بأقلامکم

أساتذة في الجامعات… مرضى نفسيين أم ماذا؟

كنت أتساءل دائما حول سبب التصرف السيئ الذي نتلقاه في الدوائر الحكومية، مثل المستشفيات، والجامعات، والمدارس.

وحصلت على الإجابة حينما حصل لي موقف في جامعتي، وموجز الموقف، ان الأستاذ يريد منا ان نقول: “نعم” حينما ينادي بالأسماء، ولكن هناك طالبة بسبب ضعف صوتها لم يسمعها الاستاذ، وهنا حصلت الكارثة التي ابقتني برفقة الآخرين في حيرة من أمرنا، فهذا الأستاذ بصوته المرتفع، وبكلماته الجارحة، أخاف تلك الفتاة، حتى أنها بكت بسبب هذا الفعل، وطلبت الخروج من المحاضرة، وبعد خروجها قال مستهزءاً: “كل متى تحصل لها هذه الحالة -يقصد البكاء-“؟

وهناك أستاذ آخر يروي تجربته لنا، فيقول: لقد كنا نرتجف حينما يدخل علينا الأستاذ فلان! وفي هذا الجانب لديّ الكثير من القصص الأليمة التي لا يصح ذكرها هنا.

وهنا علمت أن ذلك المدير الذي يهين الموظفين، وذلك الدكتور المتعالي في تعامله مع المرضى، وذلك المعلم الذي يضرب الطلبة، وهكذا الموظف صاحب الخلق السيىء مع المراجعين، كل أولئك، فعلوا هذه الأفعال بسبب عُقد -بعض- أساتذتهم الجامعيين.

فالطالب بسبب المواقف التي يتعرض لها في الجامعة تتكون له شخصية متأثرة بذلك الموقف، فهو إنسان كغيره يتأثر بأفعال الآخرين، وبما أن الطالب مرآة لما تعلّم، لذا يعكس ما تعلمه على المجتمع، حتى بات المجتمع متخوماً بأمثال هؤلاء.

إنّ مهمة الأستاذ الجامعي في النهاية إعطاء محاضرة وفق المنهج، فلماذا يتجاوز حدوده، ويقوم بنشر عقده النفسية على الطلبة؟

وثمة كلمة سمعتها من أحدهم يقول فيها: “نطلب من أساتذة الجامعات ألا يفسدوا أخلاق أولادنا وبناتنا!”

وهنا أتساءل: أين دور وزارة التربية في تربيـة الأساتذة؟ ولماذا لا يدرّسون أخلاق أهل البيت، عليهم السلام، للأساتذة، أم أنهم تركوا التعليم لصالح الجامعات والمدارس الأهلية؟ ثم لماذا نعاني نحن، واخـواننا من -بعض- المرضى النفسيين، وكأننا نقاسي ما عاشه آباؤنا في نظام “هدام”، ألسنا نعيش في زمن التطلّع؟!

حقاً في المستقبل سوف ينتج لدينا الكثير من المرضى النفسيين في شتى المجالات إذا لم نلاحظ هذا الأمر، ونضع حداً لهذه المعمعة المريرة، فكم طالبٍ كانت لديه فرصة أن يصبح مبدعاً لو لا وجود أحد هؤلاء الأساتذة.

عن المؤلف

سجاد أحمد كاظم

اترك تعليقا