فکر و تنمیة

الألعاب الالكترونية وكيفية التقليل من اضرارها

يُعطي الاهل أجهزة الالواح الذكية الى أبنائهم خلال السفرات العائلية، تجنبا لإفساد السفرة بالحركات والاصوات التي يصدرها الطفل او الأطفال المجتمعون، وبهذه الطريقة يكون الاهل هم من ادخلوا أطفالهم الى هذه المنطقة الضارة ويصعب السيطرة عليها لمنع وصولهم الى مراحل مقدمة من الأذى.

أضرار الأجهزة الالكترونية لا يمكن حصرها على شريحة الأطفال، إذ تتسبب بالعديد من الآثار السلبية على حياة الطفولة، حيث أدى انتشار الأجهزة الذكية في المنازل، الى هذه النتيجة المؤسفة، فلا يوجد منزل من المنازل إلا وفيه عدد من الأجهزة التي في العادة تكون متاحة امام الأطفال.

وضع الأجهزة في البيوت بمتناول الأطفال يؤدي الى استخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط، ويحدث كل ذلك بعلم الاهل المنشغلين في الاعمال المنزلية وفي الاعمال الوظيفية، فضلا عن الانشغال الاجتماعي في الخروج والمشاركة في مناسبات الافراح والاحزان وغيرها من الاجتماعات المهمة.

كل هذه الانشغالات جعلت من الاهل يعتمدون وبصورة كلية في بعض الأحيان على الأجهزة الالكترونية من اجل التخلص من الحركات غير المريحة التي اعتادوا عليها منذ النهوض مبكرا الى حين الخلود للنوم في ساعات الليل المتأخرة، وأحيانا ينام الاهل ولا يزال الأطفال يلعبون في الأجهزة ويتابعون الألعاب الالكترونية والمقاطع الفيديوية.

وضع الأجهزة في البيوت بمتناول الأطفال يؤدي الى استخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط، ويحدث كل ذلك بعلم الاهل المنشغلين في الاعمال المنزلية وفي الاعمال الوظيفية

 وقد أصبحت هذه المشكلة أكثر انتشارا ووضوحا عندما اتخذ الأطفال هذه الأجهزة مصدرا من مصادر الترفيه والتعليم، فضلا عن التواصل مع الآخرين من أعمارهم، فالغرض الأساس من الاستخدام بالنسبة لهذه الفئة العمرية من الأطفال التي تتجاوز أعمارهم السن الرابعة او الخامسة او اقل من ذلك.

للأجهزة الالكترونية العديد من الآثار على الأطفال، فهي تؤثر عليهم من الناحية النفسية والصحية والعلمية والاجتماعية، ومن الناحية النفسية يجعل الاستخدام المتزايد للأجهزة اللوحية المستخدمين من الأطفال يمرون بحالة نفسية غيرة مستقرة، ويعيشون اضطرابات ينتج عنها تصرفات غريبة على الصعيد المنزلي والعائلي.

وتتأثر أيضا الحالة الجسدية للأطفال عند الاكثار من الاستخدام، وقد أظهرت نتائج دراسات متخصصة أنّ التعرض الكثير لشاشات العرض الالكترونية يتسبّب في إحداث تغييرات جذريّة في حياة الأطفال اليومية، فالتأثير من الناحية الجسدية يتمثل بضعف النمو وقد يحدث تأثيرا على الصحة العقلية أيضا.

ومن مظاهر التأثير الأخرى هي الضعف او التأخير في مهارات التفكير والتفاعل مع الاحداث المنزلية، فالتركيز الشديد والانشغال الكبير في الانعزال على الأجهزة الالكترونية يصيب الأطفال بنوع من الخمول والتراجع في عمليات التفكير وتحليل الاحداث المحيطة، وهنا ينهى المختصون عن ترك الأطفال دون عملية مراقبة شديدة لتجنب الوقوع بهذه الأمراض الخطيرة.

يمكن تصنيف الحالات التي يمر فيها الأطفال المستخدمين للأجهزة اللوحية الى جانب الامراض التي تُصيب الأشخاص على اختلافها، فالمرض النفسي والعقلي لا يقل خطورة عن الامراض العضوية التي تصيب أحد أعضاء الجسم، وتدخل الاهل في انذار طالما الفرد (الطفل) يعاني من اعراض خارجية ظاهرة للعيان.

