الأخبار

أتباع آل البيت “عليهم السلام” بنيجيريا يحيون الذكرى التاسعة لمجزرة زاريا

الهدى – متابعات ..

أحيى أتباع آل البيت الأطهار “عليهم السلام” في نيجيريا، أمس الأحد، الذكرى التاسعة لمجزرة “زاريا” المروّعة عام 2015، حيث شهدت البلاد واحدة من أسوأ الجرائم الإنسانية في تاريخها الحديث، عندما أستشهد مئات المدنيين الشيعة على يد الجيش الحكومي.
وعلى الرغم من إنكار قيادة الجيش ارتكابها المجزرة، إلا أن “منظمة العفو الدولية” قد أكدت حدوثها، مشيرةً إلى أدلة دامغة على وقوع انتهاكات جسيمة بحق المؤمنين، حيث زعم جيش النظام النيجيري، محاولة أفراد من الجموع اغتيال رئيس أركانه حينها، الفريق “طاهر بُراتاي”، وهو ما نفته منظمات حقوقية محلية، متهمةً الجيش بتنفيذ مجزرة متعمدة بحق مواطني بلاده.
وخلال الفعالية التي أقيمت في ولاية “كادونا”، تخللت الذكرى شهادات صادمة من الضحايا وأسرهم، ممن تحدثوا عن المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها المجزرة، حيث ذكر “مصطفى”، وهو أحد الناجين ممن طاله رصاص الجيش مما أسفر عن إصابته بالشلل، أن “ما فعلته قوات الأمن بنا كان ظلمًا صارخًا لمجرد أننا كنا نمارس عقائدنا بسلام”، فيما أكّدت أرملة فقدت زوجها خلال المجزرة، إنه “لم يعد هناك من يعيل أسرتها، حيث أصبحت تخوض معركة يومية لإطعام أطفالها”.
وفي كلمته خلال الذكرى، وصف الاكاديمي النيجيري “ناصر هاشم”، الوضع بأنه “عار على الإنسانية”، مشيرًا إلى أن غياب العدالة هو ما يتيح تكرار مثل هذه الجرائم، مع تأكيده على إن القادة في هذا البلد يستفيدون من الظلم، حيث لن تتحقق العدالة دون أن يسعى الناس إليها بجدية”.
وأكّدت وكالات أنباء محلية خلال تغطيتها الفعالية، إن “رسالة الضحايا وأسرهم كانت واضحة، وهي تحقيق العدالة كسبيل وحيد للشفاء ومنع تكرار المأساة، حيث لا تعدّ مجزرة زاريا مجرد صفحة سوداء في تاريخ نيجيريا، وإنما هي جرح مفتوح يستدعي تحركًا عالميًا لتحقيق العدالة والمساءلة”.
وكانت عدة مدن في نيجيريا، منها العاصمة أبوجا، ومدينة جوس، وغومبي، وكاتسينا، قد شهدن مؤخراً مسيرات شعبية واسعة لإحياء الذكرى التاسعة لمجزرة “زاريا”، التي راح ضحيتها نحو 1000 شخص من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بعد أن استهدفهم الجيش النيجيري خلال مشاركتهم في مراسيم عزائية عام 2015.
وأفادت تقارير محلية أن المشاركين في هذه المسيرات عبروا عن تضامنهم مع أهالي الشهداء، مجددين المطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن المجزرة التي وصفتها جماعات حقوق الإنسان بأنها من أكثر الانتهاكات المروعة في تاريخ نيجيريا الحديث.
وشهدت مدينة كاتسينا مسيرات حاشدة رفع فيها المشاركون شعارات تستذكر الضحايا وتطالب بإيقاف التمييز الممنهج ضد أتباع أهل البيت (عليهم السلام). وفي مدينة جوس، خرجت مسيرات مماثلة أكد خلالها الناشطون ضرورة محاسبة مرتكبي المجزرة وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
أما في العاصمة أبوجا، فقد تركزت الفعاليات على تنظيم تجمعات سلمية أمام مقار حكومية ودولية للمطالبة بالعدالة للضحايا، بينما شهدت مدينة غومبي مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع النيجيري.
ووفق شهادات الناشطين ووسائل الإعلام المحلية، فإن الجيش النيجيري أطلق النار بشكل مباشر على مئات المشاركين في المسيرة العزائية بمدينة “زاريا” عام 2015، وادعى حينها أن عدد القتلى لا يتجاوز سبعة، بينما أكدت مصادر شيعية أن الحادثة كانت مذبحة مروعة استهدفت تجمعاً سلمياً.
وعلى الرغم من الإدانة الدولية والمحلية التي وصفت ما حدث بأنه “قتل خارج نطاق القضاء”، إلا أن لجنة التحقيق التي شُكلت بعد الحادثة لم تنفذ توصياتها، وظلت أُسر الضحايا تنتظر العدالة طوال السنوات الماضية.
وتشير هذه المسيرات التي شملت مدناً عدة إلى تصميم أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في نيجيريا على إبقاء ذكرى مجزرة “زاريا” حية، وتسليط الضوء على معاناتهم المستمرة في ظل غياب المحاسبة وملاحقة المقصرين.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا