الهدى – كربلاء المقدسة ..
في أجواء مهيبة ملؤها الحزن والإجلال، شهدت مدينة كربلاء المقدسة توافد جموع المؤمنين من داخل العراق وخارجه، لإحياء ذكرى وفاة السيّدة أمّ البنين (عليها السلام) عند مرقدي الإمام الحسين وولدها أبي الفضل العباس (عليهما السلام).
وحملت مواكب العزاء، رايات الولاء والعزاء، واصطفّت في مسيرتها نحو العتبات المقدسة، حيث علت أصوات النعي كما استذكر الخطباء والمشاركون المواقف البطولية والإيمانية للسيدة أم البنين (عليها السلام)، تلك المرأة التي قدمت أبناءها الأربعة فداءً للإمام الحسين (عليه السلام) في ملحمة الطف الخالدة.
وتوشحت العتبات المطهرة بالسواد في إشارة إلى الحزن الكبير الذي يخيم على قلوب المؤمنين في هذه المناسبة، فيما أعدت إدارات العتبات برنامجاً عزائياً حافلاً، تضمن إقامة مجالس الرثاء والمحاضرات الدينية التي تناولت السيرة العطرة لصاحبة الذكرى ودورها التربوي والإسلامي الفريد.
وشهد مرقد المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) اليوم السبت (١٢جمادي الاخر ١٤٤٦هـ)تدفّقًا كبيرًا لمواكب العزاء، التي جاءت لتقديم التعازي والمواساة لناصر أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) وقائد جيشه وكافل عياله أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، بذكرى رحيل امهُ السيّدة الجليلة أمّ البنين (عليها السلام) وبالتنسيق مع قسم الشعائر والمواكب الحسينية.
وقد صدحت حناجر المعزّين بهتافات تعبّر عن عظمة هذه السيّدة الجليلة، التي قدّمت أبناءها الأربعة فداءً للإمام الحسين (عليه السلام) ومبادئ الدين الإسلامي، مجسّدة بذلك أسمى معاني التضحية والصبر.
وفي مدينة النجف الأشرف، احتضن حرم الإمام علي (عليه السلام) فعاليات عزائية مماثلة، حيث غطّت معالم الحزن الصحن العلوي الطاهر، واتشحت الجدران بعبارات الولاء والإجلال لزوجة أمير المؤمنين (عليه السلام)، السيدة أم البنين (عليها السلام)، رمز الوفاء والإخلاص.
وعلى امتداد العالم الإسلامي، يحيي المؤمنون هذه المناسبة الأليمة بقلوب مفعمة بالوفاء والاعتزاز بتضحيات هذه المرأة العظيمة، التي جسّدت أروع صور التفاني في نصرة الحق، وخلّدت اسمها في سجل العظماء الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله تعالى ونصرة دينه.
وتستمرّ الفعاليّات لعدّة أيّام، حيث تبلغ ذروتها في يوم الوفاة وتستمرّ لما بعده، ما يعكس حرص المؤمنين على إحياء ذكرى هذه السيّدة التي قدّمت نموذجًا خالداً للتضحية والصبر.
وتبقى هذه الذكرى محطةً للتأمل في عظمة التضحيات التي قدّمها آل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم الأوفياء في سبيل نصرة الحق.