التربية من أكثر الأدوار الحياتية تعقيداً وحرجاً في وقتنا الحالي، ومع الوقت قد تزاد صعوبة في القادم من الأيام لدواعٍ عديدة منها مواقع التواصل والهرج الذي تصدره للمجتمع، سيما مع عدم وجود رقابة عليها، ومن الارهاصات التي تواجه الآباء والمربين هو تربية الابن الذكر على سلوكيات الانثوية، وتربية الانثى على سلوكيات الذكر، وما نود التسليط عليه هو تربية الذكر على الرجولة بدلاً من التربية على الذكورة، فما السبيل الى ذلك؟
يعيش الآباء والمربين صراعاً في تربية ابنائهم الذكور مع عمد الكثير من المنظمات والجهات العابرة للحدود ومن ورائهم دول عظمى الى إذابة الهوية الرجولية إن صح تعبيري تحت يافطة حق اختيار الجنس، فيحاولون تغير صنع الله والتلاعب به، فمع كوننا في بلدان المسلمين لازلنا أكثر حفاظاً على هوية أبنائنا، لكن الخشية من امتداد طمس الهوية وتشويها وابتعادنا عن أسس تربيتنا الإسلامية.
في المجتمعات العربية التي تهتم بتربية الطفل كرجل صغير قد تقع العديد من الأخطاء الشائعة، منها أن بعض الآباء يعلّمون أبناءهم مفهوم الرجولة من خلال تعليمهم التسلّط على الآخرين والعناد، وكبت المشاعر، والمكابرة، والقسوة والعنف وغيرها، لذلك لابد من تسليط الضوء على أسلوب تربية الأهل للأطفال الذكور بطريقة صحيحة، وتعريفهم بمعنى الرجولة الحقيقية ومبادئها ومعالمها.
في المجتمعات العربية التي تهتم بتربية الطفل كرجل صغير قد تقع العديد من الأخطاء الشائعة، منها أن بعض الآباء يعلّمون أبناءهم مفهوم الرجولة من خلال تعليمهم التسلّط على الآخرين والعناد
معالم غياب التربية على الرجولة:
من صور غياب تربية الذكور على الرجولة هي السلوكيات الكارثية التي يصدرها الشبان من ارتدائهم لملابس اشبه بملابس الاناث، وتسريحات الشعر والوانه النسائية، وطريقة الكلام الانثوية، وطريقة المشي وغيرها من السلوكيات التي نراها على الدوام لدى الكثير من المراهقين وحتى الشباب الذين لم يجدوا قدراً كافياً من التربية على الرجولة.
لماذا يجب تربيته على الرجولة؟
العلّة من تربية الطفل على الرجولة هي أن يتحمل المسؤولية منذ بداياته عبر منحه أدواراً حياتية تناسب جنسه وعمره، فيبدأ بالمهام الصغيرة وينتهي الى المهام الكبيرة التي يحتاجها في حياته، وهذا لا يعني ابداً ان المسؤولية هي سلوكيات ذكورية فقط، فحتى الاناث عليهنّ تحمل المسؤولية التي تناسب جنسهن وعمرهن ووفق حاجتهن الفعلية.
كيف نربي أبنائنا على الرجولة؟
من البديهي أن تختلف تربية الذكور عن تربية الإناث، وتربية الذكور على الرجولة منذ الصغر يتطلب منا القيام بالتالي:
1-اول ما يجب تربية الطفل الذكر عليه لكي يكون رجلاً حقيقياً في المستقبل هو تعليمه ان يتجنب القسوة والخشونة المفرطة بالتعامل مع اهله، و اخوانه، واقرانه، فالرجولة لا تعني القسوة مطلقاً، بل من علامات الرجولة العطف على الاخرين، ومداراة مشاعرهم، والابتعاد عن التعالي عليهم وهو ما يجعل الذكر رجلاً مميزاً بعطفه في التعامل مع زوجته وابنائه والمجتمع بشكل عام في المستقبل.
2- يجب تعليم الطفل الذكر ان الرجولة تعني بالضرورة الالتزام بمحددات الرجولة من ملبس وقصات شعر وطريقة التحدث، وغيرها من السلوكيات التي تخص الرجال دون غيرهم، فحين يشذ عن هذه المحددات سيكون أقرب الى النساء، وبالتالي يتربى على حقيقة ان الرجل يختلف عن المرأة في مثل هذه التفصيلات لذا يجب تجنب غير الصحيح منها.
3- ومن الأهمية بمكان ان يربي الوالدان أبناءهم الذكور على قدر من الثقة بأنفسهم بعيداً عن الافراط في ذلك، لكون الافراط يؤدي الى مشكلات سلوكية مستقبلية؛ مثل التسلط على اخوانه الأصغر منه، وحتى على امه إذا كانت متساهلة معه، وقد تؤدي الثقة الزائدة الى المطالبة بأدوار أكبر من عمره، او الانجرار في مجموعات ذات سلوكيات غير سليمة، مما يؤول به إلى طريق وعر لا رجعة منه، لذا نشدد على الحدود المناسبة للحرية والثقة التي تمنح للطفل.
اول ما يجب تربية الطفل الذكر عليه لكي يكون رجلاً حقيقياً في المستقبل هو تعليمه ان يتجنب القسوة والخشونة المفرطة بالتعامل مع اهله، و اخوانه، واقرانه، فالرجولة لا تعني القسوة مطلقاً، بل من علامات الرجولة العطف على الاخرين
4- لابد للطفل الذكر ان يحاول اهله والمسؤولين عنه تعليمه الاعتماد على نفسه ليكون، اذ ان الاعتماد على النفس هي إحدى الركائز المهمة في بناء شخصية قوية للطفل وخاصة الذكور في مجتمعاتنا العربية، وبهذه الأمور الأربع يمكن ان نربي أطفالنا على الرجولة وليس الذكورة.