الأخبار

العلويون في سوريا يخشون الانتقام في ظل النظام الجديد

الهدى – وكالات ..

فيما يشرع الحكام الجدد في مطاردة شخصيات حكومية سابقة، يعيش العلويون في سوريا حالة خوف ورعب، مع انتشار تقارير عن القتل والاختفاء والضرب والمضايقات الطائفية.
ومع انتقال السلطة إلى فصائل المعارضة المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، تشعر العديد من الأقليات الدينية في سوريا بقلق متزايد حيال ما قد يحمله المستقبل لهم.
وبات العلويون، الذين كانوا في قلب النظام السابق، ولا سيما في المناطق الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس، يواجهون تحديات كبيرة.
وهم اليوم يواجهون مصيرًا غامضًا مليئًا بالخوف من الانتقام بسبب ارتباطهم بالنظام، خاصة مع الصعود المحتمل لتلك الفصائل.
ولا تقتصر المخاوف على العلويين فقط، بل تشمل أيضًا المسيحيين والدروز، الذين كانوا يعتمدون على دعم النظام لحمايتهم في مواجهة تحولات البلاد.
وأكد تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الكثير من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، أصبحوا هدفًا للمسلحين الغاضبين من النظام السابق، وفيما يحاول الحكام السنّة الجدد الإطاحة بالأسديين السابقين، يخشى العلويون الانتقام في شكل اختفاء أو ضرب أو حتى قتل.
ومؤخرًا اندلعت احتجاجات بعد تداول مقطع فيديو يظهر هجومًا شنه مسلحون على “مزار ديني علوي” في حلب، وأيضًا عمليات قتل وإهانة تعرض لها العشرات في الساحل السوري، رصدت ووثقت بالتصوير.
والأسبوع الماضي تعرضت قرية خربة الحمام لقصف نفذته قوات الحكومة الجديدة بذريعة استهداف أحد الموالين للأسد.
وتقول مصادر محلية، إن “هذه المنطقة وغيرها أصبحت معرضة للخطر بسبب الصراع الطائفي، حيث يطارد الإرهابيون الناس بدافع الانتقام، ويتحمل العلويون، حتى مع بقاء المجتمع فقيرًا ومهمشًا – وطأة الغضب الموجه إلى النظام السابق”.
إلى ذلك تتحدث مصادر سورية، إن الكثير من العائلات العلوية غادرت دمشق والمدن الكبرى نحو الساحل السوري وجبال العلويين.
وقال أحد الأهالي، إن العوائل العلوية باتت تسحب حقائبها الصغيرة وأطفالها وتبحث عن أي وسيلة نقل تنقلها إلى بلدها إن كانت شاحنة أو باص أو أي سيارة عابرة، ولم يعد لديهم أي تفكير سوى الخروج من العاصمة دمشق ومن حمص ومن ريف حماه بأي ثمن كان يطلب والاتجاه إلى جبال العلويين في الساحل.
وخلال الأسبوع الأول من سقوط النظام، بادر الكثير من العلويين العسكريين إلى إلقاء السلاح في الشوارع والبزات العسكرية والجعب كما أحرقوا كتبهم اللاهوتية والصوفية، وصور الشخصيات الدينية، والقصائد والمذكرات خوفًا من أن تقع بيد من أطلق التهديدات على تفتيش المنازل بحثًا عن السلاح، وقيام بعض المجموعات المسلحة والملثمة باستغلال الفوضى وتنفيذ عمليات السطو والسرقة على منازل العلويين.
كذلك أفادت مصادر محلية أخرى، إن بعض أبناء الطائفة العلوية من الجنود وقعوا ضحية لمحاولات الانتقام وذلك عندما حاولوا الهروب إلى مناطقهم، فضلًا عن آخرين تم احتجازهم واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
وهناك قائمة بعشرات الضباط والجنود العلويين كانوا في دير الزور وفقد الاتصال معهم، فمنهم من تم اقتياده إلى إدلب، ومنهم في سجن حماه، ومنهم من قتل على الطريق، ومنهم من فقد في الأراضي التي تسيطر عليها “قسد”.
وفي السياق نفسه، قال مصدر مطلع، إن مئات العسكريين من الطائفة العلوية الذين فروا إلى العراق وإعادتهم إلى سوريا تم اقتيادهم إلى سجن عدرا بدمشق ولم يسمح لهم بالمغادرة أو التواصل مع ذويهم، ولا يزال مصيرهم مجهولًا، وهناك مخاوف كبيرة ومراسلة منظمات دولية من أجل حمايتهم من التصفية والانتقام.
كذلك لا يزال بعض القرى العلوية في طرطوس محاصرة منذ أيام، ومنها خربة المعزة والقرى المحيطة بها بعد اشتباكات مع عناصر الهيئة حسب مصادر أهلية، ضمن عملية البحث عن رئيس المحكمة العسكرية السابق والمتقاعد محمد كنجو حسن.
وهناك تضارب معلومات حول القبض عليه، فعناصر الهيئة يقولون أنهم ألقوا القبض عليه، لكنهم لا يزالون يحاصرون القرية، وهناك مصادر تتحدث عن مغادرته سوريا.
وتزامن اجتياح بعض القرى من حرق مقام الحسين بن حمدان الخصيبي، ونشر مقاطع الاحتراق على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث خرج العلويون في مظاهرات ومسيرات للتنديد بالاعتداء على المقامات الدينية.
وفي العاصمة دمشق منعت أبناء الطائفة من الوصول إلى ساحة الأمويين، وتم تفريقهم بالرصاص، وضرب طوق أمني حول مناطق سكنهم في العاصمة دمشق.
ومن الممارسات الغريبة أيضًا احتجاز بعض الأطباء في المشافي العسكرية من أبناء الطائفة العلوية دون أسباب تذكر، وهناك مطالبات عبر وسائل الإعلام لنقيب الأطباء السوري للتدخل في هذه الممارسات المستفزة ضد الأطباء.
ووسط ما يتعرض له أبناء الطائفة العلوية من مطاردات ومضايقات طائفية، يحاول أبناء الطائفة حسب مصادر مطلعة، تشكيل مرجعية دينية لهم من أجل تمثيل أبناء الطائفة، وهذه المرجعية كان ممنوع التفكير بها والمطالبة بها خلال مدّة حكم النظام البائد، وكان الرد يأتي لهم بأن مرجعيتكم هي “حزب البعث”، وكانت وزارة الأوقاف تحاول تفكيك الطائفة، والاعتماد على ممثلين لا علاقة لهم بالطائفة، يحضرون الاجتماعات مع رئيس النظام المخلوع وممثلين في الأوقاف مقابل رواتب بسيطة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا