الهدى – بغداد ..
أثمرت حملة “العودة إلى التعليم” التي أطلقتها الحكومة في أيلول الماضي، عودة 260 ألف متسرب لمقاعد الدراسة خلال العام الدراسي 2024 – 2025.
وقال المتحدث باسم الوزارة، كريم السيد، إن “ملف التسرب المدرسي هو واحد من أبرز الملفات التي عملت عليها الوزارة بالتعاون مع جهات عديدة، وإن حملة “العودة إلى التعليم” تعد الأفضل على مستوى تقليل نسب التسرب، والتي أطلقت بالتعاون مع مستشارية مكتب رئيس الوزراء لشؤون التربية والتعليم، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”.
وأضاف أنه كان مخططاً للمشروع أن يستهدف 150 ألف طالب في عموم العراق، إلا أن ما حققته الحملة من نجاحات وصل إلى إعادة نحو 260 ألف طالب إلى المقاعد خلال العام الدراسي 2024 – 2025 بسبب إجراءات التحفيز التي اتبعتها الفرق التي شكلت لهذا الغرض.
وتابع السيد، أن الوزارة شكلت فرقاً تقوم بجرد الطلبة الذين ابتعدوا عن المدارس لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، بالوصول إلى العائلة والجلوس مع التلاميذ والطلبة لغرض إعادتهم إلى المدرسة وتقليل الضغوطات عليهم، مشيراً إلى أن البعض كانت لديهم مشكلة تكرار الرسوب في نفس الصف.
ولفت السيد، إلى أن محافظتي نينوى وميسان حققتا أعلى المعدلات في عودة التلاميذ والطلبة إلى مقاعد الدراسة ضمن حملة “العودة إلى التعليم”، من بين المحافظات الأخرى، مشددا على حرص الوزارة على إعادة طلابها إلى مقاعد الدراسة ومنح الفرصة لهم بشكل عام.
ونوه المتحدث باسم الوزارة، بأن هناك الكثير من المشاريع التي أسهمت في إعادة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، كالمنحة المالية التي أسهمت بدعم التلاميذ الذين لديهم مشكلات اقتصادية، وذلك لتقليل الضغوطات والأعباء عليهم، فضلاً عن النهوض بواقع البنى التحتية التربوية إثر دخول نحو ألف مدرسة إلى الخدمة.
ونبّه إلى أن تلك المدارس جاذبة للتلاميذ والطلبة، وتحوي بيئة ممتازة يمكن من خلالها إعطاء الحصة في داخل الصف بالصورة النموذجية الصحيحة.
وفي سياق آخر قال المتحدث باسم وزارة التربية، إن عدد المدارس الطينية في العراق بحدود أكثر من 100 مدرسة، وتحديداً في محافظتي ذي قار وصلاح الدين.
وبخصوص عدد المدارس الكرفانية، أوضح كريم السيد أنها أكثر من 1000 مدرسة، مشيراً الى أن نحو 1200 مدرسة آيلة للسقوط بحاجة الى ترميم واعادة صيانةن مشيرا الى أن هذه الأرقام هي المتوفرة لدى وزارة التربية.
يذكر أن الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد الغزي أعلن في وقت سابق، أن مطلع العام 2025 سيشهد تسليم آخر وجبة من المدارس النموذجية إلى وزارة التربية، فيما بين أنه تم الاتفاق على تحويل 50 مدرسة منها إلى ذكية في جميع المحافظات.
من ناحية أخرى تعتزم وزارة التربية عقد مؤتمر وطني الشهر المقبل، لمعالجة ظاهرة التسرب المدرسي.
وحول ذلك قال رئيس فريق التواصل الحكومي، عمار منعم، إن المؤتمر الذي سيعقد الشهر المقبل تحت شعار “معا لبناء مستقبل تعليمي بلا تسرب”، سيشرف عليه مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون التربية والتعليم.
واشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى دراسة العوامل والأسباب المؤدية إلى التسرب المدرسي، وتقييم السياسات الحالية والتدخلات المطبقة لمكافحة هذه الظاهرة، فضلا عن تسليط الضوء على الآثار المترتبة للتسرب، وتقديم دراسات علمية معمقة وأبحاث دقيقة بهذا الشأن .
وتابع منعم، أن المؤتمر يهدف أيضا إلى وضع ستراتيجيات وقائية قائمة على الأدلة العلمية التي تسهم في الحد من الظاهرة، وتعزز التحاق الطلاب بالمدارس، مشددا على ضرورة تشجيع التعاون بين الباحثين وصانعي القرار لتطوير آليات جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالتسرب المدرسي بدقة وفعالية.
وبين منعم، أن المؤتمر سيتناول أيضا، تفعيل دور البحث العلمي في معالجة القضايا التعليمية، وذلك بسبب أهمية الدراسات العلمية كأداة لفهم المشاكل ووضع حلول مستدامة لها، مشيرا إلى تسليط الضوء على دور المجتمع في تعزيز الشراكات بين المدارس والأسر.