الهدى – متابعات ..
يحيي العراقيون، اليوم العاشر من ديسمبر، ذكرى البطولات والتضحيات التي سطرها أبناء الشعب العراقي في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهـابي، الذي حاول احتلال أرض الحضارات والمقدسات، مستهدفًا أكثر من ثلث الأراضي العراقية شمال بغداد مطلع يونيو/حزيران 2014.
وفي مثل هذا اليوم، لبى نداء المرجعية ملايين العراقيين، من الشباب والكبار، حاملين راية الدفاع عن الوطن والعقيدة، في مشهد استعاد فيه العراقيون ذكريات ثورة العشرين الخالدة، التي حفظت العراق من الاحتلال بفضل فتوى المرجعية الشيعية أيضًا.
ويستذكر العراقيون اليوم أبطالهم الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، مجسدين أسمى معاني الشهادة في سبيل الله، ومؤكدين ضرورة الوفاء لهذه التضحيات، مشددين على أهمية رعاية عوائل الشهداء، وتكريم الأبطال الذين لولا تضحياتهم لظل الإرهـ،ـاب عاث فسادًا في أرض الأنبياء والأولياء.
وفتوى الجهاد الكفائي، التي حظيت بدعم جميع مراجع الدين العظام، لم تكن لطائفة بعينها، بل جاءت لحفظ دماء وكرامة كل العراقيين بمختلف طوائفهم ومكوناتهم.
كما أبرزت الدور المحوري للمرجعية الدينية في توجيه الشعوب وحمايتها، مستلهمة روح التضحية والثبات من مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام).
وفي هذا الصدد أكد وزير الدفاع، ثابت محمد العباسي، أن صباح العاشر من كانون الأول قد أنار صفحة جديدة في تاريخ العراق الحديث، وذلك بفضل تضحيات الأبطال من قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها والحشد الشعبي الذين قدموا دماءهم الزكية في سبيل القضاء على عصابات داعش الإرهابية.
وقال وزير الدفاع، في بيان له: “نحتفل اليوم بمناسبة مرور سبع سنوات على الانتصار الكبير لقواتنا المسلحة البطلة من مختلف الصنوف والتشكيلات على الإرهاب، حيث سجل الأبطال بقواتنا المسلحة وبمساندة شعبهم الأبي خلال هذه الملحمة الأسطورية لخالدة والتي استمرت لثلاث سنوات من القتال والمواجهات وتقديم قرابين الشهداء والجرحى، أكبر انتصار على أعتى منظمة إرهابية شهدها التاريخ”.
وأضاف، أن “صباح العاشر من كانون الأول أنار صفحة جديدة في تأريخ العراق الجديد سجلها أبطال الجيش العراقي مع أبطال الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشدالشعبي والعشائري والبيشمركة ومن خلفهم شعبنا الأبي الصابر”.
بدوره، أكد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، اليوم الثلاثاء، أن التضحيات الكبيرة للشهداء الأبرار والجرحى الأبطال ستبقى أمانة في أعناق الأحرار.
وذكر المحمداوي في بيان ، أنه “في يوم العاشر من كانون الأول عام 2017 كان العراق على موعد مع ملحمة كبرى وصمود أصبح مدرسة للأجيال وتضحيات أسست لتاريخ جديد من تاريخ العراق الأبي لينهض من براثن اليأس الى نور النصر بهمة أبنائه الغيارى الرافضين للذل والباحثين عن الحرية”.
وأضاف أن “يوم النصر هذا لم يأتِ الا بإسناد من فتوى عظيمة من المرجعية الرشيدة، وبصمود أذهل العالم من القوات الأمنية البطلة، وبشعب أبيٍّ صابر يرفض الذل والخنوع ويعشق الشهادة والنصر”.
ولفت إلى أن “العراقيين سجّلوا مواقف كبيرة في التكاتف، ليثبتوا للجميع من هم أبناء هذا البلد”، مؤكداً أن “التضحيات الكبيرة للشهداء الأبرار والجرحى الأبطال ستبقى أمانة في أعناق الأحرار”.
من جانبه، أكد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن كريم التميمي، أن عزيمة القوات المسلحة لا تلين، مستفيدة من الدروس المستنبطة ومكتسبة لخبرات جديدة في أنواع القتال في مختلف البيئات والظروف.
وقال التميمي: “نستذكر في كل عام الذكرى الكبيرة في قلوب كل العراقيين بتحرير أرضنا المعطاء من عصابات الظلام الداعشية التي أرادت محو اسم العراق المشرف من خريطة الوجود ولكن بسواعد الأبطال في جهاز مكافحة الإرهاب وباقي القوات الأمنية وتكاتف الشعب العراقي وحكمة مرجعيته العليا تمكنا من كسر شوكة الإرهاب وتحقيق النصر المؤزر”.
لجنة الأمن والدفاع النيابية، أكدت أن الدعم المقدم للقوات المسلحة كبير ومستمر على قدم وساق.
