فکر و تنمیة

الثقة بالنفس اكسير النجاح

لا أحد من أبناء آدم لا يحب الحرية والعيش بعيدا عن رغبات الآخرين الذي يحاولون الإملاء عليه، لكن هنالك من يفتقر الى الثقة بالنفس التي عادة ما تعد اكسير النجاح الذي يحالف الفرد طيلة سني حياته، ومن يفتقد هذه الثقة عليه ان يتحمل نتائج التلاعب في حياته من قبل الأطراف الأخرى التي عادة ما تصيب وتخطأ في قراراتها المتعلقة بتمشية الحياة لهذه الشخصية او تلك.

الاعتماد على النفس والثقة بها هي من اسرار النجاح الذي يحققه الافراد على مستويات متعددة، وبدون ذلك الاعتماد يكون الشخص اسير اهواء وأفكار غيره، وعلى سبيل الافتراض على الجزم، كم شخص له القدرة او الحرية المطلقة في التحكم بقراراته الشخصية المتعلقة بحياته؟

ومن لم يمتلك الحرية المطلقة في اتخاذ القرار حتما سينتهي فيه المطاف بالفشل، ولذلك ينصح المختصون وكذلك الكثير من التوصيات الدينية والتعاليم الإسلامية حثت على أهمية احترام الخصوصية للأفراد وعدم التدخل في شؤونهم الحياتية، وقد توجد العديد من الأحاديث والاقوال تحث على ترسيخ مبدأ الحرية في التصرف واتخاذ القرار.

وما زال الحديث عن النجاح، نقول لك أن منطقة النجاح بعيدة كل البعد عن الفشل والفاشلين، فإذا لم تستطع تحديد الإحداثيات فتجنب المنطقة الموبوءة بحسك بالفشل، وكما أن النجاح مُعْدٍ فالفشل كذلك، لذا إياك أن تستمع لشخص يحاول إحباطك وجرّك للخلف، يلزمك ممحاة وقلم أحمر، الممحاة لتمسح من ذهنك كل فكرة سلبية علقت برأسك، والقلم الأحمر لتشطب به على كل وسوسة تحاول إعاقتك.

كن كالنملة، تعمل كثيرا وتدّخر أكثر مما تأكل، لتصحو ذات ليلة شاتية تستطعم اكل الكفاف ولا تخجل من العفاف الذي يجعلك شخصا مميزا

والآن يا صديقي إليك السؤال: هل تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك؟

 ببساطة، عليك أن تضع نفسك في المُنخُل، فنقاط الضعف عندك عيوب ستبقى طافية في غربالك، وعليك التخلص منها في أقرب فرصة، أما نقاط قوتك فهي مزايا ستنفذ من ثقوب المُنخُل وعليك المحافظة عليها، فهل لديك هذه المصفاة التي تفرز القشور والشوائب عن اللباب؟

ثقتك بنفسك جسرك للنجاح، وهذا النجاح بذاته جسر لثقتك بنفسك، كلاهما موصل للآخر، المهم أن تبدأ الآن لتربط الضفتين بجسر، إن بإمكانك أن تسبق الآخرين لو أردت، وهذا السبق يلزمه طريق مختلف لتختصر به المسافات، وستصل لما لم يصل إليه أحد قبلك.

هل سمعت مرة كلمة مستحيل، ثم تحقق ما يقهر هذا المعنون بالمستحيل؟ إن لديك القدرة على كسر زجاجة المستحيلات، فمتى سيخرج المارد من قمقمك؟ قل لنفسك دائما: وجد المستحيل ليخترق، فلماذا لا يكون حلمك ذاك المستحيل الذي يستحق منك محاولة تخطيه أو الظفر به على أقل احتمال؟

همسة صادقة نسوقها إليك: لا تبتئس من بداياتك؛ فقد تكون الآن يرقة ضعيفة حقيرة، ولكنك بعد اكتمال الطور الذي تغرق به، ستكون فراشة زاهية تخلب الألباب! فقط امنح نفسك وقتًا، واجعل الطبيعة تدور دورتها، فلن يأتي الربيع إلا بعد انقضاء ثلاثة فصول.

إذا أردت النجاح فاتبع مسلك الناجحين، وحتى نضرب لك مثلا نسوق إليك ناجحا لا اختلاف عليه، رغم ضعفه وضآلته!

 إن الناجح الذي نعنيه هو النملة، فهلا تأملت كيف تدير حياتها؟ تأمل لعلك تجد ضالتك لديها، فالنملة تكدح وتتعاون مع جيش عظيم من بني جلدتها لتكتمل تلك المستعمَرة المليئة بالمدخرات، حتما لن تركع هذه النملة الضعيفة أمام صقيع البرد القارس، رغم هوانها وضعفها لماذا؟ ببساطة، لكونها عرفت ضعفها وعرفت قسوة الحياة، واتخذت التدابير اللازمة لمجابهة الظروف القاسية.

فلماذا تتفوق نملة وتخسر أنت؟ ألست أكرم عند الله من نملة؟ إذا أردت الثراء فعليك بالادّخار والاستثمار، إذا أنفقت جميع دراهمك ستتبخر من راحتك الثروات، لهذا ضع نصب عينيك الحكمة: “احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود”. فلماذا لا نتعلم درس الادخار من حكمة النمل؟ جرّب ولو لمرة أن تكون نملة في تفكيرها، وستتغلب على الصقيع! جرّب ولو لمرة، فالتعاون والادخار والعمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل هو بداية الطريق، كن نملة لعام واحد لتعلم الفرق بين النملة والصرصار، الذي يغني طيلة الصيف ويطرق باب الآخرين طيلة الشتاء!

منطقة النجاح بعيدة كل البعد عن الفشل والفاشلين، فإذا لم تستطع تحديد الإحداثيات فتجنب المنطقة الموبوءة بحسك بالفشل

إن ثقافة النملة أنقذت أمة، وهذا ما ساقه يوسف الصدّيق لعزيز مصر: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ}. جرّب ادّخار ما لديك وجرّب عدم تبديد الثروات، اعمل وادَّخر، واقتفِ أثر النمل، في غضون سبع سنوات ستمتلك الحرية الاقتصادية التي ترومها.

ذات مرة شاهدت قطعة خبز صغيرة، هجمت عليها نملة مفردة لم تتمكن من حملها، وبعد ساعة تمكنت هذه النملة من نقل القطعة إلى مسكنها بمعونة فريق من الزميلات بصراحة، لا أعلم المماحكات والمحاصصات التي تم إبرامها بين هذا الفريق، ما أعرفه أن هذه النملة حصلت على مرادها، وأظن الجميع كسب من هذه الصفقة، المهم هو الدرس الذي نتعلمه، وهو أنّ من أراد أمرا بلغه. الخلاصة؛ كن كالنملة، تعمل كثيرا وتدّخر أكثر مما تأكل، لتصحو ذات ليلة شاتية تستطعم اكل الكفاف ولا تخجل من العفاف الذي يجعلك شخصا مميزا قلت للعالم المحيط بك إنك اعتمدت على نفسك وعبرت الى الشاطئ الآخر وانت على متن ثقتك بنفسك.

عن المؤلف

سُرى فاضل

اترك تعليقا