجابي الفاعل، فحينما ننتظر الظهور بأمل كبير، علينا أن لا نخضع للانتظار الساكن الراكد الخامل وغير الفعال، بل على كل شاب بل وكل إنسان أن يعتمد الحركة الدائمة والنشاط المنتج، فلا يبقى ساكنا ولا يتعامل بحالة من اللامبالاة مع قضايا المسلمين لاسيما المشروع المهدوي المنقذ للعالم.

فعلى الشباب المنتظرين، أن يساهموا في جميع المشاريع الخيرية التي تؤكد جدوى الانتظار، وتواجه كل التيارات الترويجية للمادية الشكلية الاستهلاكية الصارخة، وتنبيه الشباب وغيرهم على أهمية عدم الانسياق وراء هذه التيارات الثقافية والتجارية الوافدة من الخارج، أو التي تتحرك من الداخل لترويج هذه الثقافات والتيارات الترويجية الاستهلاكية المنحرفة.

فكل ما تطرحه الأسواق من سلع غربية مثلا أو أغلبها يكون ذا نزعة فاضحة أو صارخة لا تتلاءم مع ديننا وعقائدنا وأعرافنا وثقافتنا، ومع ذلك هناك بعض الشباب ينخدع بهذا البريق الصارخ لتلك السلع كالملابس أو الأحذية أو حتى السيارات وما شابه، هذه كلها عبارة عن سلع يغرقون بها الأسواق لترويج أفكارهم وأهدافهم المخادعة.

لذا من ضمن حالة الانتظار الإيجابي للشباب هو التعامل الذكي مع هذه الظاهرة وسواها، وعدم السماح للتيارات المخادعة الوافدة بالتأثير على عقول وعقائد الشباب، فبالإضافة إلى الحذر من التعامل معها وعدم شرائها أو ارتدائها، يجب أن يتم تنبيه الشباب والناس الآخرين على الاحتماء من هذه الظواهر الدخيلة، فالانتظار الإيجابي يحتم علينا التوعية والتنبيه المستمر للآخرين، وليس الاكتفاء بالحذر الشخصي أو الذاتي فقط.

علينا أن لا نخضع للانتظار الساكن الراكد الخامل وغير الفعال، بل على كل شاب بل وكل إنسان أن يعتمد الحركة الدائمة والنشاط المنتج، فلا يبقى ساكنا ولا يتعامل بحالة من اللامبالاة

ومن نشاطات وفعاليات الانتظار الايجابي أيضا، تقديم المعلومات والمعرفة عن المشروع المهدوي وتفاصيله لمن لا يعرفه من الشباب، فهناك أشخاص لا يقرأون، وربما لم يطلعوا على سيرة الإمام الحجة،عجل الله فرجه الشريف، وربما لا يعرفون سيرة أهل البيت عليهم السلام، لذا يتطلب المساهمة في توعية الشباب، وتنبيههم وتحذيرهم من الظواهر المادية الاستهلاكية الخطيرة التي تستهدف وعي الشباب ورجاحة عقولهم وإيمانهم وعقائدهم.

خلاصة ما نرومه من هذه الكلمة القصيرة، أننا كشباب (مع عموم المؤمنين)، علينا معرفة المشروع المهدوي جيدا، وعلينا أن لا نكتفي بالانتظار الراكد وغير الفاعل، بل يجب الاستعداد والتمهيد لمشروع الظهور، والمشاركة في جميع الفعاليات التي تحرك الروح الشبابية الإيمانية وتضاعف من تمسكها بالعقائد لاسيما قضية المشروع المهدوي الذي لازال الجميع بانتظاره كمنقذ ومخلّص للبشرية جمعاء.   

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا