الهدى – متابعات ..
كشف رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، عن أن العراق فقد نحو 30% من أراضيه الزراعية المنتجة نتيجة التغيرات المناخية، ما جعله يحتل المرتبة الخامسة عالميًا بين الدول الأكثر تأثرًا بالاحتباس الحراري.
وأوضح الغراوي في بيان صحفي، أن التغيرات المناخية تمثل تهديدًا مباشرًا لاستدامة الموارد الطبيعية والتنمية البشرية في العراق.
وأظهرت البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ منتصف القرن العشرين، مع توقعات بزيادة تصل إلى 2.5 درجة مئوية بحلول عام 2050 في حال غياب التدابير الفعالة.
وأشار البيان إلى أن نصيب الفرد من المياه العذبة انخفض إلى أقل من 1,000 متر مكعب سنويًا، مما يضع العراق ضمن الدول التي تعاني من الإجهاد المائي الشديد.
كما انخفض منسوب نهري دجلة والفرات بأكثر من 50% مقارنة بالمعدلات التاريخية، مع تصاعد تأثير الجفاف المتكرر الذي قلّص مساحة الأراضي الزراعية بنسبة تجاوزت 30%.
وأكد الغراوي أن 39% من أراضي العراق تعاني من التصحر، فيما تواجه 54% خطر التدهور البيئي. وتزامن ذلك مع زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 3% سنويًا، واعتماد العراق بشكل كبير على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، مما أسهم في تفاقم التلوث الهوائي في مدن كبرى مثل بغداد والبصرة.
من جهة أخرى، شهد العراق ارتفاعًا ملحوظًا في معدل العواصف الرملية والغبارية، حيث وصل إلى 272 يومًا سنويًا في بعض المناطق، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 300 يوم بحلول عام 2030.
وأشار الغراوي إلى أن التغير المناخي أدى إلى تداعيات متعددة، أبرزها في الجانب الاقتصادي حيث يخسر سنوية مليارات الدولارات بسبب تدهور الزراعة والكوارث الطبيعيةن واجتماعيًا عبر نزوح أكثر من 100,000 شخص نتيجة ندرة المياه وتدهور البيئة، خاصة في جنوب العراق، وبيئيًان من خلال تهديد التنوع البيولوجي مع فقدان أنواع نباتية وحيوانية تعتمد على المياه العذبة.
وطالب الغراوي الحكومة العراقية بإطلاق استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التحديات البيئية الناتجة عن التغير المناخي.
وأكد على أهمية تحسين إدارة الموارد المائية، وتعزيز الغطاء النباتي، والاعتماد على تقنيات الطاقة المتجددة.
كما وشدد على ضرورة وضع سياسات بيئية صارمة، تعزيز الوعي المناخي، ودعم القطاع الزراعي عبر تقديم الدعم المالي والتقني للمزارعين، إضافة إلى تحسين البنية التحتية وتحضير خطط طوارئ للتعامل مع الكوارث الطبيعية.
ودعا الغراوي إلى تعزيز التعاون الإقليمي مع دول المنبع، والانضمام إلى المبادرات العالمية مثل اتفاق باريس للمناخ للحصول على الدعم الدولي لتنفيذ مشروعات بيئية وتنموية، بما يسهم في تقليل آثار التغير المناخي على العراق وضمان استدامة موارده الطبيعية.
هذا وتحاول الحكومة الحالية ايجاد مقومات لإنعاش زراعة النخيل وتحويله من مشروع غير منتج إلى مشروع ناجح نتيجة تحسن الوضع الأمني وتوفير طرق الري الحديثة وكذلك الاهتمام غير المسبوق من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وعممت الحكومة طريقة الزراعة النسيجية التي تسرّع عمر الإنتاج للنخلة إلى سنتين أو ثلاث كحد أقصى حيث نجحنا بزراعة أكثر من مليوني نخلة كمرحلة أولى لتصل أعداد النخيل في العراق إلى أكثر من 22 مليوناً لأول مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي”.
وعاد الكثير من الفلاحين الذين تركوا زراعة النخيل لممارسة العمل نتيجة توفر مقومات النجاح، ما مكن العراق من تصدير 650 ألف طن من التمور خلال العام الماضي فقط”.