الهدى – ذي قار ..
شهدت الأوساط التعليمية في العراق تحذيرات من تدهور القطاع التعليمي، حيث يعاني من تردِّي البنى التحتية وزيادة الأمية والتسرب المدرسي، وسط استسهال الحصول على شهادات شكلية.
ودعت فعاليات ثقافية إلى إبعاد التعليم عن الصراعات السياسية وإطلاق إصلاحات جذرية للنهوض بالمستوى العلمي، حيث حذَّرت الأوساط الثقافية والتعليمية المشاركة في الاحتفال باليوم الدولي للتعليم، الذي نظَّمه شارع الثقافة في الناصرية، من تجهيل المؤسسات التعليمية وتراجع مستوى الاهتمام بالتعليم.
وفيما أشارت إلى استسهال الحصول على شهادات شكليَّة من جامعات غير رصينة، دعت إلى إبعاد تلك المؤسسات عن الصراعات السياسية.
وتطرَّق المشاركون في الاحتفالية، التي حضرها عدد من التربويين والأكاديميين والأدباء والمثقفين، إلى أثر الاهتمام بالتعليم على الوعي المجتمعي، وأهميته في تهذيب السلوك الاجتماعي والنهوض بواقع البلاد التي أخذت أوضاعها التعليمية والتربوية بالتردي خلال الخمسين سنة المنصرمة.
ويرى المشاركون في الاحتفالية، أن “مستوى التعليم في العراق شهد تراجعًا كارثيًّا بسبب ضعف الاهتمام بتطوير قدرات الملاكات التربوية والأكاديمية، واستسهال الحصول على الشهادات (العلمية) التي وصفوها بـ(الشكلية) من جامعات غير رصينة”.
كما أشاروا إلى “أثر تردِّي البنى التحتية للمدارس، وزج المؤسسات التربوية في معترك الصراعات الحزبية والتنافس السياسي على مستوى التعليم”، داعين إلى إعادة النظر في السياسة التعليمية، وإبعاد المؤسسات التربوية والأكاديمية عن التنافس السياسي، ومؤكدين على دور القيادة في العملية التربوية لما لها من أثر مهم في التأثير في نتائج التعلُّم.
وقال المشرف العام على شارع الثقافة في مدينة الناصرية، الدكتور هيثم عبد الخضر، إن “الاحتفاء باليوم الدولي للتعليم شبه غائب عن المؤسسات التعليمية، رغم أنه يوم خاص بالتعليم بصورة عامة ولا يقتصر على الاحتفال بيوم المعلم أو الطالب فقط، كون كل مناسبة من هذه المناسبات لها يوم خاص”.
وبين أن “مصير الإنسان ومستواه العلمي والمعرفي مرتبط بالتعليم، وأن أثر الاهتمام أو عدم الاهتمام بالتعليم ينعكس إيجابًا أو سلبًا على حياة المجتمع وتطور البلاد”.
ويرى عبد الخضر أن “الأوضاع السياسية والاقتصادية والأحداث والحروب التي شهدتها البلاد طيلة نصف قرن ألقت بثقلها على التعليم ومؤسساته التربوية والأكاديمية”،
وتطرق إلى ما خسرته تلك المؤسسات من كفاءات بسبب الحروب وهجرة الكفاءات، فضلاً على التراجع الحاصل في المستوى العلمي والمعرفي لدى الملاكات التربوية والأكاديمية مقارنة بحقبة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين”.
وعن أثر التنافس السياسي على المؤسسات التعليمية، قال المشرف العام على شارع الثقافة إن “المؤسسات التعليمية والصحية وكل المؤسسات التي تتعلق بتقديم الخدمات للمواطنين ينبغي أن تكون بمنأى عن أجواء التنافس والصراع السياسي”،
ولفت الى أن “زج هذه المؤسسات في المعترك السياسي يجعلها حلبة صراع للإرادات السياسية، وهذا ما سينعكس سلبًا على العملية التربوية والتعليمية”.
ويحتفل العالم باليوم الدولي للتعليم، وذلك بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في عام 2018، الذي أعلن يوم (24 كانون الثاني/يناير) من كل عام يومًا دوليًّا للتعليم؛ احتفاءً بالدور الحيوي الذي يؤديه التعليم في تعزيز السلام والتنمية والمساواة في جميع أنحاء العالم.
ويواجه قطاع التعليم في محافظة ذي قار جملة من التحديات، من بينها نقص الأبنية المدرسية وتقادمها، واكتظاظ الفصول والقاعات الدراسية، ونقص الملاكات والاختصاصات التعليمية.
وبالتزامن مع إطلاق مبادرة «العودة إلى التعليم» التي أعلنت عنها الحكومة المركزية في (أواسط عام 2024)، طرحت عدد من المنظمات المهنية والمجتمعية جملة من الحلول لإنجاح المبادرة، مشدِّدة على أهمية تأهيل الأبنية المدرسية وتأمين بيئة مناسبة للتعليم، ودعم الأسر الفقيرة وتمكينها من توفير المتطلبات الدراسية لأفرادها.
وكان المشاركون في ندوة إصلاح التعليم، قد حملوا الأحزاب السياسية المتنفذة مسؤولية انهيار التعليم وارتفاع معدلات الأمية وإشاعة التخلف في المجتمع، فيما شددوا على أهمية اعتماد الكفاءة والخبرة في مجال إدارة التعليم بدلًا من الولاء الحزبي لشغل المناصب.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء قد أعلن يوم الأحد (19 كانون الثاني/يناير 2019) أن عدد التلاميذ التاركين في المدارس الابتدائية بلغ 131,468 تلميذًا وتلميذة في العام الدراسي 2017-2018، وأن نسبة الإناث منهم 47.5 بالمئة، مشيرًا إلى أن المدّة ما بين (2013-2014 إلى 2017-2018) شهدت زيادة في أعداد التلاميذ التاركين بنسبة 28.8 بالمئة، حيث كان عددهم 101,043 تلميذًا وتلميذة في العام الدراسي 2013-2014.