الهدى – دمشق ..
رفض وجهاء وأهالي منطقة السيدة زينب قرب العاصمة السورية دمشق، طلب وفد مديرية الأوقاف في ريف دمشق بمصادرة مقام السيدة زينب (عليها السلام)، معربين عن استغرابهم من هذا الطلب، سيما وأن هناك لجان خاصة تقوم بأعمال الرعاية والاهتمام بالمقام.
وقالت مصادر أهلية من سكان منطقة السيدة زينب، إن وفدًا من مديرية الأوقاف السورية في محافظة ريف دمشق زار المنطقة، وطلب الاجتماع مع المسؤول عن مقام السيدة زينب المعروف بـ “أبو تيم”.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد أبلغ المسؤول عن المقام قرار وزارة الأوقاف السورية الذي ينص على “وضع المقام وحساباته وكل ما يتعلق به” تحت إدارة الوزارة.
ولفتت المصادر إلى أن وجهاء وأهالي منطقة السيدة زينب رفضوا هذا الطلب، وأبلغوا مندوب وزارة الأوقاف رفضهم تنفيذ القرار محذرين من تداعياته.
وبحسب المصادر، فإن المندوب أبلغ الاهالي بعد رفضهم القرار “ضرورة مراجعة الجهات الأمنية والسياسية ووزارة الأوقاف في الحكومة الانتقالية الجديدة”.
وفي الوقت الذي نشرت فيه، بعض صفحات الفيسبوك مجريات ما حدث بين الأهالي ومندوب وزارة الأوقاف السورية، استغرب الأهالي في تصريحهم تصرف الوزارة وتوقيته.
وقال “أبو حيدر” أحد الوجهاء في منطقة السيدة زينب: “هل ستصادر وزارة الأوقاف جميع الأوقاف الدينية في سوريا؟ وهل ستصادر الكنائس والمقامات الدينية كما هو الحال في مقام السيدة زينب؟ وفي حال رغبتها ونيتها ذلك هل ستوافق الكنيسة معها على هذا التدخل؟”.
وأضاف أبو حيدر: “نحن لم نطلب من الوزارة الدعم أو تسديد الفواتير أو حتى تقديم الرعاية والاهتمام للمقام، وهناك لجان خاصة تقوم بهذه الأعمال، فما هي غايتها من ذلك، فهذا التصرف غريب، ولأول مرة يحدث”.
وأشار أبو حيدر إلى أن “الزوار من الدول العربية أو من إيران لمقام السيدة زينب معدومين، والفنادق ليس فيها وفود، ولا حجاج منذ سقوط النظام السوري، والزوار للمقام يدخلون لإقامة الصلاة ويخرجون دون ممارسة أي طقوس دينية خاصة، ولا أي مبرر من أجل استيلاء وزارة الاوقاف على المقام”ن مؤكدا أن “المنظمات الدولية تراقب ما يجري في سورية، وهي لا توافق على هذا التدخل”.
وتساءل الوجيه السوري، أبو حيدر، “لماذا لم يتم مخاطبة الكنائس والمراقد الدينية الأخرى قبل مرقد السيدة زينب؟”.
ويثير تصرف وزارة الأوقاف في الحكومة السورية، عدة أسئلة حول توقيت هذا الطلب، لا سيما أن الحكومة مؤقتة وليس من اختصاصها هذا الطلب، إضافة إلى تساؤلات حول توقيته الذي جاء بعد الادعاء بتوقيف عصابة تريد تفجير المقام، وذلك وسط آمال من وجهاء وأهالي المنطقة بتراجع الأوقاف السورية عن هذا القرار.