الهدى – وكالات ..
تأثر حوالى 1.4 مليون شخص جراء الفيضانات في جنوب السودان، فيما نزح أكثر من 379 ألف شخص، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، محذرة من تفشي الملاريا. وأفادت هيئات إغاثية بأنّ الدولة الأحدث عهداً في العالم والمعرّضة بشدّة لمخاطر التغيّر المناخي، تشهد أسوأ فيضانات منذ عقود، خصوصاً في المناطق الشمالية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”، بأنّ 1.4 مليون شخص تأثروا بالفيضانات في 43 مقاطعة وفي منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وأضاف المكتب، في بيان صدر عنه، أنّ “أكثر من 397 ألف شخص نزحوا في 22 مقاطعة وأبيي”، لافتا إلى تسجيل تزايد في الإصابات بالملاريا في عدة ولايات، وهو “ما ينهك النظام الصحي ويفاقم الوضع ويؤثر في المناطق التي ضربتها الفيضانات”.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، بدأ السودان بإعطاء أول لقاحات الملاريا، لتعزيز الجهود الرامية إلى حماية الأطفال من هذا المرض الفتاك.
ويُعدّ مرض الملاريا من أكثر الأمراض فتكاً بالأطفال في العالم، وهو السبب في وفاة ما يقرب من نصف مليون طفل دون سن 5 سنوات سنوياً في أفريقيا.
ويستأثر السودان بأعلى معدلات الإصابة بالملاريا في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وفي عام 2023، قُدِّرت حالات الإصابة بالملاريا في السودان بأكثر من 3.4 ملايين حالة، وأودى المرض بحياة ما يُقدَّر بنحو 7900 شخص، وذلك بالرغم من احتمال وجود قصور شديد في الإبلاغ عن الحالات والوفيات بسبب النزاع المستمر وانقطاع الاتصالات.
وتسببت الفيضانات في تفاقم “وضع إنساني حرج بالأساس”، في ظل انعدام حاد في الأمن الغذائي وتراجع اقتصادي ونزاع متواصل وأوبئة وتبعات النزاع في السودان، وفقاً لإعلان البنك الدولي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وثمة في جنوب السودان أكثر من سبعة ملايين شخص في وضع انعدام الأمن الغذائي، فيما يعاني 1.65 طفلا من سوء التغذية، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. ووجّه البرنامج في مطلع نوفمبر الجاري نداء عاجلا إلى المانحين يحثهم على تقديم أموال على وجه السرعة. وأوضح أن احتياطات المواد الغذائية في جنوب السودان نفدت، وأنه بحاجة إلى 404 ملايين دولار لإعداد المساعدات للعام 2025، على خلفية “الزيادة الحادة في تكاليف العمليات وفي تفشي الجوع”.
وبدون تمويل سريع، توقع برنامج الأغذية العالمي أنه سيتحتم عليه لاحقا خلال السنة إلقاء المساعدات جوا للوصول إلى المجموعات المعزولة، وهي التي تواجه أكبر قدر من التهديد.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية، مساء أمس الجمعة، أن قوات “الدعم السريع” والمجموعات التابعة لها ارتكبت “مذبحة جديدة”، خلال اليومين الماضيين، في مدينة الهلالية في ولاية الجزيرة.
وقالت إن “ضحايا تلك المعارك بلغ عددهم حتى الآن 120 شخصاً، قتلاً بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي، إضافة إلى افتقاد مئات المدنيين، من رجال ونساء وأطفال، الذين تحتجزهم الميليشيا رهائن في مواقع متعددة من المدينة”.
وشددت وزارة الخارجية السودانية على أن “قوات الدعم السريع تشن حملات انتقامية مروعة على أيدي مرتزقة الجنجويد بحق الأبرياء العزل، بعد انشقاق عدد من قادة الميليشيا وعناصرها”، مشيرة إلى أن “تلك العمليات تتزامن مع حملة انتقامية وحشية مشابهة ضد القرويين العزّل في شمالي دارفور، بعد فشل هجماتها المتكررة على الفاشر، بحيث أحرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية”.
وأكدت الخارجية في بيانها أن “التصعيد الممنهج ضد المدنيين يهدف إلى استدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان، تحت ذريعة حماية المدنيين، على نحو يمكّن الميليشيا من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها ومواصلة احتجاز آلاف المدنيين رهائن في معتقلات سرية”.
وطالبت المجتمع الدولي بتصنيف “الدعم السريع جماعة إرهابية بدلاً من الاستجابة لابتزازها، وملاحقة قياداتها وعناصرها كمطلوبين للعدالة الدولية، وعدّ كل من يساعد أو يدعم الميليشيا أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعياً للإرهاب وشريكاً في جرائمها”.