الهدى – وكالات ..
في ظل تزايد القمع الذي تتعرض له النساء والفتيات الأفغانيات منذ سيطرة حركة طالـبان على السلطة في أغسطس/آب 2021، كشفت دراسة حديثة صادرة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن تأثيرات مدمرة تمتد عبر أجيال.
الدراسة وصفت القمع الذي تواجهه النساء في أفغانستان بأنه جريمة ضد الإنسانية، مما دفع الناشطين للمطالبة باعتراف دولي رسمي بهذا الوضع.
سيما سمر، التي شغلت منصب وزيرة شؤون المرأة بعد سقوط نظام طالبان الأول في عام 2001، كانت من أوائل من صاغوا مصطلح “الفصل العنصري بين الجنسين” في تسعينيات القرن الماضي، والآن، وبعد مرور أكثر من عقدين على ذلك، تجد النساء الأفغانيات في المنفى أنفسهن مضطرات لاستخدام هذا المصطلح مجددًا لوصف الواقع الحالي تحت حكم طالـبان الثاني.
سمر التي تعيش حاليًا في المنفى، تقول: “لم نكن نتخيل أن نعيش نفس المشهد مرة أخرى من الاضطهاد والعزلة والقمع الممنهج لنصف السكان الأفغان”، مشددة على أن هذه المرة يجب أن يتكاتف الجميع من أجل العدالة.
وفي نهاية عام 2023، أُطلقت حملة للمطالبة باعتراف الأمم المتحدة بممارسات طالـبان كـ”فصل عنصري بين الجنسين”، لتصبح هذه الحملة خطوة ضرورية للضغط على المجتمع الدولي للتحرك ضد القمع الذي تواجهه النساء والفتيات في أفغانستان.
إلى جانب هذه الجهود، تم جمع بيانات من آلاف النساء الأفغانيات عبر مشروع “بشناو”، وهو منصة رقمية تهدف إلى توثيق تأثير حكم طالـبان على النساء من خلال الاستطلاعات والمقابلات.
ووفقاً لإحدى هذه الدراسات، فإن 67% من النساء الأفغانيات المشاركات وصفن حياتهن تحت حكم طالـبان بأنها “قمع منهجي”، فيما وافق 60% منهن على استخدام مصطلح “الفصل العنصري بين الجنسين” لوصف وضعهن.
وفي ظل استمرار تدهور أوضاع النساء، ومع إسكات أصواتهن داخل أفغانستان، تُبذل جهود حثيثة من قبل النساء الأفغانيات في المنفى لتقديم أدلة إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية لمحاولة محاسبة طالـبان على جرائمها.
وتزايد التفاؤل بين الناشطات بإمكانية اعتراف الأمم المتحدة خلال الأسابيع القادمة بالفصل العنصري الذي تمارسه طالـبان في أفغانستان كخطوة أولى نحو محاسبة النظام. ورغم الشكوك حول تأثير هذا الاعتراف على أرض الواقع، إلا أن سمر ترى في هذا الاعتراف خطوة حاسمة نحو إحداث تغيير حقيقي.
وفي سياق آخر قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير صدر عنها مؤخرا، إنه منذ أن عادت حركة طالـبان للسلطة في أفغانستان، تعيش الشرطيات السابقات في حالة من الخوف المستمر والتهديد.
ويوثق التقرير الذي يقع في 26 صفحة، ويحمل عنوان “خيانة مزدوجة: إساءة ضد الشرطيات الأفغانيات، الماضي والحاضر”، تهديدات من جانب سلطات طالـبان منذ تولي الحركة السلطة في آب/أغسطس 2021، مما دفع الكثير من الشرطيات السابقات للاختباء خوفا من التعرف على هوياتهن.
وأشار التقرير إلى وجود تهديدات أيضاً قبل تولى طالـبان السلطة، ورصدت المنظمة عنفا ممنهجا ضد الشرطيات في عهد الحكومة السابقة التي كانت تحظى بدعم الغرب.
وقالت فيرشتا عباسي، الباحثة الأفغانية بالمنظمة “الشرطيات الأفغانيات تعرضن للخيانة مرتين، أولا من جانب الحكومة الأفغانية السابقة، التي سمحت باستمرار العنف الخطير ضدهن بدون عقاب، وبعد ذلك من جانب الدول التي تجاهلت العنف، ولم تكن مستعدة لإعادة توطين النساء اللاتي سعين للحصول على الحماية أو منحهن حق اللجوء”.
وتحدثت الشرطيات عن تلقى مكالمات هاتفية تهديدية أو تفتيش منازلهن بعنف.
كما أشرن إلى زيادة العنف داخل أسرهن لأن أقاربهن كانوا يعارضون عملهن في الشرطة.
وقالت هيومان رايتس ووتش إنه في ظل حكم طالـبان، يتم نشر الشرطيات في مناطق قليلة، مثل نقاط التفتيش أو سجون النساء.