الأخبار

رائحة الكبريت تعاود الانتشار في سماء بغداد وهذه الاسباب

الهدى – بغداد ..

استيقظ سكان العاصمة بغداد، صباح اليوم الأربعاء، على مشهد مقلق تمثل في سماء مغطاة بغيمة كثيفة من التلوث، وسط انتشار رائحة خانقة من الكبريت أثارت مخاوف متزايدة حول جودة الهواء وسلامة المواطنين.
ورصد المواطنون تراجعاً ملحوظاً في مستوى الرؤية، مما دفع العديد منهم لارتداء الكمامات في محاولة لحماية أنفسهم من الآثار الضارة لهذا التلوث.
وأحتلت بغداد ثاني أكثر مدن العالم تلوثاً وفقاً لمؤشر الجودة العالمي للهواء وأدرجها بـ”غير صحي للغاية”.
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد وجه في 12 من الشهر الجاري بتشكيل لجنة متخصصة، لدراسة حالة التلوث وتكرار انبعاث رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة وبيان أسبابها ومعالجتها، وشدد على وجوب وضع حلول جذرية للمشكلة، ودراسة الأمر من جميع جوانبه.
في غضون ذلك، يحذر خبراء الصحة من المخاطر المرتبطة باستنشاق الهواء الملوث، حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاكل التنفس والأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي، خاصة بين الفئات الحساسة كالأطفال وكبار السن.
يشار الى ان وزارة البيئة، اعلنت عن المباشرة بغلق المواقع المخالفة للشروط البيئة وذلك بعد تفاقم انبعاث رائحة الكبريت في العاصمة بغداد ومدن عراقية في الأسابيع الأخيرة.
وقال سنان جعفر مدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الوسط، ان “تطبيق اجراءات السلامة من التلوث يحتاج الى وقت حتى يتم تطبيق حماية البيئة من التلوث والتحكم في الانبعاثات الاجراء يحتاج الى ارادة حقيقية واموال لان اكثر مراحل المشاريع كلفة هي السيطرة على تلوث المياه والهواء وبالتاكيد تحتاج الى كلف ووقت”.
وأشار الى ان “وزارة البيئة رصدت مجموعة من الانشطة غير الصناعية وتكون اجتهادات شخصية لخارجين عن القانون، فالبتعاون مع امانة بغداد وقيادة العمليات المشتركة والجهات الماسكة للارض تم التنسيق باخذ الاجراءات القانونية تجاه الحد من الممارسات غير الملائمة للبيئة مثل حرق النفايات وصهر المعادن بالطرق البدائية من دون الحصول على الموافقات والتصدي لهم للقضاء على هذه الانشطة التي بالتأكيد سيساهم في حماية وتحسين البيئة”.
واضاف جعفر، إن “التلوث الحاصل في سماء بغداد اليوم هو استمرار للحالة التي حدثت قبل أسبوعين والإجراءات التي عملتها وزارة الداخلية والتي استمرت بها ساهمت بهدوء الأوضاع، لكن الآن تراجعت”.
وبين أن “هناك عمليات حرق في أماكن، مسؤولة عنها أمانة بغداد مثل مواقع الطمر والمحطات التحويلية، كذلك قسم كبير من كور الصهر رجعت تعمل اليوم وخرجت لها وزارة الداخلية بواجب آخر ليتم هدمها وإزلتها وكذلك معامل الطابوق التي تم غلقها بالفترة السابقة عادت الى نشاطها”.
وأكدت وزارة البيئة ان عودة الروائح وارتفاع تراكيز الملوثات في سماء بغداد سببها إصرار بعض الأنشطة الصناعية والبلدية المخالفة مزاولة عملها ساعات الليل.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن “ادارة الوزارة العليا وفرقها الرقابية التابعة إلى مديرية بيئة بغداد ودائرة حماية وتحسين الوسط تعمل ميدانيا على مدار الساعة على متابعة مصادر تلوث الهواء في بغداد”.
وبحسب البيان، قال الوكيل الفني لوزارة البيئة جاسم الفلاحي “رغم ان الحالة الطقسية تسهم في وضوح تلك الروائح، الا ان هنالك مشكلة كبيرة في اصرار عدد من الأنشطة الصناعية وغيرها بعدم الامتثال لقرارات الغلق واعتماد وسائل حرق مخالفة لابسط المحددات البيئية”.
الفلاحي اشار إلى ان “تقارير مديرية بيئة بغداد الموثقة استعرضت ابرز اسباب تفاقم التلوث يعود إلى استمرار الحرق السلبي في معامل الطابوق وكور الصهر غير القانونية والأسفلت في النهروان وبعض مناطق بغداد اضافة إلى حرق النفايات المستمر في معسكر الرشيد والنهروان وبعض مواقع جمع النفايات رغم وجود مراكز بلدية وبلديات تابعة إلى امانة بغداد والجهات الامنية الماسكة للأرض تتولى تلك المسؤولية”.
وحذر الوكيل الفني ان “التقرير الشهري الذي ستعرضه الوزارة على مجلس الوزراء سيتضمن اسماء وعناوين الأنشطة المستمرة بالمخالفات والجهات القطاعية المعنية بإيقاف تلك الأنشطة”.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا