الهدى – خاص ..
اختتمت هيئة الشباب الرسالي، مؤخرا، مجلسها المركزي في ذكرى استشهاد الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام في الرواية الثانية، بجامع الامام الحسين عليه السلام الكبير وسط مدينة كربلاء المقدسة.
وشارك في المجلس الذي اقيم على مدى اربعة ايام حشد كبير من العلماء والزائرين واهالي كربلاء، والقى خلاله سماحة السيد مرتضى المدرسي محاضراته، وتلى ذلك مشاركة لعدد من الرواديد الحسينيين الذين قاموا بالالقاء القصائد الحسينية بهذه المناسبة الاليمة .
بدوره قال سماحة السيد مرتضى المدرسي، انه تحدث في محاضرة ليلة شهادة الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها) في الإجابة عن السؤال: كيف يمكن للإنسان أن يحصّن نفسه في البيئة الفاسدة بحيث يكون فيها ولا يتأثر.
واضاف سماحته على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، وتابعته مجلة الهدى، ان “واجبنا عن ذلك ضمن ثلاثة محاور، وفي المحور الثالث تحدثنا عن جملة أمور عملية، ولكن لضيق الوقت لم نبيّن النقطة الرابعة، ولأنَّ كثيراً من الشباب سألني بعد المحاضرة عن هذه النقطة وغيرهم من راسلني فرأيت من المناسب نشرها مكتوبة”.
وشكر سماحته قبل بيانه للنقطة الرابعة القائمين على مجالس العزاء وكذلك الشباب الحاضرين، لافتا الى ان “المجلس الفاطمي كان قد ضاق بآلاف الشباب وكلهم يستمع بشغف لأكثر من ساعة كاملة، وهو يسجّل نقاط البحث ويتابع وهذه فرصة كبيرة ونسأل الله أن لا يحرمنا منها”.
واشار سماحته الى انه ذكر خلال المجلس الفاطمي، الى “أن الأمر يتوقف أولاً على القرار بأن يكون الإنسان مع الله وأن ينمي في نفسه الورع، ثانياً بأن يأخذ الجرعة الكافية لتحصينه معرفيا ومعنوياً، وثالثاً عليه صناعة بيئة بديلة ومحمية خاصة بنفسه يعيش فيها بعيداً عن اخطار المجتمع كالانتماء إلى الجماعة الصالحة، وخامساً أن يكون الإنسان مؤثراً كي لا يكون متأثراً”..
وفيما يتعلق بالنقطة الرابعة التي اراد سماحته توضيحها فقد قال: “تصور ما هو الفرق بين الشاب طالب السادس الذي يطمح أن يحصل على درجة تؤهله للمجموعة الطبية ـ مثلاً ـ والآخر الذي يريد فقط النجاح؟ هل هناك فرق عملي؟ نعم؛ بالتأكيد هذا يسهر الليالي، يتعب، يدرس، والآخر لا فهو يلهو ويلعب”.
وأردف سماحته “لكن ما الذي يجعل الأول لا يمل وهو يقارن نفسه مع زميله؟ الجواب: الهدف الذي يريد الوصول إليه”.
وتابع “إنّما الذي يصبّره على تحمل المشقّة حين يستجلي أهدافه، ويعرف لماذا يتعب، لماذا يتحمل كل ذلك، وهكذا هو حال المؤمن في هذه الحياة حين يرى غيره لا يبالي بالحرام، منغمس في الشهوات”.
وذكر مثلا آخر هو ان “التاجر الذي في السوق عليه أن لا يرى سائر التجار وكيف يتعاملون وإنما يرى ماذا تفرض عليه قيمه، والموظف في الدائرة لا يرى هل الآخرين يرتشون أم لا، بل هو يرى أن عمله خدمة من اجل لقمة حلال لا من أجل جمع المال حتى من الحرام”.
وختم سماحة السيد مرتضى المدرسي حديثه بالتأكيد على ان “المؤمنة الرسالية والمؤمن الرسالي عليه أن يذكّر نفسه بالمائز بينه وبينهم، فأنت تريد أن تكون من أنصار الإمام الحجة، تريد أن تكون في أعلى عليين، تريد أن تحصل على الآخرة وذاك لا يريد، فلا تقارن نفسك به أبداً، وذكّر نفسك بأهدافك دائما”.