العراق – متابعات ..
بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير كلف استيرادها، تبرز مساعٍ إلى إنتاج الأدوية في العراق داخل مصانع محلية، لتلبية حاجة السوق، فضلًا عن فوائد إضافية تتعلق بجذب الاستثمارات إلى البلاد.
ويتزايد الاهتمام بصناعة الأدوية في العراق محليًا، وفي هذا الإطار، تؤكد الحكومة سعيها لتشجيع إنتاج الأدوية في العراق، سواء عبر الشركات الحكومية، أو عبر القطاع الخاص.
وفي جديد تطورات ملف إنتاج الأدوية في العراق، كشف النائب مضر الكروي، اليوم السبت، عن جهود عراقية لجذب استثمارات لبناء أهم مصانع الأدوية في الشرق الأوسط.
وقال الكروي في تصريح صحفي، إن “بغداد تنفذ منذ أشهر استراتيجية مهمة تهدف إلى الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الأدوية”، لافتا إلى أن “الدولة تنفق مليارات الدولارات سنويًا لشراء احتياجات المؤسسات الصحية”.
وأضاف أن “بغداد تسعى من خلال فتح أبواب الاستثمارات إلى بناء مصانع أدوية رائدة في المنطقة”، مؤكدًا “وجود استراتيجية بهذا الاتجاه مع ضوء أخضر من عشر دول، بعضها أوروبية، للانخراط في هذا المشروع”.
وأشار إلى أن “هذا المشروع سيحقق فوائد اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى تأمين الجزء الأكبر من الأدوية، خاصة النادرة منها”.
وبيّن الكروي، أن “تقليل نفقات استيراد الأدوية وتحقيق معدلات عالية من الاكتفاء الذاتي سيكون له تبعات إيجابية على الصعيدين الصحي والمالي، مما يتيح إمكانية الانتقال إلى مرحلة توطين هذه الصناعة المهمة وتحويل العراق إلى نقطة التقاء للشركات الكبرى، مع إمكانية التصدير إلى بقية الدول”.
وكان نقيب الصيادلة حيدر فؤاد، قد أكد في وقت سابق، التوجه لإنشاء مصانع دوائية وطنية لتأمين توفير الدواء للقطاع الخاص.
وقال فؤاد في تصريح صحفي: إن “توفير الأدوية يتم من خلال شقين، الأول هو استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية عن طريق المكاتب المجازة من قبل نقابة الصيادلة ،والثاني هو الصناعة الدوائية الوطنية، إذ توجد هناك عملية توازن بين الاستيراد والصناعة الوطنية”.
وبين أن “العراق مقبل حالياً على دعم حكومي متوجهاً لهذا المنبر بالإضافة الى الإقبال على إنشاء مصانع دوائية وطنية تنتج الصناعة الدوائية وتأمين توفير الدواء للقطاع الخاص”.
ويفكر العراق جدياً في إعادة صناعة الأدوية محلياً لتغطي جزء من حاجته، لاسيما في موادها الأساسية من خلال استحداث شركات بمؤازرة أخرى عالمية رائدة في مجال صناعة الدواء، في مشروع تبنته الحكومة وكانت أطلقته مطلع العام الحالي، يتمثل بتوطين صناعة الدواء في العراق.
وتعد صناعة الأدوية من الصناعات المهمة لأي بلد كونها ترتبط بتأمين العلاج الضروري للمواطنين، لاسيما الأدوية النمطية التي تستهلك يومياً من ضمنها المضادات الحيوية.
وعلى الرغم من أن تعداد سكان العراق تجاوز 42 مليوناً، وفقاً لتقديرات وزارة التخطيط، إلا إنه ما زال يعتمد على إمداد السوق بصورة رئيسة من الأدوية المستوردة من مختلف دول العالم.