الهدى – الكاظمية المقدسة ..
في ظل أجواء إيمانية، تحولت مدينة الكاظمية المقدسة إلى محطة تجمع لملايين المسلمين الوافدين من بغداد والمحافظات، وحتى من خارج الحدود، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).
وتحيي الجموع المعزية الذكرى الاليمة في مشهد يعبر عن وحدة الروح والإيمان، وسط تنظيم أمني محكم وخدمات متكاملة، حيث تتوفر كل سبل الراحة للزوار، من الطعام والماء إلى تنظيم حركة المرور بسلاسة، مما يسمح للمعزين بالوصول إلى مرقد الإمام الكاظم (عليه السلام) دون عناء.
ولا تقتصر الجهود على الخدمات المادية فحسب، بل تمتد إلى جهات متطوعة تعمل بصمت، لتقديم الدعم المعنوي للزوار.
من جهته قال نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة رئيس لجنة الزيارة المليونية، سعد الحجية، أن البرنامج الثقافي لمراسم الزيارة، بدأ قبل ثلاثة أيام، بإقامة المجالس الحسينية صباحاً ومساءً وإحياء الليالي المباركة داخل العتبة، فضلاً عن حضور المواكب الحسينية من جميع المحافظات لتقديم العزاء بذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، كاشفاً عن نصب 200 موكب عزاء داخل الكاظمية المقدسة، ومؤكداً منع نصب المواكب الخدمية على طول شارعي بابي المراد والقبلة، لمنح حركة الزائرين الإنسيابية الكاملة.
بدورها، قامت بلدية الكاظمية ضمن استعداداتها للزيارة الرجبية، بإطلاق حملات لتنظيف مداخل المدينة وأحيائها السكنية والشوارع الرئيسة، مع رفع محاور تجميع النفايات، فضلاً عن قيام قسم النظافة ولجنة إزالة التجاوزات بالتعاون مع القوة الماسكة للأرض، برفع البسطات في باب الدروازة التي تعارض مرور الزوار، إلى جانب تنظيم حملة توعية من قبل الشرطة المجتمعية، لأصاحب المواكب المتواجدة بالمدينة والزائرين، شملت توزيع (فولدرات) توعوية تخصُّ عدم رمي النفايات في الأماكن العامة أو التجاوز على الحدائق والمزروعات والإبلاغ عن أي حالة مشبوهة تخصُّ الأمن الداخلي.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، الدكتور سيف البدر، في تصريح صحفي، جهوزية قسم العمليات والخدمات الطبية الطارئة قبل وبعد وأثناء الزيارة، واستنفار جميع الملاكات الطبية والصحية والإدارية، مشيراً إلى التنسيق مع دوائر صحة المحافظات، لتقديم خدماتها الطبية والصحية والوقائية للزائرين، مع تجهيز دوائر صحة بغداد بوجبة تعزيزية من الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن تواجد فرق الرقابة الصحية بجميع مناطق العاصمة وأطرافها، للإشراف والمتابعة الميدانية على المواكب الحسينية والأسواق والمحال والمعامل الغذائية بالتنسيق مع غرفة عمليات بغداد.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأربعاء، عن إطلاق خطتين للتوعية والخدمة بموازاة الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة الرجبية، فضلاً عن وضع تسهيلات لحركة دخول الزائرين.
وقال المتحدث باسم الوزارة، العميد مقداد ميري، في تصريح صحفي، إنه “تمت المباشرة بتنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بزيارة استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، حيث تضمنت الخطة في مرحلتها الأولى، تنفيذ العمليات الاستباقية والتي سبقت الخطة الأمنية، أما المرحلة الثانية فهي فحص وتجريب القطعات على الأرض وتم إعداد خطة مشابهة للخطة المنفذة حالياً، وتضمنت المرحلة الثالثة، دخول الخطة فعلياً وبدأت جموع الزائرين تتجه نحو مدينة الكاظمية المقدسة” .
في الشأن نفسه، أوعز مدير المرور العام اللواء الدكتور عدي سمير حليم، خلال اجتماعه مع آمري القواطع في جانبي الكرخ والرصافة، بتكثيف الجهود والاستعداد لتطبيق خطة الزيارة الرجبية وأداء الواجب بهمة عالية لخدمة الزائرين، حاثَّاً على العمل وفق البرنامج المروري الجديد المتضمن خططاً لاحتواء الكثافات وتحقيق الإنسيابية، مع تكثيف الانتشار وتوزيع الموارد البشرية في التقاطعات والساحات، بما يتلاءم مع الزخم المروري، مع التأكيد على حسن التعامل وإبداء المساعدة للمواطنين.
مدير شركة توزيع المنتجات النفطية حسين طالب، أوضح من جهته في بيان صحفي: أن شركته عززت حصة بغداد من منتوج (الكاز) إلى 7500 م3/يوم، بدلاً من 6500 م3/، وكذلك كمية 2500 م3 من النفط الأبيض، كما خصصت 100 لتر لكل موكب مسجل في الكرخ والرصافة لتغطية احتياجاته لخدمة الزائرين، كما تم تجهيز المركبات الحكومية التي لا تحمل لوحات مرورية للمساهمة بنقل الزائرين بكمية 200 لتر من زيت الغاز يومياً وبالكمية نفسها للمركبات التي تحمل لوحات مرورية سعياً منها لتقديم التسهيلات وتلبية إحتياجات المواكب المشاركة في مراسم الزيارة.
وتابع أنه تم أيضاً توفير اسطوانات الغاز السائل لتوفير احتياطي في المعامل الحكومية والأهلية، مع تمديد ساعات العمل بعد الدوام الرسمي للمعامل القريبة من طريق الزائرين، علاوة على زيادة رصيد ساحات الغاز الواقعة على طريق المواكب الحسينية.
هذا وشهدت العتبة الكاظمية المقدسة، مساء يوم أمس الأربعاء، استبدال رايتي قبتي الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام برايتي الحزن السوداء.
وشارك في المراسم، الأمين العام للعتبة الكاظمية، الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس الإدارة، وممثل المرجعية الدينية العليا في الكاظمية الشيخ حسين آل ياسين، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة.
واستهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية ألقاها أمينها العام.
وبيّن الشمري إن مراسم استبدال الرايات اليوم تعزز الأواصر الروحية وتجمع الزائرين في أجواء مليئة بالتأمل والاتصال بالله، تجمع القلوب وتجسد وحدة محبي أهل البيت عليهم السلام لإحياء شعائر الله وإبراز حقهم عبر الأجيال ونشر علومهم مما يعزز من تلاحم المحبين والموالين تجاه القيم التي يمثلها الإمام صاحب الذكرى.
و أضاف إن هذه الرايات التي ترفع على قبتي الإمامين الجوادين عليهما السلام هي شعار ولاء وتجديد عهد، واستحضار القيم والمواقف واستذكار السيرة العطرة للإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
وبعدها شهدت المراسم التأبينية مشاركة عزائية للمواكب والهيئات الحسينية في مدينة الكاظمية حاملين فيها رايات الولاء بهذه الفاجعة الأليمة، واختتمت المراسم باستبدال الرايتين المباركتين، اعقبها قراءة مجموعة من المراثي العزائية.
