الأخبار

سوريا دخلت في “نفق مظلم”؛ اختفاء المظاهر الحسينية والمراقد المقدسة فيها بلا زوار

الهدى – متابعات ..

بعد أن كانت تعج بالزائرين وتحتضن المناسبات الدينية، باتت المراقد المطهرة في سوريا بلا زوار، فضلًا عن اختفاء المظاهر الحسينية، بعد سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا، ومن هذه المراقد، مقام رأس الحسين عليه السلام في الجامع الأموي بدمشق.
فبعد سقوط نظام بشار الاسد، تراجع عدد زواره بنسبة كبيرة، واختفت المظاهر الحسينية من المقام، بعد أن وضعت الإدارة الجديدة في سوريا حراسها على المقام ومنعت قيام هذه المظاهر.
مصادر صحفية زارت المقام ووثقت خلوه من الزوار، كما أكدت على أن المقامات الأخرى (السيدة زينب والسيدة رقية) يحرسها أيضًا مسلحون من الهيئة الجديدة التي تحكم سوريا.
كذلك ينتشر في صحن الجامع الأموي، جنود من الهيئة الجديدة، ومنهم من يستفسر عن المقام والشعائر الدينية التي يقيمها زوار المقام، ويوجه بعدم إقامة أي شعائر دينية للزوار خارج الصلاة.
واعتاد محبو أهل البيت “عليهم السلام” ألا يتركوا عيدًا أو مناسبة دينية إلاَّ ويزوروا المقامات الشيعية في سوريا، وتجديد ذكرى سيد الشهداء وأهل بيته عليهم السلام، كما اعتادوا على ممارسة شعائرهم دون خوف أو من يسألهم عنها.
والأفواج الزائرة من العراق ولبنان وطهران وغيرها من البلدان التي دائمًا ما كانت في العاصمة دمشق، اختفت من الأحياء التي تفصل بين مقام السيدة زينب والجامع الأموي حيث مقام رأس الحسين.
كما يلاحظ اختفاء الأعلام والوشاح والرموز التي كانت منتشرة في الأسواق والمراقد المطهرة في دمشق، وتم سحبها من رفوف المتاجر بناء على طلب الهيئة التي تدير الأمور في دمشق.
الى ذلك، كشف باحثون ومراقبون في الشأن السوري عن تطورات وصفت بـ”الخطيرة” في سوريا، مشيرين إلى وجود تحولات سياسية وأمنية عميقة ترتبط بجماعات تحمل طابعاً إسلامياً متطرفاً، رغم مظاهرها الشكلية المعتدلة.
وأشاروا إلى أن “الجماعات التي سيطرت على الواقع السياسي والأمني في سوريا تختزن بُعداً إسلامياً متطرفاً، ورغم تصنع الاعتدال، إلا أن ممارساتها الداخلية أظهرت استهدافاً واضحاً لطوائف معينة، مما أدى إلى تهجير القاطنين قرب مرقد السيدة زينب (عليها السلام) وإغلاق المحال التجارية في تلك المنطقة”.
وأضافوا أن “هذا التحول جاء بعد وقف العدوان الإسرائيـلي على لبنان، وهو ما يعكس محاولة لإحياء الدولة الأموية وإقصاء المكون الشيعي في سوريا، رغم كونه مكوناً أساسياً في المنطقة إلى جانب لبنان”.
وأشاروا أيضاً إلى أن “التوغل الإسرائيلي بعمق كبير داخل الأراضي السورية قوبل بصمت غريب من الإدارة الجديدة في سوريا، مما يثير تساؤلات حول طبيعة التحالفات الحالية”.
وحذر الباحثون من مساعٍ لترويج حكم إسلامي “مقنَّع”، مؤكدين أن شخصيات مثل أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، تحاول الظهور كقيادات معتدلة، رغم ارتباطها بأجهزة استخبارات دولية مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وتركيا.
واختتموا بالتحذير من أن سوريا دخلت في “نفق مظلم”، مع عدم وضوح النهاية، كما أكدوا أن الواقع السوري لا يبشر بخير في المستقبل القريب.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا