بأقلامکم

الأبراج ثقافة أم خرافة

من طبيعة النفس البشرية؛ الفضول، وان تميل الى الاطلاع لما يخفيه المستقبل والى تصديق بعض الاشاعات وجعلها حقيقة وهمية لان العجلة من طبع الانسان: {وخلق الانسان عجولا}. (سورة الأنبياء، آية:11).

ومن هذه الاشاعات؛ الأبراج، وهذه ليست بالحديثة وانما لها جذور تاريخية، وكان المنجمون والمعبرون هم الاقرب مكانا للملوك، فهذا فرعون قد تنبأ له المعبرون بقدوم غلام سيفني ملكه ويقضي على مملكته، فأصدر قراراً بقتل الرُضع الذكور.

وهذا يدل على ضعف شخصيته وكفره بقضاء الله وقدره، وظن انه بفعلته هذه يرسم الخلود لشخصه، ولكن مشيئة الله ــ سبحانه ــ شاءت ان تحمل به أمه وتلده في الخفاء وليس ذلك فقط، بل ان يتربى في قصره وامام عينيه!

فالقضية التي كان يؤمن بها بداخله قادته الى القتل وسفك الدماء والافساد، فارتطم بواقع القضاء والقدر الذي كان من المفترض ان يؤمن به ولكنه استكبر وأبى.

فالعجب كل العجب من أولئك الذين يصبحون ويمسون وهم منغمسون بهذا الجانب الوهمي الشيطاني، قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً}. (سورة الجن، آية:6).

قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذاب يصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل الله من كتاب” (وسائل الشيعة، ج ١٧، الصفحة: ١٥٠).

وقال تعالى عن لسان نبيه الخاتم، صلى الله عليه واله، في كتابه الكريم: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

نحن نعيش وفق ما يكتبه الله لنا، ومن ثمّ لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، وكل هذه الآيات القرآنية قواعد ربانية ينبغي ان نسير وفق نهجها، لا وفق الترهات والخزعبلات التي تستهدف ضعاف النفوس والعقول فترديهم وتسيء عواقبهم.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا