الهدى – وكالات ..
أكدت مصادر صحفية، أن الأوضاع في منطقة السيدة زينب (عليها السلام) بالعاصمة السورية دمشق لا تزال طبيعية ومستقرة، رغم التطورات السياسية المتلاحقة التي تشهدها البلاد.
وأوضحت المصادر أن حرم العقيلة زينب (صلوات الله عليها) يتمتع بأمان تام، دون تسجيل أي تهديدات أمنية أو خروقات من قبل الجماعات المسلحة أو أي جهات أخرى.
وفي سياق متصل، أطلق القائمون على ضريح السيدة زينب (عليها السلام) نداءات طمأنة إلى سكان المدينة، التي تضم عدداً كبيراً من الزوار والمقيمين العراقيين.
وفي مقطع فيديو متداول، ظهر مؤذن الضريح ينادي السكان ويؤكد أن المدينة بخير، مطالباً الجميع بالبقاء وعدم النزوح.
وجاءت هذه الرسائل في وقت أعلنت فيه المعارضة السورية، عبر بيان بثه التلفزيون الرسمي، سيطرتها الكاملة على العاصمة دمشق وإطاحتها بحكومة الرئيس بشار الأسد. ووفقًا لوسائل إعلام دولية، تعهدت المعارضة السورية في بيانها بإطلاق سراح جميع المعتقلين وحماية أصول الدولة السورية.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء السوري في تصريحات سابقة استعداد الحكومة للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري، وذلك بعد الأنباء عن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد دمشق إلى جهة مجهولة.
ورغم هذه المستجدات السياسية التي تشير إلى انهيار سريع للنظام السوري، شددت المصادر على أن منطقة السيدة زينب (عليها السلام) لم تتأثر بالأحداث، مع بقاء الحرم الشريف في وضع آمن ومستقر، وسط إجراءات محكمة لضمان سلامة الزوار والمقيمين.
وبعد حكم استمر 24 عاما، شهد النظام الحاكم في سوريا سقوطا مذهلا وسريعا، فعقب 12 يوما فقط على بدء ما تسمى عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها “المعارضة” السورية والجماعات الموالية لها، تم الإعلان عن سقوط الأسد ورحيله.
وفي اليوم الـ12 من عملية “ردع العدوان”، دخلت المعارضة العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد ساعات من دخولها مدينة حمص، وقالت إنها سيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون، وفي بيان مقتضب على التلفزيون الرسمي أعلنت فصائل من المعارضة، “تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد”.
ويقول المحلل السياسي المقيم في لندن، علاء الخطيب، إن “رحيل الأسد كان شيئا مؤكدا، فمن خلال الاجتماع الثلاثي الذي عقد في الدوحة بين تركيا وإيران وروسيا اتضح أن هناك تراجعا في الموقفين الإيراني والروسي تجاه بقاء الأسد على سدة الحكم، حيث ركن الجميع إلى هذا الرأي، ومنهم تركيا التي تقود حملة إزاحة الرئيس السوري”.
وعن مرحلة ما بعد الأسد، يعتقد المحلل السياسي، أن “هناك الكثير من السيناريوهات موجودة، وربما تتغير حال المنطقة ويصار إلى خارطة جديدة للشرق الأوسط، فسقوط الأسد سيغير الكثير من المعادلات، وليس المراد بهذا السيناريو سقوط الأسد فحسب، إنما سوريا هي المطلوبة، لكن لحد هذه اللحظة يبدو أن الثمار لم تسقط في أحضان الإسرائيليين أو الأمريكان لأن هناك الكثير من الموانع”.
وفي ما يخص العراق، يشير إلى أن “الخطر بعيد عن العراق في هذه المرحلة خاصة أنه لم يتدخل بشكل مباشر في سوريا، لأن الوضع خطير وليس كما كان في 2011 و2012، حين كان الجنرال الإيراني قاسم سليماني حاضرا ووجود قوات روسية، مع قوة حزب الله اللبناني الذي تلقى ضربات قوية وكبيرة وفقد قادة كبارا”.
وأصدرت المعارضة السورية المسلحة المسماة “هيئة تحرير الشام”، البيان رقم 1 من على شاشة التلفزيون السوري في دمشق، معلنة إسقاط نظام الأسد.
وسيطرت المعارضة السورية المسلحة على دمشق والقصر الجمهوري مع ساعات فجر اليوم الأحد، بعد حوالي أسبوعين من اندلاع عمليات الزحف العسكري من إدلب شمالًا ثم من درعا والسويداء جنوبًا وبعض مناطق جنوب شرق سوريا، فيما أكدت تقارير غربية هروب الرئيس السوري بشار الأسد على متن طائرة غير معلومة الوجهة.