أن ينظر الى الانسان الى مصالحه بعين خاصة فلا ضير في ذلك بل هي حالة صحية، بل من غير صحي هو النظر الى مصالحه فقط على حساب مصالح الاخرين، هذه قاعدة عامة والطفل ليس استثناء منها، فمن عيوب الطفل ربما هو ميله الى الاستحواذ على كل شيئ بلا محددات ولا ضوابط، فماهي اسباب انانية الطفل؟
وكيف نعدل من هذا السلوك؟
تبدأ الأنانية عند الأطفال في مرحلة مبكرة من سنوات العمر حيث يمر معظم الأطفال بنوع من أنواع الأنانية، ويجتاز معظم الأطفال هذه المرحلة بشكل صحي بعد مرور فترة بسيطة من الوقت، إلا أن البعض الآخر يحتفظون بها عند الكبر فتصحب عادة سلوكية غير صحية وهذا الذي يقلق ويستدعي البحث عن علاجات فعالة لهذه المشكلة.
نقطة اختلاف:
يختلف المختصون في علم النفس والتربية على كون الطفل انانياً بفطرته ام انه اكتسب هذه الصفة من البيئة المحيطة، ففريق يرى ان الطفل يكتسب جميع الصفات من البيئة التي يولد ويعيش فيها، لكن المأخذ على هذا الرأي يمكن في كون الطفل لم يزل حديث على بيئته فكيف تعلّم هذا السلوك؟
ليس غريباً أن تظهر من الطفل سلوكيات انانية، فهو يكتسب الكثير من السلوكيات ومنها الأنانية قبل أن يعي انها من الصفات غير الجيدة فهو لايفهم معنى الإيثار، ونكران الذات، وقيم التعاون، والمشاركة، والعطاء، وأهمية هذه القيم في حياة الإنسان
اما الرأي الفريق الآخر فيقول ان الانسان يولد انانياً بالفطرة؛ بمعنى انه ورث هذه الصفة من احد ابويه، ولعل في الامر صواب نسبي، لكن الرأي الاول باعتقادي هو الاكثر مقبولية وهذا الذي اتبناه، فأثر البيئة في الغالب هو الاكثر أثراً على سلوك الانسان.
كما ان علم نفس الطفل يقول: ان الطفل من عمر عامين الى 6 اعوام يعيش في المرحلة الثانية من مراحل التطور المعرفي، ومن صفات هذه المرحلة ان تفكير الطفل فيها يتركز حول الذات، وهذا الامر مفروض عليه وما ينتج جراء ذلك امر طبيعي لكون الانسان في هذه المرحلة يكون غير قادر فكرياً على رؤية العالم من وجهة نظر مختلفة.
ليس غريباً أن تظهر من الطفل سلوكيات انانية، فهو يكتسب الكثير من السلوكيات ومنها الأنانية قبل أن يعي انها من الصفات غير الجيدة فهو لايفهم معنى الإيثار، ونكران الذات، وقيم التعاون، والمشاركة، والعطاء، وأهمية هذه القيم في حياة الإنسان، وبعد ان يفهم ذلك تتحول بوصلة تفكيره الى الجانب الآخر ويبدأ بمغادرة مثل هذه السلوكيات.
كيف نحد من أنانية الطفل؟
عبرعدة استراتيجيات يمكننا ان نعدل من سلوك الطفل الأناني، و ابرز هذه الاستراتيجيات هي:
الخطوة الاولى: في طريق تعديل السلوك للطفل الأناني هو تقديم التوجيه والارشاد له وعدم ارغامه على ترك سلوكيات الأنانية بالقوة، لان ما يمنع بالقوة سيعود بعد ان يتمكن الفرد من اعادته كجزء من انتصار الانسان لنفسه، اما الذي يمنع بفعل الاقناع لن يعود وهذا هو العلاج الناجع.
الخطوة الثانية: رفض الاهل لسلوك ابنهم الأناني وعدم الرضوخ له واعطائه كل ما يريد؛ فالوقوف بوجه الأنانية يدفعه لعدم تكرار نفس الطريقة مع كل موقف لا يحصل فيه على رغباته، وهو لا يحاول ان يستميل عواطف والديه ويحصل على مبتغاه ولن يمتنع من هذه الصفة الذميمة مهما تقدم في العمر.
ويمكن ابعاد الطفل عن الأنانية عبر إبرام عقد سلوكي معه، على سبيل المثال يتفق الاب او الام مع ابنهم على ان لا يمنع اخوانه من اللعب بألعابه قبالة انهم يخرجونه معهم في سفرة معينة او يشترون له شيء ما، فحين يعرف انه سيكافئ سيغادر هذه السلوكية، وهذه هي احدى الطرق الفعالة في التربية لتعديل اية سلوك غير مرغوب فيه.
في طريق تعديل السلوك للطفل الأناني هو تقديم التوجيه والارشاد له وعدم ارغامه على ترك سلوكيات الأنانية بالقوة
ومن الاهمية بمكان ان يجعل الوالدان من انفسهم قدوةً لاطفالهم، فحين يبتعد الوالدان عن التعامل بأنانية ويبذلان كل ما بوسعهما لعائلتهما ولاقرانه بدون انانية حتماً انها سيجعلان ابنائهم مثلهم في العطاء والبذل، وهنا تبدو ضرورة أن يقدم محيط الطفل نموذجا جيدا يقتدي به، ويتعلم منه الإيثار والكرم والمشاركة، وبهذه الامور يمكن ان يُعدل سلوك الطفل الأناني ويستبدل بسلوك اكثر مقبولية.