وقال عضو اللجنة علي الساعدي : “في ذكرى تحقيق النصر لا يسعني إلا ان أقول إن التحرير جاء بدماء أبنائنا وشبابنا ولهم الفضل الاول والاخير بصون الارض والعرض وتلاحم أبناء شعبنا والتفافه على قواته العسكرية والأمنية ومساندتهم”.
وأضاف ان” الدعم المقدم للقوات المسلحة والأمنية كبير ومستمر على قدم وساق ولهم الحصة الأكبر من الموازنة”، داعيا الى “توفير قطع أراضٍ لهم وتسهيلات مصرفية وخدمات اخرى تضمن لهم حياة كريمة نتيجة لما يبذلوه من السهر على حماية الناس”.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، حيدر المحياوي قال في تصريح صحفي، “نهنئ الشعب العراقي بجميع أطيافه بمناسبة يوم النصر وانتصار العراق على الإرهاب”.
وأشار الى ان “العراق انتصر على الإرهاب بفضل فتوى الجهاد الكفائي، والتي كانت المرتكز الحقيقي لثبات المقاتلين في ساحات القتال ضد العصابات الإجرامية”.
وأضاف أن “المؤسسة الامنية اليوم بكل إمكانياتها هي ليست تلك المؤسسة في عام 2014 ونحن اليوم لدينا جيش ذو عقيدة وشرطة اتحادية وقوات رد سريع ومكافحة الإرهاب وبيشمركة، ولدينا أجهزة استخباراتية تنفذ عمليات نوعية وتتبع عصابات داعش وتنال منهم”.
من جهته، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول: إن “النصر على الإرهاب تحقق بفضل الدماء الزكية والطاهرة لكافة أبناء القوات المسلحة العراقية التي اشتركت في معارك التحرير وخاضت أعتى العمليات حتى تمكنت من تطهير وطرد العصابات الإرهابية من الأراضي العراقية”، لافتا الى أن “فتوة السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي قلبت الموازين واندفع أبطال العراق من أجل تحرير الأراضي العراقية التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية”.
وأضاف: “اليوم وفي الذكرى السابعة لتحقيق النصر بات العراق يمتلك قوات مسلحة قوية بشكل كبير وهي مستعدة للدفاع عن العراق وعن سيادته”، مبينا ان “هناك توجيهاً من القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بتطوير المؤسسة الأمنية والعسكرية والقوات المسلحة بأحدث المعدات والأسلحة بالإضافة إلى بناء قدرات القوات المسلحة بشكل كبير”.
وتابع رسول أن “هناك دعماً كبيراً من القيادة العسكرية العراقية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة لجهود دعم القوات المسلحة بكافة صنوفها لحفظ الأمن والأمان والاستقرار”، مشيرا الى أن “القيادات العسكرية بكافة مستوياتها متواجدة دائما مع القطعات لمتابعة كل ما تحتاجه لبناء القدرات بالشكل الذي يليق في المؤسسة العسكرية العراقية”.
من جانبه، قال قائد عمليات بغداد اللواء الركن وليد خليفة التميمي: “اتقدم بأجمل التهاني والتبريكات للقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني والشعب العراقي والقوات المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها من جيش وشرطة وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي والبيشمركة وجميع الأبطال، بمناسبة الذكرى السابعة لتحقيق النصر على الإرهاب”، لافتا إلى أن “هذا النصر تحقق بفضل بسالة وشجاعة ابناء العراق الغيارى وبدماء الشهداء وتضحيات الجرحى الأبطال”.
وأضاف أن “هذا النصر هو تعبير عن مدى لحمة الشعب العراقي وتكاتفهم في الأزمات والشدائد”، مؤكدا ان “معركة النصر ضد عصابات داعش الإرهابية أظهرت للجميع وبشكل قاطع ان الهوية الوطنية هي السائدة”.
وتابع التميمي: “نعاهد الشعب العراقي على أن قواته المسلحة ستبقى اليد الضاربة لكل من يحاول المساس بالعراق أرضا وشعبا”.
الى ذلك، قال قائد القوة الجوية الفريق الطيار شهاب جاهد علي : إن “القوات الامنية بكافة صنوفها خاضت معركة مصيرية مع العصابات الارهابية لتحرير الأراضي التي تم اغتصابها آنذاك من قبل تلك العصابات، وشكلت القوات الأمنية سداً منيعاً، على خطوط الصد، بوجه قوى الشر التكفيرية التي ساقت عدوانها وحاولت نشر تخلفها، باسم الدين والدين براء مما يأفكون”.
وأكد ان “القطعات العسكرية تمكنت من الحاق هزيمة كبيرة بالعصابات الارهابية وحررت الأرض العراقية من دنسها، واليوم لا تزال القوات رهن شعب مؤمن بوطنية جيشه وبطولاته التي قطعت الطريق على ضلال الإرهاب”.
وتابع أن “المستقبل لقواتنا الباسلة وشعبنا الأبي، وجيشنا بمؤازرة الشعب على أهبة الاستعداد لإحباط أي تعرض يمس سيادته أو يدنس ذرة من ترابه الطاهر”.