تتطلب الأعمال الشبابية الصغيرة رؤيةً إدارية مسبقة، وهذا يعني أن الشاب عندما يخطط لفتح مشروع معين، حتى لو كان صغيرا، عليه أن يضع الخطوات الإدارية بشكل مدروس ومحسوب، والإدارة هنا تتعلق بالكيفية التي يدير من خلالها الشاب مشروعه، حتى لو كان هذا المشروع صغيرا وفرديا.
فمثلا يسعى اليوم كثيرون من شبابنا إلى فتح مشاريع بسيطة وصغيرة، يسعون من خلالها إلى الاستفادة مما وفرته شبكة الإنترنيت لهم، وخصوصا ما يتعلق بقضية الترويج للسلع المنتجة، أو الخدمات التي يقدمها هذا المشروع أو ذاك.
الرؤية الإدارية هنا تتعلق أولا بطبيعة العمل الإنتاجي للمشروع، وكم عاملا يحتاج، وكم ساعات العمل، وكم ستكون عليها كمية الإنتاج، والنوعية، ومن ثم طريقة التسويق والأسعار وكيفية كسب الزبون، والعمل الدائم ضمن الشعار الذي يقول بان الزبون على حق في جميع الأحوال.
صحيح هذه الرؤية الإدارية يتم اكتسابها من الخبرات العملية التي يعتاد عليها الشاب ويتعلمها من تجاربه العملية السابقة، ولكن هناك اليوم خبرات إدارية هائلة تضج بها المشاريع الشبابية التي لا حصر لها.
بمعنى على الشاب أن يكون متابعا من طراز خاص للتجارب العملية وكيفية إدارتها وتوسيعها وترويجها، وهذه الأمور كلها تحتاج إلى ذكاء إداري عالي المستوى، يحصل عليه الشاب من خبراته من التجارب السابقة التي تعلمها واشتغل فيها.
على الشاب أن يجمع خبراته، ويضعها أمام عينييه، وأن لا يكتفي بها وحدها، بل عليه أن يضيف لها الجديد الذي يتعلمه ويبصره عند الآخرين، ومن ثم عليه أن يحافظ دائما على تنمية رؤيته الإدارية، حتى يكون قادرا على تطوير مشروعه وتحقيق النجاحات المطلوبة في مجالات الإنتاج والتسويق.
ما هي الرؤية الإدارية؟
المقصود بالرؤية الإدارية؛ كما ذكرنا سابقا يحتاج كل مشروع إلى رؤية إدارية، مثلا ما هو نوع العمل الذي يخطط الشاب أن يجعل منه مشروعا إنتاجيا له، يحقق من خلاله أرباحا تمنحه القدرة على النمو المتواصل؟ ومن ثم؛ كم قيمة هذا العمل؟ وما هي السلع المنتجة، وطبيعة العمل؟
لا يمكن تحقيق النجاح حتى للمشاريع الفردية البسيطة أو الصغيرة، إذا كان الارتجال الإداري يتولى قيادتها، لأن كل مشروع مهما كان صغيرا وبسيطا يحتاج إلى تنظيم إداري
أي أنه يجب ان يضع خطة إدارية تشمل كل شيء بداية من أدوات الإنتاج، نوع السلعة، القيمة الإجمالية للمشروع، وهذا يعني عدم ترك أمور العمل لحالة الارتجال والعشوائية، وغالبا ما تموت المشاريع التي يقودها الارتجال الإداري.
فما المقصود بهذا المفهوم، أو ما هو معنى الارتجال الإداري، ببساطة تعني هذه الجملة قيادة أي مشروع إداريا بصورة غير مدروسة، وغير مخطَّط لها، وتسيير أمور العمل بشكل آلي، ولا يكون هناك أي دور للمدير الإداري، وهذا يؤدي إلى الفشل التام للمشروع.
حتى نغادر العمل الارتجالي
لا يمكن تحقيق النجاح حتى للمشاريع الفردية البسيطة أو الصغيرة، إذا كان الارتجال الإداري يتولى قيادتها، لأن كل مشروع مهما كان صغيرا وبسيطا يحتاج إلى تنظيم إداري، متى يبدأ ومتى ينتهي، تكاليفه، طبيعة السلعة، الموارد، وهذا يعني أهمية القيام بإدارة المشروع بطريقتين:
أما تكون هناك طريقة إدارية تنظيمية مكتوبة مسبقا عبر خطوات واضحة، يجب أن تكون مفهومة من حيث التطبيق.
أو أن يكون صاحب المشروع حاملا للخبرة الإدارية التي يمكنها إدارة المشروع بطريقة الاعتياد والمعرفة المسبقة، والخبرة التي تم اكتسابها نتيجة التكرار في العمل وتراكم الخبرات، لهذا يجب ان يحذر أي شاب يفتح مشروعا جديدا من جملة أشياء في المقدمة منها:
أولا: مغادرة العمل الإداري غير المنتظم، او الارتجالي.
ثانيا: رصد حالات النجاح والأسباب التي تجعل من المشروع متناميا.
ثالثا: تحفيز عمليات النجاح وتكرارها، والتشجيع عليها، ودعمها وطلب تنميتها.
رابعا: استخلاص التجربة الناجحة من العمل اليومي وتعميم المتميز منه.
وهكذا نلاحظ أن نجاح المشاريع الصغيرة الشبابية أو سواها، تعتمد بشكل كبير على محاربة الارتجال الإداري، فكثير من المشاريع آل إلى الفشل بسبب ترك الأمور تسير بشكل عشوائي، ولهذا على الشاب صاحب العل أو المشروع أن يكون من الذكاء والفطنة ما يجعله متنبّها لخطر الارتجال الإداري.
وفي الخاتمة، لا يمكن لأي مشروع او عمل أن ينمو ما لم يكون قائما على رؤية إدارية واضحة، يحملها صاحب العمل في عقليته ومدركاته المختلفة، حتى يكون المشروع محميا من الإخفاق والفشل.