الأخبار

بعد منع الخشخاش؛ افغانستان تشهد انتعاشاً في زراعة الزعفران

الهدى – وكالات ..

بعد حظر جماعة طالبان، زراعة الخشخاش في أفغانستان، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على الدوام من غياب زراعة مناسبة يعتمدها المزارعون الافغان بديلا عن زراعة الخشخاش، لكن هذا السؤال يطرح نفسه: هل ستحل زراعة الزعفران المعروف بـ “الذهب الأحمر” محل الخشخاش في أفغانستان؟
وقد شهدت السنوات الأخيرة انتعاشا في زراعة الزعفران، وأبدى مزارعون كثر عن رغبتهم في زراته.
وتعد هرات الواقعة غربي أفغانستان، الرائدة حاليا في زراعة الزعفران الذي يُنتج معظمه الان في هذه المنطقة.
وفي سائر الولايات، أقبل المزارعون أيضا على زراعة وإنتاج الزعفران ويسعون لتحصيل عوائدهم عن طريقه.
وفي السنوات الماضية، كان معظم الزعفران يُزرع ويُنتج في ولايات هرات وبلخ وفارياب وسربل وقندهار وارزكان ودايكندي، لكن نحو 90 بالمائة من الذهب الأحمر لافغانستان يُزرع ويُنتج إجمالا في مقاطعة هرات.
ويتمتع زعفران أفغانستان المعروف بـ “الذهب الأحمر” بشهرة جيدة على صعيد العالم، حيث انه خلال العام الجاري، اعتبر زعفران أفغانستان، أفضل أنواع الزعفران في العالم للسنة التاسعة على التوالي.
وأعلنت مؤسسة “ذوق” التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها، أن زعفران أفغانستان هو الأفضل على مستوى العالم من حيث النكهة والجودة في سياق التنافس الدولي، لافتة الى ان الزعفران الأفغاني بسبب جودته، اهتمام الأسواق العالمية ليسهم ذلك في انتعاش صادراته أيضا.
وكانت الحكومة الأفغانية السابقة قد منعت عام 2018 استيراد الزعفران بهدف “الحفاظ على المكانة الدولية للزعفران الأفغاني واستدامة جودته وقيمته المضافة وتوسيع زراته وإنتاجه”.
ومع ذلك، فقد عبر بعض المزارعين وتجار الزعفران، عن هاجسهم من تهريب الزعفران إلى داخل البلاد من عدد من الدول.
كما أعرب هؤلاء المزارعون ورجال الأعمال عن استيائهم من انعدام الآليات الجمائية اللازمة لتصدير الزعفران إلى الأسواق الدولية، وقالوا أن زعفران أفغانستان هُرّب في بعض الحالات إلى الدول الأخرى ووُزّع في الأسواق العالمية تحت تعبئة وعلامة تلك الدول.
وتنتج أفغانستان في الوقت الحاضر، نحو 50 طنا من الزعفران سنويا، يُصدر القسم الأكبر منه إلى الهند والصين والعربية السعودية وعدد من الدول الأوروبية.
وترى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن الزعفران يمكن أن يتحول إلى بديل ملائم للخشخاش في أفغانستان وتسعى لترسيخ زراعته وإنتاجه في هذا البلد.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، أن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة يدرب المزارعين على مهارة زراعة وإنتاج الزعفران في أفغانستان ويساعدهم في عملية الإنتاج ليتم اعتماده كبديل للخشخاش على نطاق واسع.
ومن ناحية أخرى، فان زعفران أفغانستان ومن حيث السعر والدخل، يمكن أن يحل كبديل جيد للغاية للخشخاش وبالتالي تلبية الاحتياجات والمتطلبات المالية للمزارعين.
ويُباع الزعفران في الأسواق الداخلية في الوقت الحاضر بأكثر من 120 ألف أفغاني (نحو 1700 دولار) للكيلوغرام الواحد وفي الأسواق العالمية بأكثر من 2800 دولار أمريكي، في حين أن سعر الأفيون وفقا للأمم المتحدة يبلغ بأكثر من 800 دولار للكيلوغرام الواحد.
ومع ذلك، فان زراعة وإنتاج الزعفران بحاجة إلى مهارة وفترة زمنية طويلة ومناخ ملائم، وهو ما لا يتوفر في جميع المقاطعات الأفغانية.
ولذلك فان عددا من المزارعين سيفضلون على الأرجح، مواصلة زراعة الخشخاش الذي يثمر بشكل أسرع وهو أقل حاجة إلى المهارة والجهد لاستحصاله.
ويبدو أنه من أجل استئصال زراعة الخشخاش في أفغانستان، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار بدائل مختلفة في مختلف المناطق الأفغانية بما يتناسب مع الظروف المناخية، وتقديم الدعم اللازم لها من أجل حصاد المحصول وبيعه في الأسواق الداخلية والخارجية.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا