فکر و تنمیة

هل سمعت باضطراب افتعال المرض؟

من البديهي ان يمرض جسم الانسان نتيجة لسبب ما، ومن الطبيعي ان يلجأ الى المريض الى الطبيب كي يصف له ما يشفي علته ويرجعه الى حالة السواء، لكن من غير الطبيعي ان يفتعل الانسان المرض ويوهم نفسه أنه مريض وهو ليس كذلك!

 فلماذا يفتعل الانسانُ المرضَ؟

 وكيف يُعالج هذا الامر؟

يدّعي المصابون بهذا الاضطراب النفسي انه مصابون بأمراض معينة، او انهم يعانون من مشكلات عضوية ويطلبون الرعاية الطبية لانهاء الألم الذي يحيط بهم، والحقيقة عبارة عن توهمات لا حقيقة لها، وربما يراد لها ان تكون حقيقة يتفاعل معها الاخرين في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الانسان.

يمكننا عد اضطراب  افتعال المرض أو الاضطراب المفتعل من الاعتلالات العقلية الخطيرة، حيث يقوم فيها المصاب بخداع الآخرين، مدعياً المرض أو بإمراض نفسه عن عمد أو إلحاق الأذى بالنفس.

 قد يحدث اضطراب المرض الافتعالي أيضاً عندما يقوم أفراد العائلة أو مقدمي الرعاية بتقديم الآخرين (كالأطفال) على أنهم مرضى أو مصابون، أو معاقون على نحو كاذب، ثم يصبح الامر اشبه بالعادة، ومن ثم يدمن الانسان على ممارستها بصورة ربما لا ارادية.

من الاسباب المحتملة؛ تعرّض المصاب لتجارب في الماضي افقده بعض الأحبة، وبالتالي يتكوّن لديه تحسّس عالٍ وغير منطقي من المرض ناتج من الوهم والخوف من تكرار الامر معه

وما يجعل الامر معقداً هو ان تشخيص هذا الاضطراب بالنسبة للعامة امراً غيرَ يسيرٍ، مما يجعلهم متفاعلين مع المصاب وهذا ما يضعهم في دائرة التعاطف معه، او تقديم الخدمة له في احيان كثيرة، لكن ما يحل الازمة هو دراية العاملين في المجال الصحي وخبراتهم  العلمية والعملية التي تمكنهم من كشف مثل هذه الحالات والتعامل معها بحكمة.

الجميع من دون استثناء معرضون للاصابة بهذا الاضطراب النفسي ولن يتفوق النساء على الرجال ولا العكس ايضاً، لكن هناك تفوقاً نسيباً لصالح الفئات العمرية الكبيرة، إذ يعمد المسنون الى مثل هذا السلوك، ويبالغون بكونهم يعانون من مرض معين ويبحثون عن علاج له.

كيف نتعرف على المصابين باضطراب افتعال المرض؟

عبر علامات واضحة يمكن الحكم على كون اي منا مصاب باضطراب افتعال المرض، ومن اهم هذه العلامات هي:

 يسعى المصابون بهذا الاضطراب الى تقليد او انتاج مرض معين من بناة افكارهم والتعامل معه كحقيقة، فما إن يثار حديث حول احدهم الذي يعاني من مرض معين الا وبادروا بذكر شيء مقارب لما عليه ذلك المريض، ويذهب الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى حد بعيد لإخفاء خداعهم رغم كونهم يعرفون حقيقة عدم صدقهم.

ومن الاعراض ايضاً هي انهم على مستوى عالٍ من المعرفة الواسعة بالمصطلحات الطبية والأمراض، فحين يسمع الاخرون التفاصيل الدقيقة حول مرضهم يقتنعون انهم صابون بالحقيقة، ومن العلامات ايضاً ازدياد سوء الحالات المرضية بدون سبب وبسرعة كبيرة مع عدم الاستجابة للعلاجات التي يصفها الاطباء لهم.

ويسعى المصابون الى الإقامة المتكررة في المستشفى والرغبة في إجراء اختبار متكرر أو عمليات محفوفة بالمخاطر، وقد يلاحظ عليهم العديد من الندوب الجراحية أو أدلة على العديد من الإجراءات الطبية، كل هذه هي علامات دقيقة على كون الفرد مصاب باضطراب افتعال المرض.

الأسباب:

ليس هناك اسباب معروفة وقاطعة، بل هناك احتمالات جميعها نفسية يمكن ان ينتج منها هذا الاضطراب وهي:

1- محاولة لفت نظر الاهل، سيما اذا كانوا غير مهتمين بهم وغير موفرين لهم ما يحتاجونه، وما يفعلونه ردة فعل يأمل ان تلاقي استجابةً، وبالتالي يتحسن حاله ويخرج من الضغط النفسي الذي يعيش فيه.

الجميع من دون استثناء معرضون للاصابة بهذا الاضطراب النفسي ولن يتفوق النساء على الرجال ولا العكس ايضاً، لكن هناك تفوقاً نسيباً لصالح الفئات العمرية الكبيرة

 2- من الاسباب المحتملة؛ تعرّض المصاب لتجارب في الماضي افقده بعض الأحبة، وبالتالي يتكوّن لديه تحسّس عالٍ وغير منطقي من المرض ناتج من الوهم والخوف من تكرار الامر معه.

ما الحل؟

نظراً لعدم تشخيص سبب مؤكد لاضطراب افتعال المرض فليست هناك طريقة للعلاج، لكن نعتقد ان مثل هذه المشكلة ينفع معها العلاج النفسي المتمثل بالعلاج المعرفي السلوكي، الذي يعمل على تغيير افكار المريض، ونقله من منطقة التفكير المظلمة الى منطقة اخرى اكثر واقعية، وحين يقتنع بالافكار حتماً سيغير من السلوكيات وهكذا يغادر المصاب هذا المرض.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا