الهدى – وكالات ..
أعلنت السلطات السودانية عن وفاة ثلاثة أطفال نتيجة سوء التغذية في منطقة جنوب الحزام بولاية الخرطوم، وسط تزايد مقلق في أعداد الأطفال الذين يعانون من هذا المرض القاتل.
وتأتي هذه الوفيات في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعاني منها السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام بأن مستشفى “بشائر” شهد وفاة ثلاثة أطفال دون سن الثانية بسبب مضاعفات ناتجة عن سوء التغذية، وهو وضع متفاقم في ظل استمرار النزاع المسلح الذي دخل عامه الثاني.
وتشمل منطقة جنوب الحزام، التي تتعرض لسيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب، أحياء مثل الإنقاذ والسلمة والأزهري ومايو، والتي شهدت اشتباكات عنيفة على مدى الشهور الماضية.
ومع تصاعد القتال المستمر منذ أبريل 2023، يعاني القطاع الصحي في السودان من تدهور كبير، حيث توقفت 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع، وأصبحت الأدوية والمستلزمات الطبية شحيحة.
كما أُجبر حوالي 11.3 مليون شخص على النزوح، بينما يواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وتُعد وفيات الأطفال نتيجة سوء التغذية جرس إنذار آخر للحالة الكارثية التي وصل إليها السودان، حيث يحاصر الجوع والفقر والمرض السكان، وسط غياب شبه كامل للحلول السياسية والإنسانية الفاعلة.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023، تتزايد أعداد السودانيين الذين يسقطون تحت طائلة العوز الغذائي بعد فقدان أكثر من 60 في المئة من السودانيين مصادر دخلهم، وتراجع القدرة الشرائية بأكثر من 70 في المئة في ظل تآكل الجنيه، والارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية، وصعوبة الحصول عليها في العديد من المناطق بسبب الظروف الأمنية.
ووفقا للباحثة الاجتماعية أسماء جمعة، فإن أزمة الغذاء الحالية أفرزت تداعيات اجتماعية خطيرة إذ أثرت على مقدرات السكان العقلية والجسمانية والنفسية، وأصابت المجتمع بحالة من الهلع والعجز والخوف والترقب واليأس، خصوصا في ظل غياب أي بادرة لوقف قريب للحرب التي كانت سببا مباشرا في زيادة معدلات الجوع.
وأوضحت انه “بسبب أزمة الغذاء والخوف من القادم، انتشرت حالة من الهلع التي أدت لانتشار ظواهر كتيره مثل العنف الأسري والسرقة والاحتيال واستغلال الناس لبعضهم، وهذ يبدو واضحا في غلاء الأسعار”.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي، وائل فهمي، “إن هناك عدد من العوامل المهمة التي أدت إلى تفاقم الأزمة الغذائية واتساع رقعة الجوع من بينها التدهور الاقتصادي المريع الناجم عن الحرب، وفقدان نسبة كبيرة من السودانيين مصادر دخلهم، والتراجع الكبير للجنيه السوداني إذ يتم تداول الدولار الواحد حاليا بنحو 2700 جنيه مقارنة بأقل من 600 جنيها قبل اندلاع الحرب، إضافة إلى الأوضاع الأمنية التي أدت إلى تجفيف الكثير من الأسواق في مناطق القتال”.