الهدى – وكالات ..
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أن أكثر من 50 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية المزمن، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على التغذية المناسبة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفي بيان حديث صادر عن المنظمة أكدت أن 346 ألف طفل آخرين تحت سن الخامسة بالإضافة إلى 160 ألف سيدة من الحوامل والمرضعات يحتاجون إلى التغذية السليمة والمكمّلات الغذائية والأدوية اللازمة للبقاء.
يأتي ذلك بعد أن أكدت الأمم المتحدة أن ما يزيد عن 91% من سكان غزة يواجهون أزمة الانعدام الغذائي، بعد إغلاق الكيان المحتل لكافة المعابر التي يتم من خلالها إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتوجه المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها النداءات بشكل متكرر من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، في ظل تعنت إسرائيلي إزاء إدخال تلك المساعدات.
ومن بين 50 طلبا لدخول شمال قطاع غزة قدمته المنظمات الإنسانية لسلطات الكيان الإسرائيلي، تم رفض 33 طلبا منها، فيما قُبل 8 فقط منذ أكتوبر من العام 2023.
وقال “أوتشا” إنه قدّم منفردا 98 طلبا إلى سلطات الاحتلال للحصول على تصريح للعبور عبر نقطة التفتيش على طول وادي غزة غير أنه لم يتم السماح بمرور سوى 15 منها فقط. وأشارت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تقارير مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، مضيفا إنها “تفند المزاعم الامريكية وتؤكّد وصول الشمال ومناطق في قطاع غزة إلى حافّة المجاعة”.
وكانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”، بالإنابة “جويس مسويا” قالت في إحدى مداخلاتها إن ما نشهده في غزة يذكرنا بأخطر الجرائم الدولية.
وفي مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي، لفتت إلى أن مدنيين طردوا من منازلهم واضطروا لمشاهدة أفراد أسرهم يُقتلون ويُحرقون ويُدفنون أحياء في غزة، واصفة القطاع بأنه “أرض أنقاض قاحلة”.
وتابعت “نحن نشهد أعمالا تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية”، مشددة على أن الوحشية الإسرائيلية اليومية في غزة لا حدود لها. وأضافت “مسويا”: “لقد أصبح معظم غزة الآن أرضا قاحلة من الأنقاض، أين هو التمييز الذي تم إجراؤه وما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها، إذا تضرر أو دُمر أكثر من 70 في المئة من مساكن المدنيين؟ لقد تم قطع السلع والخدمات التجارية الأساسية بما في ذلك الكهرباء تقريبًا. وقد أدى هذا إلى زيادة الجوع والمجاعة والآن، كما سمعنا، المجاعة المحتملة. إننا نشهد أفعالاً تذكرنا بأفظع الجرائم الدولية”.
وأضافت أن الهجوم الأخير الذي بدأته قوات الاحتلال في شمال غزة الشهر الماضي هو نسخة مشددة ومتطرفة ومتسارعة من أهوال العام الماضي.
وقالت: “لقد تم إحراق الملاجئ والمنازل والمدارس وقصفها بالكامل ولا تزال العديد من الأسر محاصرة تحت الأنقاض، لأن السلطات الإسرائيلية تمنع الوقود اللازم لمعدات الحفر، كما تمنع المسعفين من الوصول إليهم، كما تم تدمير سيارات الإسعاف، وتعرضت المستشفيات للهجوم كما يتم قطع الإمدادات عن الشمال ويتم دفع الناس إلى الجنوب”.
وأمام تحطيم الكيان المحتل لكل القوانين الدولية التي لطالما استخدمها الغرب لإدانة جهات محددة دون غيرها، تضحى أزمات الأطفال في غزة غير محصورة في تلقي العلم أو في المسكن أو في المأكل والمشرب، وأصبحت مباحة لكل أشكال المعاناة بما فيها المعاناة النفسية التي سترافقهم طيلة حياتهم.
وتساند الولايات المتحدة الأميركية كيان الاحتلال في تخطّي الانتقادات التي تُوجّه للأخير، وتعمل على الإيهام بأن الكيان ينفّذ ما تطلبه منه المنظمات. وأمام مشاهد المجاعة المستشرية في القطاع -شماله على وجه التحديد- تدّعي وكالة “رويترز” بأن الكيان “التزم بالمطالبات الأميركية بشأن مساعدات غزة”.