الاساس في العلاقات الزوجية هي ان تُبنى على التفاهم والاحترام وتقبل الآخر وتحمله قدر الممكن، فلا احد كامل ولا مثالية في هذه الحياة المليئة بالأخطاء والهفوات المقصودة وغير المقصودة، والتركيز على بعض السلوكيات وانتقادها بصورة مستفزة من قبل الزوجين يفسد العلاقات ويذهب بها باتجاه التفكّك، فكيف يمكن ان يكون الانتقاد أداةً للتعديل وليس العكس؟
احياناً يحدث وعلى طريقة المزاح يبالغ الزوجين في السخرية من ازواجهم والانتقاد لهم بصورة متكررة، وفي احيان كثيرة يحدث أن يقوما بذلك امام الابناء وامام عامة الناس، وهو بالطبع ما يثير الغضب ليشعل ذلك فتيل الازمات وبالتالي تشتعل النيران التي لا تذر اخضراً ولا يابسا إلا واحرقته.
وفى أحيان أخرى يصبح الانتقاد هو لغة الازواج الرسمية وعينهم التي لا يرون بها سوى السلبيات ولا يتورعون عن انتقاد أي فعل يقوم به الطرف الاخر ويؤنبه دائما على أخطائه بعد ان يترصدها، فكيف يتم التعامل من قبل الزوجة مع انتقادات الزوج وانتقادات الزوجة لزوجته في ذات الوقت.
اول ما يجب الالتفات اليه هو ان الانتقاد السلبي بين الازواج اكبر معول ممكن ان يهدم الاسرة
ربما في الانتقاد اهمية كبيرة من اجل تطويق المشكلات والحد من انتشارها وبالتالي تنعكس على الحياة الاسرية بصورة عامة وعلى الاولاد بصورة خاصة، إذ ان المشكلات الاسرية اسرع من يأثر بها الاولاد وربما الاكثر تضرراً منها هم، لذا ومن منطلق المسؤولية والوعي بالمصير يجب ان يفهم الزوجين انعكاسات جميع تصرفاتهم علة اولادهم ومنها طريقة واسلوب النقد الذان يفسدان للود قضية.
ماهي طرق الانتقاد المثمرة؟
يمكن للزوجين ان ينتقدا انصافهما من اجل التصحيح في سلوك ما يُتعقد انه غير مرغوب او غير مفضل، ومن اهم هذه الطرق هي:
اول ما يجب الالتفات اليه هو ان الانتقاد السلبي بين الازواج اكبر معول ممكن ان يهدم الاسرة، سواء أكان الزوج من الأقارب، أو أصدقاء او غير ذلك، فعلى الزوجين ان يحسنا طرق الانتقاد بعيداً عن الاستفزاز، ويفضّل ان يكون في المكان والزمان الصحيحين، لئلا يصبح الامر خالي الأثر، او انه يتحول من الهدف الاصلاحي الى الهدف الذي يثر الصراعات والتشنجات بين الازواج من دون فائدة تذكر.
ومن المهم ان يكون طرح الانتقاد بأسلوب مريح وغير ناقم وحبذا لو يبدأ الكلام بذكر الايجابيات قبل البدأ بالسلبيات، لما لذلك من أثر نفسي ايجابي يبعث على الراحة ويعطي انطباعا بكون الايجابيات مشخصة وليست السلبيات فقط، وبالتالي يتم التعامل من الشخص المُنتقَد ان الامر يجري لغرض التصحيح وليس العكس وبالتالي يكون التعاطي معه بأريحية وتقبل والعكس هو الصواب.
كما ان تقديم الانتقاد من قبل احد الزوجين يفضل ان يأخذ طابع المرح والمزاح المنضبط وغير المستفز حتى، وان كان السلوكية المراد تصحيحها مؤذية ومزعجة، ولو نجح الازواج في ذلك فإنهما سيسلكان اقصر الطرق من اجل تعديل السلوك غير المرغوب فيه، وإحلال سلوك آخر اكثر مقبولية ونضجاً وتفضيلاً للشريك، فالمهم في الحياة الزوجية التناغم والعمل على تحقيق الاستقرار الاسري.
من المهم ان يكون طرح الانتقاد بأسلوب مريح وغير ناقم وحبذا لو يبدأ الكلام بذكر الايجابيات قبل البدء بالسلبيات، لما لذلك من أثر نفسي ايجابي يبعث على الراحة ويعطي انطباعا بكون الايجابيات مشخصة وليست السلبيات فقط
وحين ينتقد احد طرفي الشراكة المقدسة الطرف الآخر ويتم بعد ذلك تعديل السلوك للتغيير نحو الافضل يقف الانتقاد، ففي مثل هذا الحالة يجب الامتناع عن التذكير بهذه السلوكية، لان التذكير يستفز الاخر ويحوله الى كتلة من العناد والرفض، وبذا هو يمتنع من ان يغير ما به من علة وان كانت بسيطة انتصاراً لنفسه بعد ان تعرض للاهانة والتنكيل.
في الختام ايها الكرام من الجنسين واعني المتزوجين: من الضروري ان تنتقد ما تراه غير جيد من سلوكيات الشريك، لكن عليك مراعاة ماذكرناه اعلاه ليصل الطرفان الى نقطة التقاء بدلاً من التفكك الذي يضرب العائلة لا سامح الله.