ينتج عن كثرة استخدام الأطفال الى الأجهزة الالكترونية ضعف واضح في التعلّم اللغوي، حيث يفتقد الطفل ابسط مهارات الحديث نتيجة الانكباب على تلك الأجهزة اغلب أوقات اليوم وفي النهاية يكون لديه ضعف في الاندماج الاجتماعي مع اقرانه من أبناء المنطقة او الأقارب.

ومن الأشياء الواضحة لدى الاهل بصورة عامة ان الاستخدام الكثير للأجهزة الالكترونية يخلق نوع من الاضطرابات في الاكل والنوم بالنسبة للأطفال المدمنين على هذا النمط من الاستخدام، فبالنسبة للأكل يكون عادة ضمن وجبات منتظمة، في الصباح والظهيرة والمساء، بينما الطفل المنشغل معظم الوقت في اللعب لا يهتم لوجبة الطعام لانغماسه في عالم آخر.

هذا العالَم فرض عليه الابتعاد التدريجي عن الاهل والأجواء الاسرية، التي يكون من اهم ممارساتها هي الاجتماع على مائدة الطعام، وفي أوقات محددة، فيما يترك الطفل بمثل هذه الساعات خلف الشاشات التي تبث الاشعاعات في عيونه، مما تؤدي الى اضطرابات في النوم ومنعه من الخلود اليه كما كان في السابق قبل اللجوء الى هذه الطريقة في التسلية.

وقد تحاول بعض الاسر إيجاد منفذ للخلاص من هذه الحالة غير الصحيحة التي لازمت تصرفات الأطفال، ومن هذه المنافذ هي معرفة الأوقات المسموح بها للاستخدام؛ فالأطفال أقل من سنتين لا يُنصَح باستخدام الأجهزة الإلكترونية على الإطلاق في هذه المرحلة العمرية. حيث يحتاج الطفل إلى التفاعل مع محيطه من خلال الألعاب الحسيّة والحركيّة.

اما الأطفال من سنتين إلى خمس سنوات فيسمح لهم استخدام الأجهزة الالكترونية ساعة واحدة يوميا من الاستخدام الموجه والمفيد، مع ضرورة إشراف الأهل على نوعية المحتوى.

في حين يجب ألا تتجاوز مدة الاستخدام ساعتين يوميا، بالنسبة للأطفال أكثر من س سنوات، شريطة ان تكون هذه الساعتين موزعة على فترات قصيرة، خلال هذه المرحلة، ينبغي التركيز على تقديم محتوى تعليمي تفاعلي يشجع على التفكير والإبداع.

يمكن أن تساعدك بعض الاستراتيجيات في التحكم بالوقت الذي يمضيه طفلك أمام الأجهزة، على سبيل المثال، ضعي او ضعوا جدولا يوميا يُحدّد أوقات استخدام الأجهزة وأوقات مُخصّصة للعب وممارسة النشاط البدني

علاوةً على ذلك، يمكن أن تساعدك بعض الاستراتيجيات في التحكم بالوقت الذي يمضيه طفلك أمام الأجهزة، على سبيل المثال، ضعي او ضعوا جدولا يوميا يُحدّد أوقات استخدام الأجهزة وأوقات مُخصّصة للعب وممارسة النشاط البدني، كما يُنصَح بخلق بيئة منزليّة تُشجّع على ممارسة الأنشطة العائليّة بعيدًا عن الشاشات.

الخُلاصة: التوازن هو الحل الأمثل للتعامل مع الأجهزة الإلكترونية، فلا يصح منعها بصورة نهائية بل يمكننا استخدامها كوسيلة تعليمية وترفيهية معتدلة، ويبقى الأهم من ذلك هو تقديم بدائل حقيقية للطفل، مثل الألعاب التقليدية أو الأنشطة الخارجية التي تعزز من نموه الجسدي والعقلي لديه.

عن المؤلف

سُرى فاضل

اترك تعليقا