الهدى – متابعات ..
كشف تقرير دولي، عن حجم الاضرار الصحية التي سيتعرض لها العراقيين مستقبلا بسبب التعرض للتلوث الكبريتي في بغداد، مؤكدا ان “التعرض بشكل مستمر لغاز الكبريت سيؤدي الى “امراض رئوية مزمنة” للمواطنين المتأثرين بالغاز، ومشددا على ان العراق بات يتعرض لــ “خطر ايكولوجي”.
وأضاف التقرير، أن “التعرض المستمر لرائحة الكبريت في العراق سيؤدي الى خلل صحي كبير في البلاد مستقبلا”.
الى ذلك، كشف مسؤول صحي عراقي، اليوم الاثنين، دخول نحو 200 شخص للعناية في المستشفيات نتيجة أزمات تنفسية خلفتها أزمة التلوث في بغداد، مؤكدًا أن ركود الرياح واستمرار مصدر التلوث كان سببًا في تأزم المشكلة.
وأظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون، أن الرؤية تكاد تكون شبه معدومة في إحدى المناطق وسط بغداد، بالقرب من المنطقة الخضراء، التي من المفترض أن تكون مليئة بالأشجار.
وفي مقطع فيديو آخر تم توثيقه من قبل مواطنين في مجمع بسماية السكني جنوب شرق بغداد فجر اليوم، ظهر منظر مرعب يظهر مدى تلوث الهواء وانعدام الرؤية في المدينة.
وتتواصل أزمة التلوث في أجواء العاصمة العراقية بغداد وأطرافها للأسبوع الثاني على التوالي، مخلّفة العديد من المشكلات الصحية للسكان البالغ عددهم قرابة تسعة ملايين نسمة.
وكشف مسؤول صحي عراقي، اليوم الاثنين، عن دخول نحو 200 شخص للعناية في المستشفيات نتيجة أزمات تنفسية خلفتها السحابة المعلّقة في سماء بغداد منذ أيام، مؤكدًا أن ركود الرياح واستمرار مصدر التلوث كان سببًا في تأزم المشكلة.
وقال مصدر صحي، إن مستشفيات جانبي الكرخ والرصافة من بغداد استقبلت نحو 200 حالة، منها 80 حالة كانت تستدعي البقاء بالمستشفيات لأطفال، مطالبًا الأهالي في مناطق تشهد تلوثا أعلى من غيرها بارتداء الكِمامة وعدم فتح الشبابيك ليلًا.
من جانبها، أعلنت وزارة البيئة العراقية عن عقد جلسة “طارئة” لمناقشة حلول تلوث الهواء في بغداد برئاسة محافظ العاصمة، وقالت في بيانٍ لها إن الجلسة شهدت مناقشة مستفيضة لمشكلة تلوث الهواء وسبل مواجهتها.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر مطلع، بأن الحكومة العراقية تدرس مقترحًا لنقل مصفى الدورة إلى خارج العاصمةن حيث اشار المصدر الى أن مجلس الوزراء يدرس مقترحًا لتفكيك ونقل المصفى من بغدادن ويتضمن المقترح عرض مساحة المصفى في بغداد لمشروع استثماري.
هذا وتخيم رائحة الكبريت والدخان في أجواء بغدادن ويصف ناشطون الدخان في أجواء العاصمة بالضباب الذي يصعُب معه استنشاق الهواء بسهولة.
كذلك تزعم جهات بأن مصدر الدخان معامل تدوير أسلاك الكهرباء والبلاستيك التي تحيط ببغداد، وكذلك مطامر النفايات.
ووفقًا لموقع “IQAir” المتخصص بمراقبة جودة الهواء وقياس درجات التلوث، فقد تصدرت العاصمة العراقية بغداد قائمة المدن الأعلى في نسب التلوث.
ومساء أمس الأحد، عقد رئيس لجنة الصحة ماجد شنكالي، مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع وزير البيئة جاسم الفلاحي وأقر بوجود “تلوث بالهواء في بغداد هو الأعلى بين مدن العالم”.
واشار إلى أن “انتشار الرائحة والغيوم السوداء في بغداد ناتج عن احتراق الوقود الثقيل، الذي يتمثل بالنفط العالي الكبريت، نتيجة استخدام هذا النوع من الوقود في مصفى الدورة والمحطات الكهربائية، بالإضافة إلى معامل الإسفلت والطابوق، والتي يبلغ عددها 250 معملًا، وكذلك بعض معامل صهر النحاس. ثم أن احتراق النفايات في منطقة النهروان ومعسكر الرشيد يساهم بشكل كبير في تفاقم المشكلة”.
كما كشف أن “95% من التلوث في العراق مصدره مؤسسات القطاع العام، وأن الفرق الرقابية لا تستطيع ممارسة عملها”.
من جهته أوضح رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، في بيان له، أن “العراق يعاني من تحولات مناخية وزيادة معدلات الاحتباس الحراري وتدهور الواقع المائي والبيئي على وجه الخصوص الذي أدى إلى ازدياد العواصف وارتفاع معدلات تلوث الهواء، وتغير الغطاء من غطاء نباتي إلى غطاء إسمنتي في كافة محافظات العراق وخصوصًا في مدينة بغداد”.
كذلك كتب الخبير في شؤون البيئة والطقس صادق العطية، على صفحته في “فيسبوك”، إن “الدخان الصادر عن مواقع الحرق والطمر هو كورة خاصة بالحرق يستخدمها تجار مواد الصفر والنحاس وكيبلات الكهرباء (الوايرات)، وهي منتجة لرائحة الكبريت كون بعض المواد الممنوعة هي مواد حربية أو أجهزة إلكترونية دقيقة، بالإضافة إلى قناني الكلور والزئبق، وهو ما يسبب ضررًا كبيرًا على البيئة والإنسان”.
وفي وقت سابق، كشفت وزارة البيئة، عن أسباب انتشار رائحة تشبه الكبريت بأجواء بغداد.
وقالت إن “هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن تغيرات في جودة الهواء المحيط بسبب الاحتراق غير التام للوقود عالي المحتوى الكبريتي لعدد من الأنشطة وحرق النفايات في المطامر غير النظامية”.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة لدراسة حالة التلوث وتكرار انبعاث رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة وبيان أسبابها ومعالجتها.