الهدى – وكالات ..
ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن عدد الأطفال، الذين يعيشون في مناطق الصراع أو نزحوا بشكل قسري من منازلهم بسبب القتال، أصبح أكبر من أي وقت مضى.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل، في بيان صحفي، انه “بكل المقاييس تقريبا، كان عام 2024 أحد أسوأ الأعوام على الإطلاق بالنسبة للأطفال في مناطق الصراع في تاريخ المنظمة- سواء من حيث عدد الأطفال المتضررين أو مستوى التأثير على حياتهم”.
وأضافت المنظمة في تقرير صدر، اليوم السبت، أن حوالي 473 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراع، أي أكثر من واحد من كل ستة أطفال بمختلف أنحاء العالم.
وتابعت المنظمة أن نسبة الأطفال، الذين يعيشون في مناطق الصراع تضاعفت من حوالي 10% في تسعينيات القرن الماضي إلى حوالي 19%، اليوم.
وأشارت المنظمة إلى أن هؤلاء الأطفال يقتلون ويصابون ويضطرون إلى الانقطاع عن الدراسة ولا يحصلون على التطعيمات الحيوية أو يعانون من سوء تغذية حاد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد اشار في وقت سابق، الى إن حوالي 70 في المئة من الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم في غزة هم نساء وأطفال، مُديناً ما وصفه بـ”الانتهاك الممنهج” للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي.
ويغطي إحصاء الأمم المتحدة الأشهر السبعة الأولى من الحرب في غزة التي بدأت منذ أكثر من عام.
وذكر التقرير الأممي أن أصغر الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم من قبل مراقبي الأمم المتحدة كان طفلاً يبلغ من العمر يوماً واحداً، وأكبرهم سناً امرأة تبلغ من العمر 97 سنة.
وأشار إلى أن الأطفال يمثلون حوالي 44 في المئة من الضحايا، إذ يمثل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات الفئة العمرية الأكبر بين الأطفال الذين لقوا حتفهم جراء الحرب، يليهم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة، ثم الأطفال الذين يبلغ عمرهم أربع سنوات.
هذا وحذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، من الأوضاع المأساوية التي يعيشها أطفال قطاع غزة، مؤكدا أنهم “يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى”، بينما الإمدادات الشتوية الضرورية عالقة منذ أشهر بانتظار الموافقة الإسرائيلية على دخولها إلى القطاع.
وقال لازاريني، في منشور عبر من، داعيا إلى “وقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الأساسية، بما في ذلك مستلزمات الشتاء”.
في غضون ذلك، أعلن مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، وفاة 3 أطفال فلسطينيين خلال أسبوع في خيام النزوح القسري، نتيجة انخفاض درجات الحرارة.
وأفادت مصادر صحفية، أن رضيعتين توفيتا في منطقة “المواصي” غرب خان يونس خلال يومين فقط، جراء البرد الشديد في خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
النازحون في غزة يعانون ظروفا قاسية في خيام مصنوعة من القماش والنايلون، وسط نقص حاد في الأغطية والملابس والاحتياجات الأساسية، ومع اشتداد الشتاء، تزداد معاناتهم، في وقت يواصل فيه الحصار الإسرائيلي خنق القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، ما وصفته التقارير الدولية بـ”الإبادة الجماعية” في غزة، التي أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيدا وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
ورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال في نوفمبر الماضي بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تواصل إسرائيل تجاهل هذه القرارات وممارسة مجازرها في غزة.