أدب

رسالة من شاب يافعٍ الى الإمام المنتظر    

السلام عليك يا نور الله في الأرض، السلام عليك وعلى آبائك الأطهار الميامين صلى الله عليهم أجمعين  والحمد لله رب العالمين.

لا أدري يا سيدي كيف سأكتب اليك فعمري لا يسعفني  وقلمي لا يتجرأ يا بقية الله   فأنا أبتدئ طريقي وما زلت أتعلم كلمة من هنا، وأخرى من هناك، كي أنوّر عقلي وفكري وروحي، لأكون إنسانا صالحا، ونافعا لديني ودنياي، وأنا يا سيدي أحاول جاهدا أن أصل اليك، وأن أراك لكي أتنعّم بالأمن والسعادة في دولة العدل الالهية

الأمان الأمان  يا صاحب الزمان.

يا سيدي ضاقت بنا الدنيا وتجبر الظلاميون الحاقدون لينشروا الموت والظلام وليطفئوا نور الشمس.

لقد تجرؤوا في زرع الموت، ونشر الضغائن والفتن،  وحاولوا على مر التاريخ أن يزرعوا اليأس والهزيمة في قلوبنا وعقولنا، ليبعدونا عن أوليائنا وعن عقائدنا وقيمنا السامية، إنهم يريدون إطفاء نور الله ولكنَّ الله لهم بالمرصاد.

لقد كان لي يا سيدي زملاء وأصدقاء تحولوا الى شظايا في حروب ظالمة، أتذكرهم جميعا لأنهم الشجعان حقا، علموني معنى الحياة والأمل وانتظار الفرج.

لم أكن أعرف سيدي كيف يكون الانتظار؛ لقد تعلّمتُ من أبي وأمي ومن أصدقائي ذلك، فقمت لأصلي صلاةَ الفجرِ وأدعو الله أن يعجّل في ظهورك يا منقذنا، والتزمت بصلاتي وصومي وصبرت صبرا جميلا، واجتهدت في طلب العلم والتحلّي بالصفات الحميدة، وابتعدت عن الغيبة والكذب وإيذاء الآخرين.

 تعلّمتُ كيف أرفع الأذى عن الناس ومساعدتهم في كل الأمور وكيف أحترم الكبير والصغير، وكيف أؤدي حقوق الوالدين، وكيف أحب الناس وأعفو عن الذي يسيء اليّ وأحسن اليه، وألتزم بحسن الجوار  وصلة الرحم.

 تعلّمتُ كيف أواضب على قراءة القرآن وأتدبر معانيه، وكيف أشكر الله على نعمه التي أنعمها علينا.

أعلمُ يا سيدي أن هذه الأعمال  هي التي تفرح قلبك الشريف، وتيسّر ظهورك الينا،    لقد جعلك الله الواحد القهار أملا لنا ولكل المظلومين في الأرض.

أيها الغائب الحاضر إنا لك لمن المنتظرين إن شاء الله وعسى الله أن يجعلنا من أنصارك وأعوانك والمستشهدين بين يديك.

فتعال يا سيدنا يا أمل البشرية و يا منقذ الإنسان من الظلم والجور والطغيان، تعال لنعيش في رحابك آمنين مطمئنين، فنحن مشتاقون الى طلعتك الرشيدة، والى نورك الزاهر الذي سيمسح ظلام الدهور ويملأ الصحاري زهورا ورياحين، فيسود العدلُ وتبتهج الأرضُ بالمحبة والنعيم.

اِسطعْ لها ضاقت فما من مُستقرْ                  

يا أيها الأمل الكبير المنتظَرْ

الأرض قاحلة  همتْ أشجارُها                    

والظلم ماضٍ والبلايا  في صُوَرْ

اَلمفسدون على النقاء  تجبَّروا

فهمُ البغاة وهمْ  وحوشٌ لا بش

اِسطعْ فأنت المنقذ الموعود قد

 جارَ القتامُ وبالمكائد قد سَعَرْ

 مولاي نعلمُ أنَّ قلبك  هائمٌ

لا دمع من عينيك بل دمُها انهمرْ

مولاي نعلم أن بحرَ ذنوبنا

بعُدتْ سواحله سنغرق لا مفرْ

لولاك ما عشنا حياةَ كرامةٍ

لولاك ما انتظرتْ ليالينا قمرْ

عجّل الله ــ تعالى ــ فرجكم الشريف وطلعتكم البهيّة الرشيدة، ليتغيّر وجه العالم، وينتصر الإنسان ويحيا، و لتملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجورا، وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

عن المؤلف

كفاح وتوت

اترك تعليقا