يشكو الوالدان من بعض مشاكل اطفالهم التي يجهلون الاسباب الكامنة ورائها وبالتالي يعجزون عن الوصول الى طرق التعامل الصحي معها، ومن هذه المشكلات مشكلة استغلال الطفل لظروف لوجود ضيوف في المنزل، ليقوم بتصرفات غريبة على عكس عادته في باقي الايام، حيث يصبح الأطفال مزعجين بطريقة مبالغ فيها، لذا سوف نتحدث عن أسباب شغب الأطفال عند قدوم الضيوف.
تذمر الوالدان مما يقوم به الطفل ناتج من كونه يعرضهم للحرج سيما وانه يقوم بسلوكيات تعطي انطباعات عديدة غير لطيفة عن طريقة تربيتهم له، بالاضافة الى انه قد يطلب بعض الاشياء بإلحاح، مما يجعل الاخرين يشعرونه بكونه محروم من قبل والديه من هذه الاشياء، ومن هاتين النقطتين بالتحديد يشعر الوالدان بالانزعاج مما يقوم به اطفالهم ويودون لو أن ابنهم غير موجود في هذه الساعات مع الضيوف.
من السلوكيات المحرجة التي يقوم بها الطفل بوجود الضيوف على سبيل المثال هو طلب اكثر من كأس عصير، او الامساك بأكثر من قطعة حلوى او فاكهة، رغم انها متوفرة في البيت وهو ليس محروم منها، علاوةً على محاولة ضرب الاطفال الضيوف او محاولة التحدث بصوت عالٍ، والقيام ببعض الحركات البهلوانية، ومثل هذه التصرفات حتماً انها تثير اعصاب الابوين ويحاولان منع اطفالهم منها، لكنهم لا يفلحوا نتيجة تدخل الضيوف كما في الكثير من الحالات.
الحل التربوي الناجح مع الطفل هو عدم التضيق عليه اكثر مما ينبغي في الايام الطبيعية حتى لا يضطر الى التعويض بوجود الضيوف
لماذا يشاغب الطفل بوجود الضيوف؟
ثمة احتماليات و اسباب حقيقة لمشاغبة الطفل بوجود الضيوف واهمها:
اول الاحتماليات هو ان الطفل يريد الانتقام من والديه لكونهم يضيقون عليه ويمنعونه من القيام بالسلوكيات غير السلمية، اذ يعتقد الطفل انه ينجح في الانتقام من والديه بالشغب الذي يثيره، وهم لا يستطعيون الرد عليه او معاقبته حياءً من الحاضرين وهو ما يجعل الطفل يتمادى ويقوم بالذي لم يقم به بالعادة.
الاحتمالية الثانية هي سعي الطفل لتحقيق الرغبات الممنوعة من الوالدين، اذ يسيء الطفل التصرف أمام الضيوف حتى يحصل الطفل على الأمور الممنوعة والمحروم منها، مثال على ذلك: قد يصرخ الطفل ويثير إزعاج الضيوف من أجل أن يشاهد الكارتون في تلفون والده لمدة طويلة؛ حيث أن الاب كان قد خصّص وقتا محددا لمشاهدة الكارتون، فعندما يريد الأبوان إسكات الطفل، يضايقهم مقابل الحصول على ما يريد وفي الغالب يستجيب الابوان لهذا الضغط وبالتالي يتعود الطفل على احراج والديه للظفر بما يريد.
الاحتمالية الثالثة هي ان الطفل يحاول انتقاد انشغال الوالدين الدائم عنه مقابل العناية والاهتمام العاليين بالضيوف، فهو يحاول ان يجذب انتباه والديه له ليمنحاه وقتاً كافي من الاهتمام والتحاور واللعب معه وليس فقط الاهتمام بطلباته من مأكل وملبس، هذا النقص في الجانب المعنوي للطفل يجعله اكثر عناداً وجرأة على تخطي محددات الاهل والخروج عنها وعدم الالتزام بها.
من السلوكيات المحرجة التي يقوم بها الطفل بوجود الضيوف على سبيل المثال هو طلب اكثر من كأس عصير، او الامساك بأكثر من قطعة حلوى او فاكهة
الاحتمالية الرابعة هي عدم مقدرته على اللعب بمفرده، خاصة إذا كان طفلا وحيداً، فحين يكون مع الضيوف اطفال بعمره او قريبين منه يحاول ان يلعب معهم لتعويض حرمانه من الشريك في اللعب، وهو لايقصد إيذاء ممن حوله، بل يريد اللعب فقط لكن كون الاهل لم يعتادوا عليه بهذه الكيفية فيرونه كثير الحركة.
ما هو الحل:
الحل التربوي الناجح مع الطفل هو عدم التضيق عليه اكثر مما ينبغي في الايام الطبيعية حتى لا يضطر الى التعويض بوجود الضيوف وبالتالي احراج اهله، كما ينفع ابرام عقد سلوكي مع الطفل قبل مجيء الضيوف يطلب فيه من الطفل الالتزام بالهدوء ويكافئ الطفل مقابل ذلك بمعززات مادية واخرى معنوية وهو ما يجعل الطفل اكثر هدوءاً بوجود الضيوف.
ومن ثم على الوالدين ان يبتعدا عن اساليب الفرض على الطفل بالقوة لانه سيقاوم ليفرض سلطته وبالتالي يعرض الى الاحراج، وبهذه الامور يمكن تفادي شغب الطفل امام الضيوف.