فکر و تنمیة

افلام الكارتون بين كفتي الاضرار والفوائد أي كفة سترجح؟

بعد ان يولد الطفل بأشهر قليلة يشرع بالانجذاب لعدة اشياء الى الحد الذي يثير دهشة والديه لشدة انجذابه لها، ومن ضمن هذه الامور هي افلام الكارتون التي يشاهدها الطفل من على شاشات التلفزيون ومن على شاشات الهواتف والاجهزة اللوحية الاخرى، ووسط سيل التهم الموجه ضد الكارتون لدواعٍ عدة صار لازم علينا بيان آثاره السلبية كما الايجابية على الطفل في مقالنا هذا.

لماذا يلجأ الأطفال إلى أفلام الكارتون؟

يلجأ الأطفال إلى أفلام الكارتون عادة لكونها تحتوي على مؤثرات بصرية وسمعية، حيث تقوم بسلب تركيزهم نحو عالم من الخيال لا يجده الطفل من حوله، ويرغب بتمثيله على أرض الواقع، أو يتمنى حصوله عليه، كما ان الحركات الخفيفة وتنوع الاصوات والالوان التي تستخدم في الافلام جميعها تمثل عوامل جذب مثله مثل كل انسان يجذبه الجديد الذي لم يألفه ولم يعتاد عليه.

يؤثر بقاء الطفل على الشاشات لأوقات طويلة على النمو الجسدي للطفل إذ من المحتمل أن تسبب مشاكل من ضعف النظر، انحناء الظهر، علاوة على فقدانه للتركيز

بإعتقادي ان الافراط في اي امر مهم كان يعطي نتائج سلبية، اما الموازنة فإنها تحمي الانسان من خطر الممارسة تحت قاعدة “لا افراط ولا تفريط”، وهذه قاعدة حياتية ليست افلام الكارتون مستثناة منها، ففي الوقت الذي تتناقل بعض الامهات وتهول خطر افلام الكارتون على الاطفال يبرز العلم فوائد عديدة لهذه الافلام على شخصية الطفل، وكلنا يتفق ان الطفولة هي اساس شخصية الانسان لباقي العمر، ومابين التأييد والمعارضة الفيصل هو الاحتكام للقاعدة التي أسلفنا ذكرها في اعلاه.

اشارة هامة:

كثير ما تثار معلومة مغلوطة تقول ان مشاهدة الطفل للشاشات يجعله يصاب بأضطراب التوحد، والحقيقة فأن اضطراب التوحد، وهو اضطراب مرتبط بالجانب العصبي للإنسان، يبدأ في مراحل مبكرة من الطفولة ويستمر لفترات طويلة جدا، ولم يتم معرفة تحديد السبب الرئيسي له، إذ يسنده البعض لعوامل وراثية جينية، والبعض الآخر إلى العوامل البيئية المحيطة بالأفراد، وقد تكون العزلة أحد اسبابه وليش مشاهدة الشاشات فإلى ذلك وجب التنويه.

ماهي عائدات الكارتون على الطفل؟

تنقسم عائدات افلام الكارتون على الطفل الى شقين اثنين اولهما ايجابي والآخر سلبي، وهي بصورة عامة كالاتي:

الإيجابي: لأفلام الكارتون تأثيرات ايجابية على الطفل فهي تساعده على اكتساب المهارات بأنواعها المختلفة ومنها بعض الحركات الجسمانية وتمييز الاصوات، اضافة الى اكتساب المعارف ومن ضمنها اللغة ومعرفة الالوان واسماءها وغير ذلك من الامور المهمة التي تساعد الطفل على تطوير مهاراته الحياتية المختلفة.

وتمكّن افلام الكارتون الاطفال من امتلاك المهارات الاجتماعية التي تساعده على الارتباط ببيئته الاجتماعية وتعلمهم طرق التعامل السليم مع اهله ومن معه في البيت، كما ان في بعض الافلام التعليمية تعلّم الطفل الآداب العامة منها آداب الطعام والنظافة والتعاون وغيرها.

وتساعد افلام الكارتون على تنمية الخيال لدى الطفل من خلال الحكايات والقصص التي يتم عرضها ما يحفز على الإبداع، وبالتالي تتكور ملكة التخيل الذي يجعل الطفل منظم ومخطط فكرياً وبالتالي يضع خطط لمستقبله وحياته بصورة دقيقة ومنظمة.

اما سلبيات مشاهدة افلام الكارتون فهي:

أول سلبيات مشاهدة الطفل لافلام الكارتون انها تنمي العدائية لدى الطفل عبر اكتسابه لحركات عدوانية مثل ضرب الاطفال الاخرين وتعنيفهم وغير ذلك، وذلك يكون نتجة لمشاهدة هذه المشاهدة العدوانية في الافلام ومحاولة تقليدها بدون وعي لمخاطر مايقوم به.

ويؤثر بقاء الطفل على الشاشات لاوقات طويلة على النمو الجسدي للطفل إذ من المحتمل أن تسبب مشاكل من ضعف النظر، انحناء الظهر، علاوة على فقدانه للتركيز فهو يسمعك لكن فكره مشتت وغير منتبهٍ لما تقول وبالتالي يضعف تفاعله الاجتماعي ويصبح انطوائي.

تساعد افلام الكارتون على تنمية الخيال لدى الطفل من خلال الحكايات والقصص التي يتم عرضها ما يحفز على الإبداع

 ومن سلبيات الافراط في مشاهدة الكارتون هو عدم تنظيم الوقت وعدم القيام بالواجبات المنزلية على الشكل الأكمل، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم نتيجة الأرق وهو ما يؤثر على العمليات العقلية له كالتذكر والاسترجاع والذكاء وغيرها. في الختام؛ بعد ان تعرفنا على ايجابيات الكارتون وسلبباته لك الامر في وضع الحد الفاصل بينهما لتنظيم مشاهدة الطفل وعدم الافراط لتوخي الاثار السلبية والافادة من الجانب الايجابي.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا